مقالاتمقالات المنتدى

الطّائفة الظّاهرة علی الحقّ إلی يوم الدّين هي في فلسطين

الطّائفة الظّاهرة علی الحقّ إلی يوم الدّين هي في فلسطين

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

1. قال اللّه تعالی: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ﴾ وقال رسول اللّه ﷺ: {لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ} وفي رواية: {لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ} قيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ فَقالَ: {بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ}. 2. هذه الطّائفة هي في ديار الشّام في كثير من الأزمان وخاصّة في نهاية الزّمان! قال الإمام ابن حجر: والمراد بالذين يكونون في بيت المقدس هم الذين يحصرهم الدّجّال إذا خرج فينزل عيسى ﷺ إليهم فيقتل الدّجّال! وقال معاذ رضي اللّه عنه: هم في بلاد الشّام! وفي ذلك إشارة إلى محلّ الطّائفة في نهاية الزّمن عند ظهور الدّجّال ونزول عيسى! ويدلّ على ذلك قول أمّ شريك رضي اللّه عنها: يا رسولَ اللّه فأينَ العربُ يومئذٍ؟ فقال: {هُم قَليلٌ وَجُلّهم يَومئذٍ بِبَيت المَقدِس وَإمامُهم رَجلٌ صالِحٌ}. 3. هذه الطّائفة المنصورة الظّاهرة علی الحقّ هي في أولی القبلتين إلی يوم الدّين! وستكون فلسطين كذلك مقرّ الخلافة الإسلاميّة الرّاشدة قبل قيام السّاعة! ولا يزال أهل الثّغر في أرض المحشر والمنشر يحملون راية الحقّ إلی الخلق بصدق حتّى يرسل اللّه ﷻ الرّيح الطّيّبة فتقبض كلّ من في قلبه إيمان برفق! والمراد بقوله: أمر اللّه: أي الرّيح التي تقبض أرواح المؤمنين قبيل قيام السّاعة! 4. لقد بشّرنا ﷺ بأنّ أمّتنا لا تزال فيها طائفة ظاهرة على الحقّ وهذه الطّائفة المؤمنة معانة من اللّه ومنصورة على من خذلها أو حاربها والهزيمة والخذلان عاقبة من يعارضها ولا يضرّها من ترك نصرتها في أي زمان أو مكان! 5. سيبقی أفراد هذه الطّائفة المنصورة الظّاهرة على الحقّ حتّى يأتي أمر ربّ العالمين وهذا دليل على أنّ الحقّ لن ينقطع في أمّة المسلمين يتوارثونه جِيلاً بعد جيل إلی يوم يبعثون. 6. وقد اختلف العلماء في المقصود بهذه الطّائفة فقيل: هم العلماء وقيل: هم المجاهدون في الشّام وقيل: هم في بيت المقدس! 7. إنّ وجود هذه الطّائفة هو من الأدلّة على صدق نبيّ هذه الأمّة ﷺ: لأنّه منذ أخبر بذلك وهذه الطّائفة الحقّة لا تزال موجودة في المسلمين لم تنقطع في أيّ حين! وقد دلّت الأحاديث الشّريفة علی فضل الثّبات على الحقّ ثمّ الدّعوة إليه وفضل لزوم هذه الطّائفة لأنّها منصورة فتحية للمرابطين من إخوانهم المسلمين!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى