تسببت الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، بموجة تصعيد محدودة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، فجر أمس الأربعاء، حيث شنت طائرات إسرائيلية 25 غارة على مواقع لحركة حماس، فيما رد فلسطينيون بإطلاق نحو 30 قذيفة على المستوطنات الإسرائيلية.
وبدأت موجة التصعيد، في ساعة مبكرة من فجر اليوم، حينما شنت طائرات حربية إسرائيلية 3 غارات على مواقع لحركة حماس، ردا على استمرار ظاهرة إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، باتجاه المستوطنات المحاذية للقطاع، في مسعى منها للضغط على الحركة لوقفها.
وقال بيان للجيش، صدر في ساعة مبكرة من اليوم:” قامت مقاتلات حربية باستهداف ثلاثة أهداف إرهابية داخل مجمع عسكري تابعة لمنظمة حماس وذلك ردًّا على مواصلة إطلاق الطائرات الورقية والبالونات التخريبية باتجاه الأراضي الإسرائيلية”.
لكن فلسطينيين-لم يكشفوا عن الجهة التي ينتمون لها-ردوا على الغارات الإسرائيلية بإطلاق قذائف صاروخية على المستوطنات القريبة من القطاع.
وعاد الجيش الإسرائيلي وشن غارات جديدة على القطاع، قال إنها ردا على إطلاق القذائف، فيما استأنف الفلسطينيون كذلك قصف المستوطنات.
وقال الجيش، في بيان، إنه شنّ 25 غارة على أهداف تابعة لحركة حماس بغزة، منذ فجر اليوم.
كما أعلن أنه رصد إطلاق نحو 30 قذيفة من القطاع، على جنوب إسرائيل، تم اعتراض 7 منها وسقطت 3 داخل القطاع.
ولم تعلن أي منظمة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق القذائف حتى 5 تغ، لكن الجيش الإٍسرائيلي، اتهم حركة حماس بالمسؤولية عن إطلاقها حيث قال:” منظمة حماس الإرهابية قادت الليلة هجوما صاروخيا خطيرا مستهدفةً الجبهة الداخلية في إسرائيل وتقود قطاع غزة وسكانها نحو التصعيد”.
وأضاف:” حماس تعتبر مسؤولة عن كل ما يجري في قطاع غزة وستتحمل تداعيات نشاطاتها الإرهابية ضد مواطني دولة إسرائيل”.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد شن غارات مماثلة الأسبوع الجاري، على مواقع لحركة حماس، قال إنها ردا على إطلاق الطائرات الورقية والبالونات الحارقة.
وتواجه إسرائيل معضلة، في التصدي لظاهرة الطائرات والبالونات الحارقة، التي بدأت بالتزامن مع انطلاق مسيرات العودة، نهاية مارس/آذار الماضي.
ويسود جدل في الحكومة الإسرائيلية حول سبل مواجهة الظاهرة، إذ يرى بعض أركان الحكومة مثل رئيسها بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع افيغدور ليبرمان ضرورة تجنب قتل مطلقي هذه الطائرات لتأثير ذلك السلبي على صورة إسرائيل عالميا، فيما يرى وزراء آخرون مثل نفتالي بينيت وجلعاد أردان بضرورة السماح للجيش بقتلهم.
وتميل المستويات الأمنية في الجيش والمخابرات إلى التوصية بالامتناع عن قتل المتظاهرين لتجنب أي تصعيد قد يتحول لمواجهة مع حركة حماس في القطاع.
وناقش المجلس الإسرائيلي الوزاري المصغر، الأحد، قضية الطائرات الورقية والبالونات الغزية المشتعلة لكنه لم يصدر أية قرارات تتعلق بها.
واعتبر المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت، أمس أن الطائرات الورقية المشتعلة التي تطلق من قطاع غزة، يمكن اعتبارها “سلاحا قتاليا لتصبح هدفا عسكريا”.
لكنه رفض الإجابة على سؤال، إن كان يؤيد قتل المتظاهرين الفلسطينيين مطلقي الطائرات الورقية.
وحسب معطيات كشفتها لجنة الأمن والخارجية بالكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، فإن الطائرات الورقية الحارقة التي يطلقها فلسطينيون من القطاع، أسفرت عن اندلاع أكثر من 400 حريق بتلك المستوطنات.
ووفق المعطيات ذاتها، فإن تكلفة مواجهة تلك الحرائق بلغت نحو 2 مليون شيقل إسرائيلي (نحو 554 ألف دولار).
ويوم الجمعة، نقلت صحيفة “هآرتس” العبرية، عن الحاخام دودي سيمحي، ضابط في جهاز الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلي، إن النيران أتت على نحو 25 ألف دونم (الدونم= ألف متر مربع) من الأراضي الزراعية في المناطق المتاخمة لقطاع غزة، خلال الشهرين الماضيين.
(المصدر: وكالة الأناضول)