مقالاتمقالات مختارة

الصواب في الرد على المفتى الكذاب

بقلم حمدي شفيق

زعم على جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، أنه لا يجوز الدعاء على الظالمين.

وفيما يلي بعض الأدلة، من القرآن والسُنّة والسيرة العطرة، وحياة الصحابة والتابعين، التي تثبت كذبه وتدليسه:

* فقد دعا نوح -عليه الصلاة والسلام- على الكافرين الظالمين: “وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28). سورة نوح. ولو كان هذا الدعاء غير جائز لنهاه الله عنه، وما فعله سيدنا نوح.

* ودعا سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام على فرعون وقومه: “وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ ۖ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88) سورة يونس

ماورد في الصحيحين

* وثبت -في الصحيحين- أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قد دعا على طواغيت قريش قائلًا: “اللّهم عليك بأبي جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط” وقال راوي الحديث ابن مسعود: “وذكر السابع، ولم أحفظه، فوالذي بعث محمدًا، صلى الله عليه وسلم، بالحق، لقد رأيت الذين سمّى صـرعى يوم بدر”. وثبت أيضًا أنه دعا على عتبة بن أبى لهب الذي أذاه وطلّق ابنته قائلا: “اللّهم سلّط عليه كلباً من كلابك” واستجاب الله تعالى له، فأكله أسد في الصحراء. ودعا عليه الصلاة والسلام على بعض القبائل التي قتلت عددًا من أصحابه، وهي قبائل رعل وزكوان وعصية. كما دعا على كسرى -الذي مزّق رسالة النبي إليه- قائلَا: “اللّهم مَزّقه” أو “اللهم مزّق مُلْكه” فلم تمض سوى ليال حتى قُتل كسرى بيد ابنه،ثم سقطت مملكة الفرس -بعد سنوات- بالفتح الإسلامي.

* ولو لم يكن الدعاء على الحاكم الظالم جائزًا،ما حذّر النبي عليه الصلاة والسلام معاذًا -حين بعثه إلى اليمن- من دعوة المظلوم بقوله: “واتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب”رواه البخارى ومسلم.. وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: “ثَلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ،وَ دَعْوَةُ الْمُسَافِرِ،وَ دَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي والطبراني وابن ماجه.

وهل يستجيب الله تعالى لدعاء غير مشروع أو غير جائز ؟!!

* وكذلك نقرأ في سير عدد من الصحابة والتابعين -رضي الله عنهم جميعا- وقائع كثيرة كانوا يدعون فيها على الظالمين، مثل دعاء على بن أبى طالب على شيعته الذين خذلوه وآذوه بأن يُسلّط الله عليهم فتى ثقيف الطاغية،فابتلاهم الله بالحجّاج الثقفي. وهناك دعوة سعيد بن جبير على الحجّاج قبل استشهاده، ودعاء الحسن البصري على الحجّاج أيضا،بعد أن بلغه أنه قتل سعيد بن جبير رضي الله عنه، ولم يعش الحجاج بعد دعائهما عليه سوى أسبوعين! وهناك وقائع أخرى لا يتسع لها المقام، وفيما عرضنا ما يكفى.. والله تعالى أعلى وأعلم.

(المصدر: موقع الأمة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى