كتاباتكتابات المنتدى

الصمت العربي وحرب اﻹبادة في غزة

الصمت العربي وحرب اﻹبادة في غزة

 

بقلم د. سلمان السعودي (خاص بالمنتدى)

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين… وبعد.

إذا أردنا الحديث عن غزة وحرب اﻹبادة فيها والصمت العربي ﻻ بد لنا أن نتوقف عند عدة حقائق لتصبح القضية جلية أمام الجميع وهذه الحقائق هي:
الحقيقة اﻷولى: صورة الصراع في فلسطين.
الحقيقة الثاني: علاقة اﻷنظمة العربية بالصهيونية.
الحقيقة الثالة: إطار السيادة في اﻷنظمة العربية والمتصرف الحقيقي بها.
الحقيقة الرابعة: اﻷدلة على فقد السيادة عند اﻷنظمة العربية.
الخاتمة: جند فلسطين هم عباد الله المخلصين.
الحقيقة اﻷولى
صورة الصراع في فلسطين
إن المنظمة الصهيونية نشأت منظمة إلحادية وسخرت الدين اليهيودي ﻹنشاء دولة يهودية في فلسطن ﻻستعطاف يهود اﻷرض على ذلك، وحقيقة ذلك هي مصالح الغرب الذي دعم وما يزال يدعم الصهيونية ﻹقامة هذه المستعمرة التي تسمى ” اسرائيل ” على أرض فلسطين، لتكون هي رأس الحربة للمصالح الغربية في الشرق اﻷوسط.
وهذه القضية لم تبدأ عام ١٩٤٨م بل بدأت بدخول إلمبي القدس عام ١٩١٧م وذلك بعد صدور قرار وعد بلفور بحوالي ٣٧ يوم، كان وعد بلفور في ٢/ ١١، ودخول إلمبي في ٩/ ١٢ من نفس العام، ويؤكد ذلك أن بريطانيا دخلت فلسطين لتحقيق وعد بلفور، فقامت بتعيين ” صموئيل ” اليهودي البريطاني مندوبا ساميا على فلسطين، وبقيت بريطانيا محتلة لفلسطين ٣٠ سنة من ١٩١٧ – ١٩٤٨م، وهي تخدم المشروع الصهيوني وتؤسس له، وتستقدم اليهود وتسلحهم وتدربهم، كما ساعدتهم على إنشاء المعاهد الزراعية، وفي هذه الفترة بدأت المذابح لليهود واﻻضطهاد في دول العالم من أجل إجبارهم للفرار إلى فلسطين، وعملت بريطانيا على استصدار قرار التقسيم عام ١٩٤٧م قبل إعلان الدولة.
ولقد أُنشئت ” اسرائيل ” بدعم أوروبي غير محدود، وتخاذل وصمت عربي غير محدود، ﻷن معظم الدول العربية آنذاك كانت تريد التخلص من اليهود المواطنين في بلادهم.
ومن أهم أسباب هذا الصمت العربي:
١- ﻻ يوجد نظام عربي موحد حقيقي.
٢- اختراق التطبيع للموقف العربي وإنهاء وحدته وتماسكه، حتى أصبح كل نظام دولة يبحث عن مصلحته الخاصة.
٣- اﻷنظمة العربي منذ خضوعها للاستعمار العسكري ثم الفكري والثقافي واﻻقتصادي، أصبحت أنظمة وظيفية تقوم لخدمة مستعمريها.
وعند الحديث عن ذلك ﻻ بد أن نميز بين الأنظمة والشعوب، فاﻷنظمة لم يعُد يربطها شيء بالشعوب إﻻ مصلحتها عند تجديد اﻻنتخابات.
ولكن ﻻ نقول بأن الشعوب معذورة، فهباتهم وتبرعاتهم ﻻ تكفي لصد العدوان وإيقاف الحروب، فموقفهم هذا ﻻ يقارن مع موقف شعوب أوروبا الذين يخرجون في مسيرات حاشدة يوميا في الميادين والجامعات والمحافل الدولية.
ولتوضيح هذه الحقيقة ﻻ بد من اﻹجابة على هذه اﻷسئلة المتعلقة بتأسيس دولة اﻻحتلال في فلسطين.
السؤال اﻷول: ما مدى انتماء مؤسسي المنظمة الصهيونية لفلسطين؟
السؤال الثاني: ما علاقة المنظمة الصهيونية بفلسطين؟
السؤال الثالث: ما علاقة المنظمة الصهيونية بالديانة اليهودية؟
السؤال الرابع: هل فلسطين كانت خالية عنما أقامت الصهيونية دولة اﻻحتلال في فلسطين؟
ومن خلال اﻹجابة على هذه اﻷسئلة نستطيع أن نحدد معالم الحقيقة اﻷولى والصراع في فلسطين.
أوﻻ: ما مدى انتماء أعضاء المنظمة الصهيونية لفلسطين؟
للوقوف على حقيقة اﻻنتماء هذه ﻻ بد من بيان نبذة توضيحية عن أهم اﻷعضاء المؤسسين لهذه المنظمة.
١- تيدور هرتزل: هو المؤسس الحقيقي وصاحب الفكرة للمنظمة الصهيونية، ولد في مدينة ( بودابست ) بتاريخ ٢ مايو/أيار ١٨٦٠م، حصل على الدكتوراة في القانون الروماني، عمل مراسلا لصحيفة ” فيينا الحرة الجديدة ” كتب عن ضرورة وجود دولة عصرية يهودية لحل مشكلة اليهود في العالم بعد أن حضر محاكمة يهودي وتعرضه للإهانة الشديدة من قِبَل القاضي، وأصدر هرتزل كتابه الشهير ” دولة اليهود .. محاولة لحل عصري للمسئلة اليهودية “.
وحتى ينجح في ذلك اقترح إنشاء منظمة دولية تتكلف بجمع التبرعات لتحقيق فكرة الوطن الحلم، وأطلق عليه ” المنظمة الصهيونية ” ودعا لعقد مؤتمر يضم ممثلين لليهودية اﻷوروبية بمدينة ( بازل ) بسويسرا، وعُقد المؤتمر عام ١٨٩٧م، وانتُخب رئيسا لهذه المنظمة حتى وفاته.
هرتزل لم يزر فلسطين، ولم يدخلها طوال حياته، ومن خلال بياناته الشخصية يتأكد لنا أنه ﻻ علاقة له بفلسطين ﻻ من قريب وﻻ من بعيد.
٢- حاييم وايزمن: ولد في ٢٧ نوفمبر ١٨٧٤م، ويعد أشهر شخصية صهيونية في التراث الصهيوني بعد هرتزل، ولد في روسيا البيضاء في بلدة ( موتول ) بوﻻية ( بنسك ) وتوفي في مدينة ( روحوبوت ) واسمها العربي قرية ( ديران ) في ٩ نوفمبر ذ٩٥٢م، وهو أول رئيس لدولة اسرائيل.
وايزمان كان عالما كيميائيا ولم يكن عسكريا، كسب ثقة بريطانيا بتقديمه لها بعض المركبات الكيميائية ﻻستخدامها في الحرب العالمية، ولهذا كان له دور هام في استصدار وعد بلفور في ١٩١٧م.
ترأس وايزمان المنظمة الصهيونية العالمية منذ عام ١٩٢٠م حتى ١٩٤٦م.
٣- دافيد بن غوريون: ولد في مدينة ( بلونسك ) البولندية بتاريخ ١٦ أكتوبر ١٨٨٦م وتوفي في اﻷول من ديسمبر ١٩٧٣م في مدينة ( رمات جان ) تابعة لمدينة تل أبيب المقتطعة من أرض يافا.
دخل بن غوريون فلسطين عن طريق ميناء يافا ١٩٠٦م وتوجه إلى مستوطنة بيتاح تيكفا المعروفة ب( قرية ملبس ).
٤- زئيف جابو تينسكي: أحد قادة الحركة الصهيونية ولد في أوكورانيا في ١٧ أكتوبر ١٨٨٠م في مدينة ( أوديسا ) درس القانون في سويسرا وإيطاليا، وعمل في الصحافة، بدأ نشاطه الصهيوني عام ١٩٠٣م بحضور المؤتمر الصهيوني السادس.
توفي في ٣ أغسطس ١٩٤٠م في الوﻻيات المتحدة بأزمة قلبية، وتم نقل رفاته ورفاة زوجته إلى القدس عام ١٩٦٤م.
٥- ليفي إشكول: ولد إشكول في قرية ( أوراتوف ) في مقاطعة ( كييف ) في جنوب اﻹمبراطورية الروسية ( أوكورانيا ) عام ١٨٩٥م وهاجر إلى فلسطين في ١٩١٤م في نطاق الهجرة الثانية، وشغل إشكول منصب وزير المالية، ومن ثم رئيسا للوزراء بعد استقالة بن غوريون، ومات بأزمة قلبية عام ١٩٦٩م ودفن في القدس.
ومن خلال السيرة الذاتية لكل من المؤسسين للمنظمة الصهيونية يتضح لنا أن ﻻ علاقة لهم بفلسطين ﻻ من قريب وﻻ من بعيد، وإنما هو توافق بين أهداف المنظمة في إيجاد وطن لليهود وبين المصالح اﻷوروبية في مركزية فلسطين للسيطرة على الشرق اﻷوسط، والتخلص من اليهود وشرور فسادهم في بلادهم أوروبا.

ثانيا: ما علاقة المنظمة الصهيونية بفلسطين؟
لقد أُسست المنظمة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر على يد تيدور هرتزل، وكان أساس إنشاء هذه المنظمة هو إيجاد وطن قومي لليهود في العالم، ولم يكن في وارد هرتزل فلسطين، بل كانت دوافعه إنشاء دولة يهودية في أي مكان من العالم، ﻷنه لم تكن دوافعه دينية، فلم يكن متدينا، فهو قومي، ويقال أنه كان ملحدا، حتى يقال أنه قبل مؤتمر بازل في سويسرا حفظ بعض العبارات التوراتية ليقولها في المؤتمر.
ومن أهم أسباب ظهور الصهيونية:
١- اﻻضطهاد، والرهاب اليهودي الذي عانوه في دول العالم بسبب سلوكهم اللا أخلاقي على جميع المستويات المجتمعية.
٢- فشل المسيحية الغربية في التوصل إلى رؤية واضحة لوضع اﻷقليات على وجه العموم، واليهود على وجه الخصوص باعتبار اليهود هم قتلة المسيح.
ففكرة الصهيونية هي مشروع استيطاني استعماري بالنسبة لدول أوروبا من أجل السيطرة على دول الشرق اﻷوسط باعتبار فلسطين هي أهم منطقة لمركزية التغلب في استعمار دول الشرق اﻷوسط ﻷنها حلقة الوصل بين أوروبا وأسيا وإفريقيا، كما انها مركز الديانة والقدسية لجميع الديانات السماوية، ولهذا نجد أن الصهاينة المسيحيين أضعاف الصهاينة اليهود، وهذا يفسر لنا الدعم اللا محدود من الغرب للدولة اليهودية التي أقامتها الحركة الصهيونية في فلسطين.
في بداية فكرة الوطن القومي لليهود كان هناك اقتراح مجموعة من مدن الدول تقام عليها الدولة اليهودية، ولم تكن فلسطين من ضمن هذه الدول، فمن الدول التي تم اقتراحها :
١- أوغندا: وهي فكرة برطانية من أجل خلق توازن مع ( البوير ) ذوي اﻷصول الهولندية الذين سكنوا جنوب القارة اﻹفريقية.
١- ( أرارات ): طرح الصحفي اليهودي اﻷمريكي ( موردخاي مانويل نواه ) قبل هرتزل بمئة عام اقامة وطن لليهود وأطلق عليه دولة ( أرارات ) في مدينة ( بوفالو ) بوﻻية نيويورك اﻷمريكية في عام ١٨٢٥م.
٣- البحرين واﻹحساء: تقدم بالمقترح طبيب يهودي لسفير بريطانيا في فرنسا في سبتمبر ١٩١٧م ولكن بريطانيا رفضت.
٤- اﻷرجنتين: وقد توطن فيها اليهود في أوائل القرن السادس عشر حين تعرضوا للطرد من اسبانيا هربا من اﻻضطهاد، كما هاجر اﻵلاف من يهود فرنسا وأوروبا الغربية إلى اﻷرجنتين هربا من اﻻضطرابات اﻻجتماعية واﻻقتصادية التي رافقت ثورات الربيع اﻷوروبي.
وكان هرتزل في بداية اﻷمر يفضل اﻷرجنتين عن فلسطين لعدة أسباب.
١- ﻷنها أقرب إلى الجو اﻷوروبي الذي يعيشون فيه، أما فلسطين جوها شرق أوسطي مختلف عن بيئتهم، وخاف أن يحجم اليهود عن الهجرة إلى فلسطين بسبب الجو.
٢- أن اﻷرجنتين أبعد عن المشاكل التي تحصل لهم في أوروبا مثل التمييز العنصري واﻻضطهاد.
٣- توقعه أنه سوف يجد عقبات كبيرة مع الدولة العثمانية التي تشرف على فلسطين وتعتبرها جزء من أرضها المقدسة.
٤- كان يخشى أن يصطدم بالبابا، والدين المسيحي.
ولكن حاول الغرب أن يقنعوه بتغيير تفكيره وتوجيه بوصلته نحو فلسطين، ومن أهم اﻷسباب على ذلك.
١- اﻻلتقاء مع المصالح الغربية، ﻷن الغرب يريد قيام دولة عازلة في فلسطين، ولذلك الغرب سيدعم فكرة قيام دولة يهودية في فلسطين أكثر من دعمه قيام دولة يهودية في اﻷرجنتين، وهذا ما نراه جليا من دعم مطلق ومتواصل من دول أوروبا حتى اﻷن.
٢- أن فلسطين لها قدسية في الديانة اليهودية، وهناك نصوص توراتية يمكن اعتناقها ﻹثارة العاطفة الدينية اليهودية مما يسهل هجرة الفلاحين والعمال وعوام اليهود إلى أرض الميعاد ( أرض اللبن والعسل ) بتحريك عواطفهم.
٣- كان هناك حماس عند بعض رجال الدين المسيحي اﻹنجيليين ﻹقامة وطن لليهود في فلسطين وتسخير نفوذهم المسيحي اﻹنجيلي مثل الكاتب ( وليم هشلر ) وهو صهيوني مسيحي ولد في الهند وكان أبوه يعمل مبشرا مسيحيا إنجيليا، وكان ( هشلر ) يعمل ملحقا في السفارة البريطانية في فينا، وكان من أبرز الدعاة لتوطين اليهود في فلسطين وإقامة وطن قومي لهم فيها، كما كان يجمع اﻷموال لمساعدة استيطان اليهود في فلسطين، وقد أوفدته الحكومة البريطانية إلى اﻷستانة لمقابلة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ﻻقناعه بمسئلة توطين اليهود في فلسطين، وله كتاب أسماه ( استعادة اليهود لفلسطين ) وهو أول من قدم خريطة فلسطين بحدودها من الفرات إلى النيل إلى هرتزل، وكان الوسيط للقاء هرتزل مع اﻹمبراطور اﻷلماني.
ومن المتحمسين لفكرة وطن قومي لليهود في فلسطين اليهودي البريطاني السير هربرت صموئيل، والذي أصبح المندوب السامي البريطاني على فلسطين.
ومن خلال هذا العرض المختصر يتضح لنا جليا أن علاقة المنظمة الصهيونية بفلسطين هي علاقة مصالح واستعمار وليست علاقة وطن ودين.

ثالثا: ما علاقة المنظمة الصهيونية بالديانة اليهودية؟
كما أوضحنا سابقة أن أصل الصهيونية حركة إلحادية، وﻻ علاقة لها بالديانة اليهودية، وهذا ما يؤكده انتماء مؤسس هذه الحركة ( هرتزل ) العلماني بل يقال انه كان ملحدا.
إذاً فكرة الصهيونية هي مشروع استيطاني، والديانة اليهودية تم استغلالها من الصهاينة ﻹنجاح مشروعهم حتى التسمية كما ورد أنها جاءت من جبل صهيون الذي يقع جنوب المسجد اﻷقصى المبارك مقابل باب داوود والذي يسمى بهذا اﻻسم منذ آﻻف السنين، فجاءت تسمية الصهيونيةبهذا اﻻسم ﻻستغلال الديانة اليهودية وإثارة عاطفة اليهود لنشر الصهيونية،وعليه فالكيان الموجود في فلسطين هو كيان صهيوني استعماري مركب من المسيحية واليهودية.
ولذلك نجد أن اليهود المتدينين يُكَفِّرون الصهيونية رغم استفادتهم من ما يسمى باسرائيل.
ويقول الدكتور المسيري في ذلك: أن اليهود اﻵرثذوكس الذين يسمون ( الحياديم ) أنهم يؤمنون أن الشعب اليهودي ما هو إﻻ تعبير ديني، أو تحميل الدين ما ﻻ يحتمل، ولذلك كانت صيحات الرفض للصهيونية بين اليهود على المستوى الفردي والمستوى الجماعي، مثلا: حركة ( ناطوري ) حركة حديثة وهي حركة مناهضة للصهيونية، ويقودها الحاخامات، ويُعرِّفون الصهيونية بأنها نقيض تام للدين اليهودي، كما كانت الصهيونية مرفوضة في مصر، وتأسست الرابطة اﻹسرائيلية لمكافحة الصهيونية في مصر عام ١٩٤٦م، وكان من أهم مبادئها الكفاح ضد الصهيونية، باعتبار مصالح الصهيونية هي مصلحة اﻻستعمار.
وكذلك في العراق أُنشئت عصبة مكافحة الصهيونية برئاسة ( هارون زلخة ) كما كان في العالم كله صراع بين الصهيونية واليهود، كان يحمله اﻻتجاه اﻵرثذوكسي ( الحياديم ) وكذلك معارضة اليهود في ألمانيا للهجرة إلى فلسطين حتى جاء التصريح من قادة الصهيونية بخطاب رسمي من ( بن غوريون ) إلى التنفيذية الصهيونية بتاريخ ٢٧ / ١٢ / ١٩٣٨م قائلا: ” إن إنقاذ اﻷرواح من براثن هتلر يعتبر خطرا كامنا على الصهيونية إﻻ إذا جيء بهم إلى فلسطين، وعندما نضطر إلى اﻻختيار بين الشعب اليهودي والدولة اليهودية فإننا نفضل اﻷخيرة دون تردد ” ( حقيقة غرف الغاز النازية – روبير فوريسون – ترجمة عيسى الناعوري – دار الكرمل للنشر والتوزيع – عمان اﻷردن -ط١ ١٩٨٣م )

رابعا: هل كانت فلسطين خالية عندما أقام الصهاينة دولتهم فيها؟
فلسطين لم تكن خالية يوما من سكانها اﻷصليين العرب منذ الكنعانيين، فإن أول دخول لبني إسرائيل إلى فلسطين كان مع ( يوشع بن نون ) بعد وفاة موسى عليه السلام في التيه، وقد كان في فلسطين قبل استلاء بني اسرائيل عليها ثلاث قبائل وهم:
* الفينيقيون: وسكنوها حولي سنة ( ٣٠٠٠ ق . م ) واستوطنوا المنطقة الشمالية منها على البحر المتوسط.
* الكنعانيون: نزلوا جنوب الفينيقيين، وشغلوا المنطقة الوسطى من فلسطين سنة ( ٢٥٠٠ ق . م ) وهذه كانت من القبائل العربية المهاجرة من شبه الجزيرة العربية.
* ثم جاءت جماعات من جزيرة كريت حوالى عام ( ١٢٠٠ ق . م ) وكانت تسمى فلستين، ونزلت بين يافا وغزة على البحر المتوسط، وسمى الكنعانيون هوﻻء القوم فلسطينيين، وغلبت التسمية على المنطقة كلها بفلسطين.

اعترافات بعض المؤرخين اليهود بعروبة فلسطين:
١- اعتراف ( اسرائيل زينغفيل ) ١٩٠٥م قال: ” أرض فلسطين كانت مأهولة بالسكان العرب اﻷصليين.
٢- اعتراف ( ديفد بن غوريون ) سنة ١٩١٨م: ” لسنا عميانا .. إننا على علم أكيد بأن فلسطين ليست بلداً خاوياً بل إننا نعرف أن ملايين من العرب يسكنون على ضفتي نهر اﻷردن الشرقية والغربية كما وأن هناك ملايين قطنوا فلسطين. ( حقيقة غرف الغاززية – روبير فوريسون – دار الكرمل للنشر والتوزيع – عمان اﻷردن )
٣- اعتراف اللورد ( موين ) الوزير المفوض البريطاني: إن اليهود الحاليين لم يكونوا أحفاد بني اسرائيل القدماء، وليس لهم شرعا أن يستردوا اﻷرض المقدسة “فلسطين” صرح بذلك أمام مجلس اللوردات البريطاني في ٦ يونية ١٩٤٤م. ( السلام في الشرق اﻷوسط وجهة نظر فلسطينية – أوراق سياسية (١) الطبعة الثانية دار الكرمل.
٤- اعتراف هرتزل: يقول: ” نحن ﻻ تربطنا بهذه التربة أية حقوق ملكية صحيحة، لقد مرت أجيال عديدة منذ كانت هذه اﻷرض يهودية ” ( حقيقة غرف الغاززية – روبير فوريسون – دار الكرمل للنشر والتوزيع – عمان اﻷردن ).
٥- المؤرخ اﻹنجليزي المعاصر المشهور ( أرنولد تويني ) أثبت بالوثائق التاريخية الصحيحة أن فلسطين أرض العرب فيقول في بعض كتاباته: ” قبل أن يبدأ هرتزل حركته الصهيونية كان قد انقضى على وجود العرب في فلسطين فترة تزيد على سبعة عشر قرنا ونصف على اﻷقل ” ( فلسطين أرض الرساﻻت اﻹلهية – رجاء جارودي – ترجمة عبد الصبور شاهين – دار التراث – القاهرة )

الحقيقة الثانية: علاقة اﻷنظمة العربية بالصهيونية
منذ تأسيس بعض اﻷنظمة العربية والعلاقة بينها وبين المنظمة الصهيونية علاقة حميمة، وتسير في ركب واحد، ركب المصلحة الخاصة، وعمدت قادة المنظمة الصهيونية إلى إقامة علاقة وثيقة وتحالف مع بعض الدول العربية بما في ذلك دول الخليج العربي والمغرب والسودان.
وقد حافظ معظم الرؤساء والقادة واﻷسر الحاكمة في القرن العشرين على علاقات ودية مع ( اسرائيل ) ومن قبل مع الحركة الصهيونية اﻷم، ومن اﻷدلة على ذلك.
1- في الثالث من يناير/كانون الثاني 1919م أي قبل اسبوعين فقط من بدء مؤتمر ” باريس للسلام ” وقَّع اﻷمير فيصل بن الحسين ملك مملكة الحجاز اتفاقا مع رئيس المنظمة الصهيونية العالمية ” حاييم وايزمان ” ووافق فيصل على إنشاء أغلبية استعمارية يهودية في فلسطين في مقابل أن يصبح ملكا لمملكة عربية كبيرة ومستقلة في سوريا.
2- اﻷمير عبد الله اﻷول بن الحسين شقيق الأمير فيصل صاحب اﻹمارة على شرق اﻷردن، شرع في علاقة تعاون مدى الحياة مع الصهاينة حتى ﻻ يتفوق عليه شقيقه فيصل، على أمل أن يسمحوا له بأن يكون ملكا لفلسطين وشرق اﻷردن، وفي مقابل ذلك يُمَكِّن الصهاينة من تحقيق أهدافهم في المنطقة، ولم تَتَحقق أمنيته بسبب اغتياله عام 1951م.
3- لقد سار الملك حسين بن طلال حفيد اﻷمير عبد الله على ذات النهج، ولم يقطع اﻻجتماعات السرية اﻷولى بين أحد جنراﻻت جيشه واﻻسرائيليين عام 1960م في القدس، وبحلول عام 1963م كان هو نفسه يجتمع مع اﻻسرائيليين سراً في مكتب طبيبة في لندن، وفي منصف السبعينات كانت اﻻجتماعات بينه وبين قادة اﻻحتلال تعقد بانتظام داخل فلسطين ( اسرائيل ).
وكانت الصداقة بين الملك حسين ورئيس الوزراء اﻹسرائيلي ( اسحق رابين ) الذي طرد الفلسطينيين من مدينة اللد عام 1948م، وتبنى سياسة كسر العظام للفلسطينيين في اﻻنتفاضة اﻷولى عام 1987م صداقة قوية، فعندما قال الملك حسين لرابين في لقاء متلفز أنه اجتمع به إحدى عشرة مرة قبل ذلك، صحح له رابين المعلومة وقال له: بل ثلاث عشرة لقاء.
وعندما سُؤل الملك حسين عن هذه العلاقات قال: ” كانت من أجل الحفاظ على عرشي ﻻعتبارات المصلحة الوطنية للأردن في مواجهة الرئيس المصري جمال عبد الناصر ومنظمة التحرير الفلسطينية “.
4- تحالف الكنيسة المارونية في لبنان والقادة الفاشيين الموارنة مثل حزب الكتائب مع الصهاينة من منتصف اﻷربعينيات إلى يومنا هذا، وذلك ﻹقامة جمهورية مسيحية طائفية في لبنان على غرار المستوطنات اليهودية، وهذا ما حصل.
5- ولم تكن تونس بأفضل منهم، فبحلول أوائل الخمسينات التقى القوميون التونسيون في الحزب الحر الدستوري الجديد بممثلين اسرائيليين في اﻷمم المتحدة لمساعدتهم في الحصول على اﻻستقلال عن فرنسا، وعليه نشأت العلاقات الودية التونسية اﻻسرائيلية.
6- كما دعمت الصهيونية جهود المملكة العربية السعودية في الحفاظ على حكم اﻹمامة الزيدية في اليمن ضد الجمهوريين، وقد نقل اﻻسرائيليون اﻷسلحة والمال جوا إلى الملكيين اليمنيين.
7- وكانت العلاقات دافئة بين المغرب والصهاينة في أواخر الخمسينات، وفي عام 1960 في عهد الملك الحسن تمكن اﻻسرائيليون عبر اتفاقات سرية من نقل اليهود المغاربة جوا إلى فلسطين ليصبحوا مستوطنين فيها.
وقد زار اسحق رابين المغرب سراً عام ١٩٧٦م بدعوى من الملك الحسن، وزارها شمعون بيرز علنا في ١٩٩٤م وتم بينهما تبادل مكاتب اتصال رسميا.
ولقد تُوجت هذه العلاقات العربية الصهيونية باتفاقيات دولية واﻻعتراف بشرعية دولة اسرائيل في فلسطين والتي كانت علنيا وعبر اجتماعات دولية ومتلفزة، ومن أوائل هذه اﻻتفاقيات: كامب ديفد ، ووادي عربة، وأوسلو، واتفاقية أبرهام، والتطبيع الخليجي، والمغرب، وتونس، ومصر، والسودان، واﻷردن، وقافلة التطبيع تسير.
8- ومن الأدلة كذلك تسارع الدول العربية في تهجير المواطنين اليهود في بلادهم إلى فلسطين، مما أدى إلى تزايد أعداد المستوطنين والسيطرة على اﻷراضي الفلسطينية وإقامة مستعمراتهم عليها وتهجير أصحابها منها.
9- وإن من أهم البراهين على علاقة اﻷنظمة العربية بالمنظمة الصهيونة العالمية هو صمتهم القاتل والمشين أمام حرب اﻹبادة القائمة ضد شعب غزة، ومصادرة البيوت واﻷراضي والقتل التعسفي ضد أبناء الضفة الغربية المحتلة، واﻻعتداءات السافرة على المسجد اﻷقصى والمقدسات اﻹسلامية والمسيحية، والتمييز العنصري واﻻضهاد الممارس ضد الفلسطينيين المقيمين في اﻷراضي المحتلة عام 1948م، واﻷفظع من ذلك كله، قيام بعض الأنظمة العربية بدور الوسيط بين الضحية والجلاد، وبعضهم يمد الكيان الصهيوني في فلسطين بمعونات القوة والحياة في وقت اﻹبادة الجماعية التي تمارس على الشعب الفلسطيني وخاصة قطاع غزة.

الحقيقة الثالثة: اطار السيادة في اﻷنظمة العربية والمتصرف الحقيقي بها
لقد أوضحنا في الحقيقة الثانية ” علاقة اﻷنظمة العربية بالصهيونية ” بأن للصهيونية يد في إقامة بعض الأنظمة العربية، أو تثبيت حكم بعضها ودعمها بشتى السبل، والمعلوم يقينا أن بريطانيا كانت وما زالت تنتهج سياسة ” فرق تسد ” وعملت جاهدة ﻹنجاح صدور قرار التقسيم للوطن العربي، وجعله محميات استعمارية تخضع لسيطرتها المباشرة أو غير المباشرة، حتى بعد خروج اﻻستعمار العسكري من الوطن العربي بقي هذا الوطن تحت اﻻستعمار الفكري واﻻقتصادي، بل عمل حكام هذه البلاد على تسخير جيوشهم ليكونوا شرطة أمن لمصالح المستعمر، والضرب بيد من حديد للمعارضين، وإن هذه السياسة أدت إلى:
1- عدم وجود نظام عربي موحد حقيقي.
2- أصبحت اﻷنظمة العربية أنظمة وظيفية تأتمر بأجندات خارجية، حتى أخضعها اﻻستعمار بمنع زراعة أقواتها اﻷساسية والداعمة ﻻقتصادها، ومن أهمها زراعة القمح تحت مبرر توريده لهذه الدول بأسعار أرخص وبتكلفة أقل، ومن المزروعات اﻷساسية لدعم اﻻقتصاد – القطن، وقصب السكر، واﻷرز.
فنجد الصهيونية العالمية بوجوهها المتعددة هي التي تحكم الوطن العربي الذي تم تقسيمه بين دول اﻻستعمار آنذاك وعلى رأسهم بريطلنيا وفرنسا في اتفاقية ( القاهرة السرية ) في 16/ 1916م، وكانت بين المندوب السامي الفرنسي ” جورج بيكو ” في لبنان ونظيره البريطاني السير ” مارك سايكس ” في مهمة سرية للتفاوض حول مستقبل الدول العربية المحتلة، وكان العراب والمشرف على هذا اﻻجتماع ” سازانوف ” مندوب القيصرية الروسية. ثم انتقل المجتمعون إلى مدينة بطرسبرغ الروسية، والتي أسفرت عن اتفاقية ” سايكس – بيكو، وقد وقعت هذه اﻻتفاقية لتقسم تركة الدولة العثمانية على اﻷراضي العربية الواقعة شرقي المتوسط، وقد اتفق المجتمعون على مناطق نفوذ كل دولة على النحو التالي:
* حصة فرنسا: غرب سوريا ولبنان ووﻻية أضنة.
* حصة بريطانيا: منطقة جنوب وأوسط العراق بما فيها بغداد وميناء عكا وحيفا في فلسطين.
* حصة روسيا: الوﻻيات اﻷرمنية في تركيا وشمال كردستنان.
* المناطق المحصورة بين حصة فرنسا وبريطانيا تكون تحت اتحاد دول عربية.
وعلى الرغم من ذلك تم تقسيم هذه المناطق إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية، فتكون شرق بلاد الشام ووﻻية الموصل تحت النفوذ الفرنسي، وأما النفوذ البريطاني يكون له شرق اﻷردن والجزء الشمالي من وﻻية بغداد حتى الحدود اﻹيرانية، ويخضع الجزء الباقي من فلسطين ﻹدارة دولية.
لقد استقل الوطن العربي من اﻻستعمار العسكري ما عدا فلسطين، ولكنه لم يستقل من اﻻستعمار الفكري والثقافي واﻻقتصادي، وبقي زمام أمور هذه اﻷنظمة العربية بيد الغرب المستعمر، باعتباره صاحب السيادة الفعلية في إيجاد هذه الدول أو تثبيتها في الحكم، وأصبحت هذه اﻷنظمة محكومة للسيادة الغربية بتهديدها بالعقوبات العسكرية تارة، وبالعقوبات اﻻقتصادية تارة أخرى، أو بصناعة ( بعبع ) يداهمهم إذا رفع الغرب يده عن هذه اﻷنظمة.
كما نجد هذه النظمة تحرك جيوشها بتحريض غربي سواء سري أو علني إلى الجهة التي يريدها الغرب والذي يرسم لها خطة حرب بحسب مصالحه في المنطقة بحجة الحفاظ على سيادة حدود هذه الأنظمة كما حصل مع الجيوش العربية تحت قيادة البريطاني ” إلمبي ” وكما حصل في حرب العراق اﻹيرانية، وحرب العراق الكويت، واليمن، وليبيا، أما أن تتحرك الجيوش بصدق ضد اﻻحتلال اﻻسرائيلي الصهيوني المغتصب لفلسطين، واقتحاماته المتكرر للمسجد اﻷقصى المبارك، وتدمر المنازل في الضفة الغربية ومصادر اﻷراضي وإبعاد أهلها، وإقامة حرب إبادة جماعية في غزة فهذا مرفوض قطعيا.
فصمت اﻷنظمة العربية قاتل وأشد فتكا من سلاح التدمير الذي تستخدمه أحزاب الكفر والمؤامرة في غزة.

الحقيقة الرابعة: اﻷدلة على فقد السيادة عند اﻷنظمة العربية
ليس خفي على أحد بأن حرب الخليج الثانية كانت بقيادة الوﻻيات المتحدة اﻷمريكية ﻹخراج القوات العراقية من الكويت.
وعندما أرادت أمريكا أن تأخذ التفويض الشرعي من الدول العربية في هذه الحرب، هرول قادة اﻷنظمة العربية لتوقيع اتفاقية الدفاع والتحرير تحت القيادة اﻷمريكة، كما كان الحال سابقا في تحرير فلسطين من الحكم العثماني تحت القيادة البريطانية، وحتى يكون اتفاقهم على ذلك شرعيا طلبوا من علمائهم بإصدار فتوى بجواز اﻻستعانة بقوات كفر أجنبية لتحرير الكويت، ومحاربة العراق التي بدأت تصعد وتعلوا بقوتها بين دول الوطن العربي، وكان لهم ما يريدون.
في حين عجزهم عن فعل ما يشابه لتحرير فلسطين ومحاربة اﻻحتلال الصهيوني وردعه عن جرائم اﻹبادة العرقية التي يقوم بها في فلسطين، وحرب اﻹبادة الجماعية في غزة، فنجد اﻷنظمة العربية أرسلت جيوشها لتحرير الكويت على النحو التالي:
1- مصر: 20 ألف جندي.
سوريا: 14 ألف جندي.
المغرب: 13 ألف جندي.
عمان: 6300 جندي.
اﻹمارات: 4300 جندي.هذا إلى جانب القوات السعودية ومجلس التعاون الخليجي.
وفي محاربة ليبيا بقيادة حلف الناتو شاركت كل من:
1- قطر ب 4 طائرات حربية.
2- الإمارات: 6 طائرات أف 16 و 6 طائرات ميراج.
3- اﻷردن: 4 طائرات حربية.
كما شاركت نفس الدول بقوات من النخبة، ودفع الخليج عن كل صاروخ وقنبلة يلقيها الناتو على ليبيا مليون دوﻻر.
وفي عاصفة الحزم ضد اليمن بتعليمات أمريكية وبريطانية شاركت كل من:
1- السعودية: 100 طائرة مقاتلة و 150 ألف جندي.
2- اﻹمارات: 30 طائرة مقاتلة.
3- الكويت: 15 طائرة مقاتلة.
4- البحرين: 15 طائرة مقاتلة.
5- قطر: 10 طائرات مقاتلة.
6- اﻷردن: 6 طائرات مقاتلة.
7- المغرب: 6 طائرات مقاتلة.
السودان: 5 طائرات مقاتلة، وآﻻف الجنود.
8- مصر أيدت الحرب وكانت ضمن غرفة العمليات، وأبدت جاهزية قواتها الجوية والبحرية في العملية.
وأمام مجازر الكيان الصهيوني وقف الجميع صامتا متفرجا عاجزا عن فتح المعبر وإنقاذ شعب غزة من القتل أو حتى الجوع، أو إدخال الدواء اللازم للجرحى والمرضى، بل فرض المتنفذون بالمعبر من الجهة المصرية ضريبة على من أراد الخروج من غزة 10آﻻف دوﻻر على الشخص البالغ، وخمسة آﻻف دوﻻر على الصغير، وبعد ضغوطات وفضائح خفضوا الضريبة إلى 5 آلف على الكبير و 2.5 على الصغير.
هذا هو حال اﻷنظمة العربية مع المنظمة الصهيونية، وفلسطين.

الخاتمة: جند فلسطين عباد الله المخلصين
في ظل ما يجري من حرب إبادة، وتعسف عنصري من قتل ودمار ومصادرة بيوت وأراضي، واعتقاﻻت، وإجبار على التهجير، واضطهاد من قِبل العصابة الصهيونية على ثرى اﻷرض المباركة فلسطين عامة وغزة هاشم خاصة، فإن هذه الجرائم بفظاعتها تمثل إرهاصات لقرب تحقيق وعد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى