الصراع من أجل الإيمان.. قصة ظهور الإلحاد والبحث عن السعادة
بقلم سامح عودة
“في أقصى درجات تقلّبي، لم أكن في يوم من الأيام ملحدا بمعنى منكر لوجود الإله”
(تشارلز داروين)
باستعراض سريع لمسار الإلحاد ومنشئه، فإننا -بقدر من التأمل التاريخي- سنجد الإلحاد، الجازم بإنكار الإله، أمرا مستحدثا على التاريخ الإنساني، فهو، كما يرى “سلطان العميري”[2]، وإن كان موجودا في العصور القديمة بنسب ضئيلة وحالات شاذة، فإن صيحته الحديثة تلك ما هي إلا نتاج لثورة الحداثة على الكنيسة الأوروبية في قرون متأخرة.
بدأت القصة من العصور الوسطى، إذ كان للطغيان الكنسي حينها، وانقطاع المسيحية التاريخي عن أصل الوحي الإلهي وتحريف الكثير من مبادئها، أثر بالغ في نمو هذه النظرة المتمردة تجاه الكنيسة، حتى ظهرت الشيع الملحدة التي، وفقا لـ “ول ديورانت”[3]، كانت قد تخطت مئة وخمسين طائفة خلال القرن الثالث عشر.
ثم، ومع ظهور الاتجاه العقلي في الفكر الغربي، والذي اعتمد على النظر العقلي المجرد من النزعة الكنسية، بدأ النقد الغربي للدين في التشكّل في بدايات القرن الثالث عشر، إلا أنه لم يفلح كثيرا بسبب تصدّيات الكنيسة المتتالية. حتى إذا أتى عصر النهضة، في القرنين الخامس عشر والسادس عشر، فاشتدت ظاهرة نقد الدين مرة أخرى على يد حركة “الإنسانيون” التي اتجهت لإحياء الأدبيات والفلسفات اليونانية والرومانية، معتقدة بأنها “كفيلة بتحقيق العقلانية والخروج من مأزق الخرافة والركود الفلسفي”[2].
غير أن هذا النقد لم يكن موجها لأصل الأديان ككل، وإنما كان مرتكزا على نقد العقائد الكنسية حينها. لكن -كما يرى “العميري”- كانت هذه الحركات بمنزلة التمهيد لما حدث في القرن السابع عشر، وما تلاه، من انتشار واسع، فسيح الأرجاء، لظاهرة نقد الدين. غير أن هذا القرن لم يشتمل على جدليات نفي/إثبات وجود الله، وإنما انحصر، كما يرى “فرانكلين باومر”، في جدليات العلاقة بين الخالق والكون والمخلوق، وكذلك في علاقة الأديان بالتطور العلمي.
بعدها انتقل الفكر الغربي لما أُطلِق عليه بعصر النقد/الشك/الأنوار في القرن الثامن عشر، لتزداد وتيرة النقد والتشكيك والاحتكام العقلي المتخاصم مع السلطة الكنسية، وهو ما ساعد عليه الصعود المتنامي للاكتشافات العلمية، حتى بات العقل يحاكم الدين نفسه، بل صار هذا العصر، كما يقول “باومر”[4]، أعظم عصور اللا إيمان في التاريخ. وقد كانت المسيحية عندهم انعكاسا للدين نفسه، حتى اتهم البعض، قياسا عليها، فكرة الدين بأنها محض تزوير[2].
كتب السير “جيمس فزيزر” متسائلا في عام 1884م عن جدوى بقاء الدين بعد ظهور التفسيرات العلمية للحياة، ونتيجة لذلك دخل الدين في مأزق الفكر الغربي وتوالت عليه الهجمات
من هنا، بدأ النقد الديني شراسته الحديثة، جادًّا مرة ومستهزئا أخرى، حتى يقول “بول هازار” إن القرن الثامن عشر أراد أن يمحو فكرة الاتصال بين الإله والإنسان[5]. ثم أتى القرن التاسع عشر بهجمته الكبرى، فتقول عنه “كاريت آرمسترونج”: “ما من مجتمع قد استأصل الدين الذي كان الناس يقبلونه بدهيا كإحدى حقائق الحياة، ولم يحدث ذلك إلا نهاية القرن التاسع عشر، عندما وجدت حفنة من الآدميين أن من الممكن إنكار وجود الله”[6].
ويذهب “العميري” إلى أن الغلو في العلم وتقديس نظرياته كان الحدث الأبرز في تحفيز هذا الاتجاه، حتى إن السير “جيمس فزيزر” كتب متسائلا في عام 1884م عن جدوى بقاء الدين بعد ظهور التفسيرات العلمية للحياة. ونتيجة لذلك دخل الدين في مأزق الفكر الغربي وتوالت عليه الهجمات حتى غدا الإيمان في نظر الكثيرين قضية عاطفية محضة.
وقد كان نتاجا لكل ذلك أن خرج بعض الكتّاب من عباءة الدين بالكلية، فلم يكتفوا بالنقد العقلي مع البقاء على الإيمان بالإله كما كان الحال مع “جون لوك” و”ديكارت” و”اسبينوزا”، وإنما اتجه البعض صراحة لإعلان إلحاده الكلي كـالبارون “هوليباخ”، الذي كان أول من ألّف كتابا مستقلا في ذلك الشأن في أواخر القرن الثامن عشر، معلنا نفسه -كما يقول “باومر”- عدوا شخصيا للإله. وقد تبعه في ذلك “فيورباخ” في القرن التالي، والذي نادى بتقديس الوجود الإنساني والطبيعة وجعلها مركزا للتفسيرات[2].
ثم تواترت المسيرة على يد الماركسية بماديتها الجدلية التي تدرس، كما يقول “هنري أبكن”، أعم قوانين الحركة الطبيعية والمجتمعية، والفكر الإنساني، وتفسّرها بالأسباب المادية المتصارعة فيما بينها، و”بناء على النظرة المادية الغليظة، فقد انتقد الماركسيون كل الأديان وشنّوا عليها حملة شعواء لا هوادة فيها”[2]. ليطرأ على العالم من ذلك العصر تيار محدث لم يكن -بهذه الكثافة- منذ خلق الله الأرض ومن عليها. فلو أننا أردنا تحليل هذا الإنكار، بعيدا عن الصراعات الفكرية والسياسية في أوروبا العصور الوسطى وأوروبا الحداثة، وتحركا من النظرة العامة إلى التشريح الخاص، فما الذي قد نكتشفه من أثر لفقد الإيمان داخل الإنسان؟
في كتابه “فطرية الإيمان”، تناول الباحث في الإدراك الديني، البروفيسور “جستون باريت”، عددا من الدراسات المُجراة على الأطفال الصغار، في مراحل مختلفة، باحثا في نتائجها عن دلالات الفطرة حول الإيمان. وقد خَلُص في بحثه إلى أن الأطفال يولدون بنزعات فطرية لإرجاع صناعة العالم إلى صانع عليم حكيم، يصمم الأشياء لغاية وهدف، وأنه أكبر من الإنسان وأكثر قدرة منه، حتى إنه يفسر الإلحاد بعد ذلك بفقدان الذاكرة الطفولي[7].
ثم، وبعد هذا الاستعراض المُطوّل في أكثر من ثلثي الكتاب، ناقش عنوانا مثيرا للاهتمام باسم “هل الإلحاد غير طبيعي؟”. فـ “باريت” لم يكن يرى الإلحاد كما يعرّفه الملحدون بأنه -فقط- إنكار للإله الخالق، وإنما ضمّ للمصطلح تعريفا أشمل وهو إنكار كل الغيبيات والأمور المعنوية المتجاوزة لحاجز المادة، وهو التعريف الذي بنى عليه “بيغوفيتش”[8] نظريته في تحليل الإنسان وعلاقته بالدين.
فالمرء قد ينكر الله لأي من الأسباب التي يطول شرحها، والتي تكون نفسية في كثير من الأحيان[9]، ولكنه لا يستطيع إنكار العاطفة التي يشعر بها تجاه غيره دون فهم ميكانيكي، والحزن الذي ينتابه دون تفسير بيولوجي، والتضحية، والخوف من أمور غيبية، والإدراك لقوانين الكون الفطرية. بل إن الإلحاد في ردة فعله على التشوهات الفكرية في مسيحية القرون الوسطى، أو في مواقفه تجاه الشرور في العالم، يحمل نزعة إيمانية تهدف إلى الكمال الذي لا يتحقق إلا بتصور وجود الله.
تلك المفاهيم التي تجعل وجود الإلحاد -بتعريفه الجديد- أقرب إلى الخيال. وعلى هذا يقول “باريت”: “إن كنت أحد هؤلاء الذين لم يتذكروا أنهم آمنوا يوما بأي نوع من الإله -بما في ذلك الأشباح، والجنّيات، والملائكة، وما يشبهها- فأول ما عليك إدراكه أنك غير طبيعي أبدا”. ثم يكمل، نقلا عن “وليام بينبريدج”، قائلا: “فقبل أقل من مئة عام، وحتى زمن يرجع إلى نقطة لا يمكننا إدراكها من التاريخ، كان كل الناس عمليا يؤمنون بنوع ما من الإله. وهكذا، فلو أخذنا مجمل المدى الزمني لوجود الإنسان، عبر جنسنا البشري، فقد كان الإيمان بالله هو الأمر الاعتيادي، وكان عدم الإيمان أمرا غير معتادٍ على الإطلاق”[9].
وفي هذا السياق، يقول الباحث “عبد الله الشهري” إننا بالنظر إلى تاريخ البشر الحافل، سنجد أنفسنا أمام ظاهرة طارئة -يعني الإلحاد- حفّزتها مثيرات مرهونة بسياق حضاري معيّن، أي سياق الحداثة الغربية، مما أدّى إلى نوع من الارتباط الشرطي (بين العقل والعلم والدين مطلقا). ويضيف أن الإلحاد “حالة إدراكية لم تتمتع بأي رسوخ نوعي في الوعي الجمعي الإنساني”، فهي “حالة تعاود الظهور كزعانف القرش وسط بحر الدين الهادر”، ثم يسأل متعجبا: “لو كُنّا حقا أبناء الطبيعة الخُلَّص وأحفاد الكون الشرعيين، المنحدرين من صلبه، هل كان سيفتقر خيار الإلحاد إلى مكابدة أم سيكون فطرة؟”.
ينظم “باريت” نتيجة دراساته، فيقول إن الإنسان ليكون ملحدا تاما فإنه بحاجة إلى مقومات تعجيزية لا يمكن توفّرها في إنسان طبيعي
من هذا الخيط ينظم “باريت” نتيجة دراساته، فيقول إن الإنسان ليكون ملحدا تاما فإنه بحاجة إلى مقومات تعجيزية لا يمكن توفّرها في إنسان طبيعي، كأن يكون لديه عوامل بيئية شخصية أو اجتماعية لتساعده على تجاهل التفكير النفسي في الأمر، أو الأثر النفسي للإلحاد كما سيأتي لاحقا، وألا ينجب أطفالا أيضا؛ لأن الذين يعيشون بقدر كبير من علاقات اعتماد الغير عليهم يكونون أقرب إلى الإيمان من الكفر. كما أن هذا الإنسان سيحتاج إلى توفير حياة آمنة كلية من كل خطر حتى لا يحتاج اللجوء إلى الله، وأن يحب كذلك العوامل الكاذبة (المصادفة، الانتقاء الطبيعي، إلخ) في تفسير الظواهر الكونية، وفي النهاية، فإنه سيكون بحاجة إلى تلقين الصغار ضد الدين الذي يولدون مفطورين على إدراكه -رغم تعقيداته- أكثر من قضايا أخرى قد تبدو أكثر بساطة.
لذلك يقول “ديمون لنكر”: “إنه من العسير أن يوجد ملحد صادق في إلحاده؛ لأن الإنسان ينزع إلى أن يكون حيوانا قَلِقا، يتوق لشخص ما أو شيء ما يُهدّئنا، لحمايتنا… إنه أمر صعب لأن حياتنا، ومن نحب، يهموننا أكثر مما يمكن أن نعبر عنه، واحتمال فقدانهم أبدا بفناء الموت مرعب بطريقة فاجعة. إنه أمر صعب لأن جزءا منا يريد أن يؤمن بأننا نعيش في عالم أخلاقي… وأخيرا هو عسير لأننا نتوق إلى أشياء جيدة لأنفسنا، وكثير منها لا ينالها إلا أكثرنا حظا، وبعضها (كالسعادة الدائمة) لا أحد سيتمتع بها في حدود حياتنا الدنيا”[1].
في كتابه “الصراع من أجل الإيمان”، يروي بروفيسور الرياضيات الأميركي “جيفري لانج” رحلته من الإلحاد إلى الإسلام، متناولا مرحلة مهمة في حياته السابقة، فيقول إنه اعتقد في البداية أن السعادة تكمن في اللقب الأكاديمي، وقد وجدها بالفعل يوم مناقشته لرسالته، إلا أنها ما لبثت أن اختفت بمجرد عودته إلى منزله، فكان كلما أراد استرجاعها شعر بشيء من الخيبة؛ حتى قال عن ذلك الشعور: “ما نحن سوى أحد الحيوانات التي تحاول أن تعيش سعيدة. هل هذا كل ما في الحياة؛ نجاح يليه آخر.. وهكذا؟”.
ويصف “لانج” -بحرقة- نفسية- الفرد الملحد وطبيعة علاقته وانفعالاته الفكرية والعقائدية والاجتماعية، محللا سيكولوجيته الانعزالية الهشة، فيقول: “سرعان ما تعلّمت أن لا أحد يعرف الوحدة كالملحد، فعندما يشعر المؤمن بالوحشة فإنه يناجي، من أعماق روحه، الواحد الأحد الذي يعرفه، ويكون بمقدوره أن يشعر بالاستجابة، ولكن الملحد محروم من هذه النعمة؛ لأن عليه أن يسحق هذا الدافع ويُذكّر نفسه بسخفه، فهو إله عالمه الخاص، وهو عالم صغير جدا.. وهو دوما في تناقص مستمر”.
ويكمل: “الملحد لا يشبع حاجاته شيء؛ لأن عقيدته تخبره أن ليس للحياة هدف، وأن ليس هناك شيء كامل أو شيء مطلق.. ولا شك أنه توجد دوما في أعماق الإنسان حاجة فطرية إلى تجاوز أبعاده المادية والانجذاب إلى قوة ما وراء الطبيعة تلهمه وتقويه وترشده إلى الصواب.. إننا جميعا نصبو للخلود، وبمقدور المؤمن أن يتخيل السبيل لتحقيقه، أما الملحد فعليه أن يفكر في حلول بديلة آنية”. ثم يسرد قصة إيمانه التي ختمها قائلا عن نطقه لشهادة الإسلام: “كانت هذه الكلمات كقطرات الماء الصافية، تنحدر في الحلق المحترق لرجل قارب على الموت من شدة العطش.. لقد شعرت بالحصانة والأمان والحرية.. لقد هويت في الرحمة النابعة من الحب الأسمى. لقد عدت إلى ملاذي ثانية”[10].
فهذه العدمية القاسية التي عاناها “لانج” وهذا المعنى المنشود الذي وجده، يُشكّلان الركيزة النفسية في الفارق بين الإيمان والإلحاد، أو ربما بين الإنسان والشيء. تلك هي “صرخة القلب التي تعلن أن الحياة أصغر من أن تكون كل شيء، فلا شيء وراءها.. لا اتصال بعد انفصال، ولا راحة بعد تعب؛ بل لا عدل بعد ظلم”[1]. ولهذا يقول “بول ديفيس”: “لا أستطيع أن أصدق أن وجودنا في هذا الكون مجرد حدث فجائي، أو طفرة عرضية في الدراما الكونية العظيمة. مشاركتنا في هذا العالم حميمية جدا.. لقد قُصِد حقا أن نكون هنا”[1].
الإيمان بالله هو الذي يسعف العقل بالجواب عن الأسئلة الأربعة الأساسية للإنسان: الأصل، والمعنى، والأخلاق، والمصير
الإنسان أكبر من الحياة الدنيا إذن، فالإنسان، وفقا لـ”فيكتور فرانكل”[11]، دائم البحث عن المعنى في كل شيء، ذلك هو ما يدفعه للعيش، وتحمل المنغصات، لأن شيئا متجاوزا لعالم الدنيا ينتظره بالثواب. لذا يقول “بيغوفيتش”[8] عن العدمية التي شعر بها “لانج” في إلحاده إنها إلحاد يائس، ورغم ذلك، فهي تنطوي على فكرة دينية، لا فكرة علمية، عن الإنسان والعالم؛ ذلك لأن المادية -ومن ثم الإلحاد- ترفض الغائية في العالم، وهو ما لا يتحمله الإنسان بحال، ولعل خير مثال على ذلك هو الفيلسوف “سي. إم. جود” الذي أعلن عودته للإيمان بكتابه “استرداد الإيمان” ذاكرا فيه أن من أسباب عودته أن الإنسان لا يملك مقاومة معنى الحاجة إلى إله[1].
تلك الحاجة التي عبّر عنها أساطين إلحادية، كـ “برتراند راسل” الذي قال في أوج إلحاده: “في أعماقي دائما وأبدا ألم فظيع -ألم فضولي ثائر- وبحث عن شيء يتجاوز ما يحويه العالم”[1]. هذا الألم الذي لم يختلف كثيرا عن ثِقل “ألبير كامو” إذ يقول: “ثِقل الأيام مخيف لكل امرئ يعيش وحده بدون إله”[12]. حتى “نيتشه”، الذي صرخ في الجميع عبر كتاباته قائلا: “لقد مات الإله”، تجد مترجم كتابه “هكذا تكلم زرادشت” يقول: “إن نيتشه يعلن إلحاده بكل صراحة… غير أننا لا نكتم القارئ الكريم، بما قرأناه بين سطوره، أننا لم نر كفرا أقرب إلى الإيمان من كفر هذا المفكر الجبار الثائر، الذي ينادي بموت الإله، ثم يراه متجليا أمامه في كل نفس تخفق بين جوانح الناس من نسمته الخالدة”[1].
هذا التضارب الخفي يعبّر عن الصراع الحقيقي بين جمود المادة حين تسيطر على الفكر، وبين حقيقة الروح التي تبحث عن أسئلة أكبر من محيط الدنيا، فيقول “سامي عامري”: “الإيمان بالله هو الذي يسعف العقل بالجواب عن الأسئلة الأربعة الأساسية للإنسان: الأصل، والمعنى، والأخلاق، والمصير”. ذلك المصير الذي أظهر عند الملحدين في دراسة جامعة أوتاجو[13][د]، عند التفكير في الموت، تحولا في اللا وعي لقبول أكبر للاعتقادات الدينية. إن الموت، كما يكمل “عامري”، خير واعظ لأنه صوت الفطرة حينما تتعرى من ثوب العناد وصفاقة الحذلقة.. أمام الموت، نقف كلنا أمام وجه الحياة وحقيقتها، فبضدها تُعرف الأشياء.. وأمام الموت تثور الفطرة وتمور البداهة غضبا”.
(المصدر: ميدان الجزيرة)