مقالاتمقالات مختارة

الشيطان يترصد التوحيد (1 ـ 3)

الشيطان يترصد التوحيد (1 ـ 3)

بقلم سامي راضي العنزي

نعم، التوحيد المتمثل بالشهادتين كإعلان للتوحيد ودخول الإسلام؛ وهي ركن من أركان الإسلام، بل هي الركن الأول، وهي باب الدخول إلى ميدان الإسلام عمل قلبي وجوارحي، وهي -الشهادتان- الإعلان لكل من يدخل الإسلام، والإعلان المعني به أن يعلن هذا الإنسان أو ذاك دخوله الإسلام عن طريق الشهادتين وعرضها في الوسائل التي تؤكد له في مجتمعه أنه دخل الإسلام بالفعل؛ والدليل الشرعي هو إعلان الشهادتين.

ومن لا يعلن للمسلمين ذلك لا يتم التعامل معه على أساس أنه مسلم من قبل المجتمع المسلم، سواء كان ذلك في حياته أو بعد مماته في إجراءات العزاء، ودفنه في مقابر المسلمين، لا كما فعل فلتة زمانه “صدام الفتنة” في سيده وأستاذه الماسوني ميشيل عفلق، مدعيًا أنه أسلم ومن غير إعلان! ودفنه في مقابر المسلمين، وهو الماسوني النصراني البعثي الاشتراكي الذي لا همَّ له إلا هدم الدين وتشويه الإسلام والمسلمين، دفنه في مقابر المسلمين مستهزئًا بهم!

الشهادتان الركن الأول، وهي الركن الوحيد في الإسلام الذي لا عمل فيه ولا حركة ولا أي مشقة، فالصلاة فيها التكليفات الحركية والعملية والزمنية، والحج أيضًا فيه الوقت والمال والمجهود، والزكاة كذلك، والصوم لا شك هو كذلك، إلا دخول الإسلام فهو الأسهل والأيسر، لأن الأصل فيه الرسوخ في القلب ثم الأثر على الجوارح والماديات والمعنويات، نعم الشهادتان لفظ بعد الرسوخ ثم الأعمال تترا عن طريق الأركان الأخرى بأصولها وفروضها وسننها.. ولكن، ما بعد ذلك يكون العمل كما ذكرنا جوارح وميدانًا لتأكيد ما وقر في القلب، وحينها تبدأ مغامرات ومقامرات الشيطان الرجيم من أجل نثر الغبش على توحيد هذا الإنسان المسلم؛ بأنعم وأدق مما يتصور الإنسان من غبش، وكما ذكر لنا ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم “كدبيب النمل”، مبينًا الشرك الخفي ودقته ونعومته.

الشهادتان إعلان للدخول في الإسلام بداية، ولكنها تبقى مع الإنسان المسلم بفهمها ومسارها ما بعد الإعلان وبعد الوقور بالقلب ليكون أثرها على الجوارح والأعمال كما أسلفنا، وهي تتجدد مع الإنسان المسلم بأكثر مما نتصور كيدًا في الشيطان الرجيم ومكره الخبيث.

لماذا هذا التجدد يا ترى وبهذا العدد الكبير؟

لأن الشرك كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أدق من دبيب النمل في الليلة الظلماء!

أخفى وأدق مما نتصور؛ فالشرك الخفي هو الخطر، وهو المكر الذي ينصبه الشيطان للإنسان، وهو الخطوات الشيطانية الدقيقة الناعمة غير المدركة بشكل مباشر وظاهر ومدبب.. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

وقد بيَّن الله تعالى عن طريق سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بيَّن في هذا الشرك الخفي مكر الشيطان وغروره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفًا الشرك الخفي “كدبيب النملة على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء”.

فعليك أن تتصور، أيها القارئ الكريم، دقة مكر الشيطان الرجيم من أجل أن يفسد عليك حكم التوحيد النقي الذي تؤكده للمسلم الشهادتان، وعليك أن تتصور طرق مكائد وتلاعب الشيطان الرجيم وآلياته من أجل التلاعب في نفس الإنسان من خلال هذا الشرك الخفي الدقيق، ودقة اختفائه، كما وصفه نبينا صلى الله عليه وسلم.

(المصدر: مجلة المجتمع)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى