الشيخ ولد الددو يجيب.. لماذا نحن مختلفون؟ وما الحكمة من تنوع الخلق؟
قال الشيخ محمد الحسن ولد الددو إن سنة الحياة تقتضي اختلاف المستويات وتفاوت العقول والإدراك، ولذلك يعد التنوع البشري آية من آيات الله، مستدلا بقول الله عز وجل في سورة الروم (ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين) لليل والنهار.
وأضاف أن التنوع والاختلاف سنة الحياة لقوله عز وجل في سورة هود (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربكم ولذلك خلقهم). مشددا على أن الاختلاف في الرأي سببه تباين العقول، فالله سبحانه وتعالى قسّم العقول فجعل الناس متفاوتين فيها تفاوتا عظيما كما هو الشأن بالنسبة للرزق.
وذكر أنه بسبب التفاوت في العقول تختلف وجهات النظر في كثير من المسائل، وفي ما يتعلق بالاختلاف في أمور الدين والعلاقة بالله وأحكامه فهو أمر مهم ويجب تدبره على الوجه الصحيح حتى لا يؤدي إلى مشكلة في تطبيق شرائع الله.
وأشار إلى أن البشر كثيرا ما يقع بينهم التعصب والنزاع، فأسرة آدم عليه السلام كان الخلاف فيها بين أخوين شقيقين حسد أحدهما الآخر، ذاكرا أن حل التصفية الجسدية ليس محمودا ولا يمكن أن يتحاكم إليه البشر بل لا بد من الاحتكام إلى عقولهم والبحث عن الدليل والاستماع إلى حجج جميع الأطراف.
وأوضح أن لله سبحانه وتعالى نوعين من أنواع العلم، وهو الشرع الذي أنزله والأحكام التي شرعها وأمر عباده بها. أما القسم الثاني فهو قدر ينفذه على عباده، وهو قدر نافذ لا يمكن أن يعارض، ولذلك حصول الخلاف والشقاق أمر وارد لأن سنة الله عدم دوام الحال، مستدلا بقوله سبحانه في سورة آل عمران (وتلك الأيام نداولها بين الناس).
كما قال إن أي طرفين مختلفين لا بد من تواجد قواسم مشتركة بينهما، ولذلك وجب العودة إلى تلك القواسم لتكون أرضية لفصل النزاع والتوصل إلى اتفاق بينهما.
المصدر: الجزيرة