عزا فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر، فوز حزب العدالة والتنمية في أحد أبرز أسبابه إلى نصرة حكومته للمظلومين في سوريا واحتضانها لأكبر عدد من اللاجئين السوريين “مكرمين معززين لا يشعرون بأي ذل”، ومدها يد العون والنصرة للسوريين في الداخل. “فهي أكثر من ناصر السوريين”. واعتبر د.العمر خلال درسه الأسبوعي يوم الأحد أن حكومة العدالة والتنمية قد نجحت في إقامة بعض جوانب الشريعة في تركيا، لكن مع هذا لا يمكننا أن نطلق عليها أنها تمثل نظامًا إسلاميًا، حيث لا يزال الدستور علمانيًا من آثار “مصطفى كمال، هذا اليهودي الذي ألغى الخلافه وفرض العلمانية وأطلق على نفسه “أتاتورك” أي أبو الأتراك وهو ليس كذلك”.
ولاحظ فضيلته أنه “عندما نفرح نسبيًا لفوز حزب العداله والتنمية، لا يعني هذا أن نظامها إسلامي، مع فارق المقارنة بين هذا الحزب والأحزاب الأخرى التي هي أبعد ما يكون عن الإسلام، لكن الشعب في جملته مسلم”، مشدداً على ضرورة التجرد والعدل في الحكم ، دون هوى أو حزبية”، مشيداً في الوقت ذاته بإيجابيات الحكومة الكثيرة الجديرة بالثناء على حد قوله .
أشاد فضيلته بإيجابيات الحكومة الجديرة بالثناء، لكنه استدرك قائلاً: حكومة “تركيا لديها أخطاء كثيرة بعيدة جدا عن الشريعة؛ لذا يجب التجرد والعدل في الحكم ، دون هوى أو حزبية”. ودعا د. العمر إلى الاعتدال في تقييم الوضع، حيث إن الوضع الدولي المعقد يغل تركيا عن المساعدة العسكرية، فلم ترسل طيرانها مثلا وهي تستطيع لو أرادت، لكن سيجر عليها أضراراً كبيرة، وهي أحيانا تغلق الحدود بسبب الأوضاع الدولية، مما تسبب في أزمة الجوء إلى أوروبا، لكن إلى حد ما تدخل المعونات وبعض المساعدات العسكرية.
وفي هذا السياق استشهد د. العمر بما فعله النبي صلى الله عليه وسلم عندما أرسل الصحابة للحبشة، قال: “فيها ملك لا يظلم عنده احد”، فالنبي مدحه برغم انه لم يكن يحكم بالشريعة وذلك لعلة.
وأشار فضيلته إلى ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية: “إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا ينصر الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة”، وأردف: فكيف ولو كانت دولة بالجملة مسلمة مثل تركيا؟ فالأفراد مسلمون لكن النظام علماني.
كما استنكر د. العمر: ما يغرد به البعض بالقول “فاز أردوغان”، مؤكدًا على أهمية ارتباط الأمة بالمنهج دون التعصب للأشخاص بل للحق، فالأفراد زائلون، لكن المبادئ ثابتة، وذلك على الرغم من كون أردوغان قائدا نادرا بالتاريخ التركي الحديث، ونثني عليه بما هو أهل له.
وفي هذا المعنى استشهد الشيخ بقوله تعالى: “أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ” فقد قال الله “فبهداهم” ولم يقل “فبهم”، ولو كانوا أنبياء معصومين لأن الارتباط بالمنهج لا بالأشخاص، ومثله قوله تعالى: “قُلْ صَدَقَ اللَّه فَاتَّبِعُوا مِلَّة إِبْرَاهِيم حَنِيفًا” وفي قوله تعالى: “وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ”.
المصدر: موقع المسلم.