الشيخ محمد ولد الددو يشرح ويجيب: كيف حفظ العلماء ميراث النبوة؟
وقال الشيخ محمد الحسن ولد الددو إن الله -عز وجل- هو الذي أرسل رسالته إلى الناس وتعهد بحفظها، وقد جعل القرآن والسنة بلسان عربي مبين، وهيأ اللسان العربي وأهله لحفظ ما يأتي من عنده، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- في البداية يشق عليه نزول الوحي فأنزل الله تعالى: “لا تحرك به لسانك لتعجل به”، وأنزل أيضا “ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه”، فعلم الرسول الكريم أن الله حفظ الوحي المنزل ولم يخش ضياعه، وهيأ الله تعالى أيضا الصحابة الكرام الذين كانوا يسمعون القرآن والأحاديث ويحفظونها كما هي من دون تحريف.
وبدأ الصحابة بتصديق الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، فوقر الإيمان في نفوسهم، وعظموه تعظيما كما أمرهم الله -عز وجل- بذلك. وكانت الأحاديث النبوية مقدسة عند الصحابة.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أذن لأشخاص قلائل فقط بالكتابة عنه ونهى عن كتابة ما سوى ذلك، وقال “لا تكتبوا عني غير القرآن ومن كتب عني غير القرآن فليمحه”، وذلك خشية أن تدرج هذه الكتابات في القرآن كما حدث مع الأمم السابقة.
وبعد القرآن، تأتي السنة وهي كلام رسول الله، عليه أفضل الصلاة والسلام، ثم السيرة النبوية، وهي أحداث حصلت من الرسول الكريم كأسفاره وغزواته وغيرهما، ورواها عنه أصحابه والتابعون.
وحول التصنيف في كتب الأحاديث، قال الشيخ محمد الحسن ولد الددو -في حديثه لحلقة (2022/4/26) من برنامج “الشريعة والحياة في رمضان”- إن الجمع بدأ في أيام الخليفة عمر بن عبد العزيز، إذ أمر الأئمة بجمع السنن وكتابتها وتدوينها، وأسندت المهمة للطبقة الوسطى من التابعين.
مناهج التدوين
وبشأن شروط قبول الحديث، قال الشيخ الددو إن العناية بالسنة النبوية كانت شاملة، وكان البحث في الدلالة وهو المقصد، وبحث في الرواية وهو البحث في سند الكلام، والصحابة الكرام لم يحتاجوا إلى البحث في الرواية والإسناد لأنهم سمعوا الكلام من الرسول عليه الصلاة والسلام وصدقوه.
أما عن مناهج تدوين وتصنيف كتب الأحاديث، فشرح رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا هذه النقطة بالتفصيل، وأشار إلى أن التدوين كان مصنفا وفق الأمور العلمية مثل كتب الموطآت، على غرار موطأ مالك الذي اتبع هذا المنهج في تدوين الأحاديث، وهناك من المدونين من اقتصر على الصحيح فقط مثل البخاري، وهناك التصنيف حسب المسانيد بأن تكون مصنفة على أحاديث الصحابة، وهناك منهج المعاجم، ثم حصل التخصص في التدوين.
وأوضح أن الإمامين البخاري ومسلم قد ينفردان ببعض الأحاديث، ولكن ما يوجد في كتابيهما يوجد في الكتب الأخرى.
المصدر: الجزيرة