الشيخ علي الصلابي يناشد الرئيس التونسي بإنهاء سجن الشيخ الغنوشي والمعتقلين السياسيين
دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الرئيس التونسي قيس سعيد إلى إنهاء سجن رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي، وكذلك المعتقلين السياسيين الآخرين.
كما دعا إلى تأسيس مصالحة وطنية تليق بتونس، مشيدًا بالبنيات الفكرية التي أسست للنهضة العربية الحديثة.
جاء ذلك في تصريح له ردًا على الحكم القضائي الجديد الصادر يوم الخميس بحق الشيخ راشد الغنوشي، الذي قضى بسجنه لمدة ثلاث سنوات في إطار ما يعرف بـ “قضية اللوبيينغ”.
السيرة النبوية
وفي كلمته، قدّم الشيخ الصلابي للرئيس قائلاً: “إن مسؤولية الحاكم تمتد أمام الله وأمام شعبه وتاريخه والقيم الإنسانية، وهي مسؤولية تنوء بها الجبال”، مشيراً إلى أن الرئيس يجب أن يتخذ قراراته بحكمة وعدالة.
وأردف قائلاً: “في رسول الله صلى الله عليه وسلم لدينا قدوة نيّرة في التعامل مع الناس، حتى مع المخالفين في العقيدة والقيم، يجب أن يستلهم الحاكم من السيرة النبوية دروسًا في التسامح والعفو، حتى في مواجهة الأذى الذي تعرض له الرسول ودعوته”.
وأكد الشيخ الصلابي، على أهمية الفرق بين العفو والمصالحة من جهة، وبين العدالة الحاسمة وفتح الملفات السابقة، داعيًا إلى تفادي تشغيل الوطن بأكمله لسنوات أو حتى عقود في ملاحقة التفاصيل والجزئيات.
وتساءل: “إلى متى ستواصل تطبيق تلك العدالة من دون أن تحول تجاه الانتقام والتوسع في القصاص مما يعود بنا من جديد إلى البداية، فيصبح الظالم مظلوما يطالب بتطبيق العدالة الحاكمة على من كان مظلوما وضحية بالأمس القريب، فكان العفو في فتح مكة انطلاقة جديدة للإسلام والمسلمين والإنسانية جمعاء”.
خدمة الوطن والإنسان والدين
ودعا الصلابي الرئيس قيس سعيّد إلى مراعاة الجانب الإنساني لواحد من الرجال المشهود لهم بالوطنية والإخلاص في خدمة الوطن والإنسان والدين، وقال: “يا سيادة الرئيس.. أخاطب فيك إنسانيتك ووطنيتك ودينك وموقعك الذي ابتلاك الله به، أن تراعي تقدم السن التي وصل إليها الأستاذ راشد الغنوشي، فهو الآن في الثلاثة والثمانين من عمره، وأن تنظر إلى صفحات تاريخه الوطني والفكري والإنساني وانحيازه إلى القضايا العادلة”.
وتابع: “يا سيادة الرئيس؛ إن الكثير من أبناء شعبك وأمتك العربية والإسلامية وأحرار العالم يتمنون ويرجون من الله الرحيم الودود الرؤوف أن يسود السلام والأمن والأمان والمصالحة الناجحة التي ترضي ربك وأبناء شعبك”.
وأنهى رسالته قائلا؛ “إننا ندعوك لفتح الحوار وترسيخ السلام ودعم المصالحة مع الشيخ راشد الغنوشي وإخوانه وكل السجناء السياسيين.. والله من وراء القصد”، وفق تعبيره.
قضية الطواغيت
وأصدرت المحكمة الابتدائية في تونس حكماً بالسجن لمدة 3 سنوات على رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، بتهمة تلقي تمويل أجنبي لحزبه.
يُذكر أن هذا الحكم هو الثاني الذي يُصدر على الغنوشي، حيث تم إصدار حكم بالسجن لمدة عام واحد وغرامة مالية في مايو 2023 بتهمة التحريض في قضية “الطواغيت”.
وتعود قضية “الطواغيت” إلى قرابة عامين، حيث قدم أحد أفراد النقابات الأمنية شكوى ضد الغنوشي متهماً إياه بتسمية الأمنيين بـ”الطواغيت” خلال كلمة تأبين لقيادة حركة النهضة.
ويُحاكم الغنوشي في حوالي 9 قضايا مختلفة، بما في ذلك اتهامات بالتآمر ضد أمن الدولة.
وتم اعتقال الغنوشي بتاريخ 17 أبريل 2023، بشبهة التآمر ضد أمن الدولة، بعد مداهمة منزله.
وأمرت المحكمة بوضعه في الحبس الاحتياطي في قضية تتعلق بتصريحاته التي اتُهم فيها بالتحريض على أمن الدولة.
من هو الغنوشي؟
راشد الغنوشي، وهو أحد قادة جبهة الخلاص المعارضة، يعارض إجراءات الرئيس قيس سعيد الاستثنائية التي بدأ تنفيذها في يوليو 2021، وتشمل حل مجلس القضاء والبرلمان وإصدار تشريعات بأوامر رئاسية، وإقرار دستور جديد وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
وتشهد تونس منذ فبراير 2023 حملة واسعة من التوقيفات تشمل عدة فئات، بما في ذلك الإعلاميين والنشطاء والقضاة ورجال الأعمال والسياسيين، بما في ذلك الغنوشي وقادة آخرين من حركة النهضة.
المصدر: الاتحاد + مواقع إخبارية