الشيخ عكرمة صبري يحذر: “الحرائق ضد المسجد الأقصى لا تزال مستمرة بأشكال متعددة”
حذّر الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الأربعاء، في الذكرى الخامسة والخمسين لحريق المسجد الأقصى، من أن التهديدات لا تزال مستمرة بأشكال متعددة.
يُذكر أن حريق المسجد الأقصى وقع في 21 أغسطس 1969، على يد أسترالي يُدعى مايكل دنيس روهن، مما أدى إلى تدمير كامل الجناح الشرقي للجامع القبْلي، بما في ذلك منبر صلاح الدين التاريخي.
وأوضح الشيخ صبري، وهو خطيب المسجد الأقصى، أن الأمة الإسلامية لا تزال تستذكر هذا الحدث الأليم، والذي نُفذ على يد روهن، الذي وُصف بأنه ينتمي إلى كنيسة مسيحية صهيونية، مع اتهام سلطات الاحتلال بالتورط في الجريمة من خلال التستر على المنفذين الآخرين.
وأشار الشيخ صبري في بيان صادر عن الهيئة الإسلامية العليا، التي أرسلت نسخة منه إلى وكالة الأناضول، إلى أن سلطات الاحتلال أغلقت ملف الجريمة بحجة أن المنفذ “معتوه”.
وأكد أن الهيئة تحيي هذه الذكرى المشؤومة سنوياً لتوعية الأجيال الصاعدة بخطورة هذه الجريمة.
الهيئة الإسلامية العليا
وحذرت الهيئة الإسلامية العليا من أن “التهديدات ضد المسجد الأقصى المبارك لا تزال مستمرة ومتعددة الأشكال”.
وأشارت إلى “الاقتحامات العنصرية التي تقوم بها الجماعات والأحزاب اليهودية المتطرفة، مدعومة بشكل مباشر من الحكومة اليمينية والجيش الإسرائيلي، إلى جانب الحفريات التي تهدد أساسات المسجد القبلي وتدمر المعالم الإسلامية المحيطة به”.
وأضافت الهيئة أن “تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في الحكومة اليمينية المتطرفة وأعضاء الكنيست المتعصبين تمس قدسية المسجد الأقصى المبارك بشكل مباشر وتكشف عن الأطماع اليهودية في السيطرة عليه، حيث يزعمون زوراً أن المسجد مقام على أنقاض هيكل سليمان المزعوم ويخططون لإقامة كنيس داخل حرم الأقصى”.
كما أشارت إلى المحاولات المستمرة لسحب الصلاحيات الإدارية من الأوقاف الإسلامية وفرض السيادة الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، مؤكدة أن هذه المحاولات تهدف إلى تغيير الواقع التاريخي والديني للمسجد.
وأكدت الهيئة أن “مساحة المسجد الأقصى المبارك تبلغ 144 دونماً و900 متر مربع، وتشمل المسجد القبلي، والمسجد الأقصى القديم، ومسجد قبة الصخرة، والمصلى المرواني، ومصلى باب الرحمة، ومصلى البراق، إضافة إلى المساحات غير المسقوفة مثل المساطب، والأروقة، والممرات، والآبار، والبوابات الخارجية، وكل ما يحيط بالأقصى من أسوار وجدران، بما في ذلك حائط البراق”.
وشددت الهيئة على أن “المسجد الأقصى المبارك هو ملك للمسلمين وحدهم بناءً على قرار إلهي من الله عز وجل، وليس بقرار من أي هيئة دولية، وهو جزء من عقيدة أكثر من ملياري مسلم حول العالم”.
واختتمت الهيئة بيانها بالتأكيد على أنه “لا حق لغير المسلمين في هذا المسجد لا في الماضي ولا في المستقبل، ونستنكر بشدة الاعتداءات اليهودية المتكررة على المسجد الأقصى بما في ذلك الاقتحامات وإقامة الصلوات التلمودية، وندين تدخل سلطات الاحتلال في إدارة شؤون المسجد”.
منذ عام 2003، بدأت الشرطة الإسرائيلية، دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، بالسماح للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى عبر باب المغاربة الواقع في الجدار الغربي للمسجد. ومنذ ذلك الحين، يقوم آلاف المستوطنين الإسرائيليين يومياً، باستثناء أيام الجمعة والسبت، باقتحام المسجد تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، مما يثير استفزازات للمصلين وحراس المسجد، حيث يحاول بعض المستوطنين أداء طقوس تلمودية داخل حرم الأقصى.
المصدر: الأناضول