الشيخ عبدالحي يوسف يجيب.. حكم من يبدّعون العلماء ويضخمون أخطاءهم
السؤال: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بعضٌ ممن يدعون العلم نصبوا أنفسهم ليختاروا للناس من يستمعون إليه، ويقولون للناس لا تستمعوا لهذا واسمعوا لهذا وهذا، وهذا مبتدع وهذا منهجه صحيح، ويعمدون إلى أخطاء العلماء فيكبرونها ويضخمونها. ما رأي الدين في هؤلاء؟؟
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا شيخ الدين، أما بعد.
فهذا الأمر مما عمَّت به البلوى وعظُم به الخطب حتى كان سبباً في انصراف كثير من الشباب عن حلق العلم ومجالس الذكر، والواجب على هؤلاء الوالغين في الأعراض التوبة إلى الله عز وجل مما يصنعون من تجريح العلماء والدعاة والتشنيع عليهم بأخطاء قد تثبت أو لا تثبت، ولو ثبتت فقد لا تكون أخطاء إلا عند هؤلاء المشهِّرين بهم، بل لهم فيها تأويل سائغ أو دليل بوجه من الوجوه، أو قد تكون من المسائل التي اشتهر فيها الخلاف بين أهل العلم ولم ينكر بعضهم على بعض فيها، والأجدر بهؤلاء الاشتغال بما ينفعهم من طلب العلم والعمل به ونفع الناس بنشره وتعليمهم إياه رجاء ما عند الله من أجر وثواب وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.
وأما العلماء والدعاة فإنهم عرضة للخطأ والصواب ولا معصوم بعد رسول الله، وما من أحد من أهل العلم والفضل ـ مهما علا كعبه ـ إلا وقد أخطأ في بعض المسائل، لكن من غلب عليه الصواب واشتهر بين الناس فضله وجرت الألسنة بالثناء عليه وجب علينا أن ننتفع به وندعو له، ولا يمنعنا هذا من مناصحته ومباحثته مع التزام الأدب الواجب معه، أما هذا الصنف المذكور في السؤال فإن مسلكهم لا يفيد إلا في إيغار الصدور ونشر الفتن والصد عن سبيل الله نعوذ بالله من الهوى، وإني أنصح السائل بمراجعة ما كتبه أهل العلم في هذا الباب أخص من بينهم:
1ـ الشيخ العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد حفظه الله في كتابه الفريد (تصنيف الناس بين الظن واليقين)
2ـ الشيخ أحمد بن عبد الرحمن الصويان وفقه الله في كتابه القيم (منهج أهل السنة في الحكم على الرجال ومؤلفاتهم) وأسأل الله التوفيق للجميع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* الشيخ عبدالحي يوسف عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين