قال رئيس اتحاد علماء إفريقيا (جنوب الصحراء)، الشيخ، سعيد برهان، إن “العدوان الأوربي الأخير على تركيا، لا يأتي فقط، خوفا من قوتها الاقتصادية والعسكرية، وإنما من قوة تاريخها الإسلامي”.
وأضاف برهان إن “الأوربيين أرادوا لتركيا أن تسقط، لكنها عادت بقوة، وبتاريخ مستمد من الشريعة الإسلامية”.ودعا الرجل، المنحدر من جزر القمر، ، “كل مسلم غيور على الدين، أن يدعو الله كي يقوي تركيا، لأننا كمسلمين نرى فيها أملا كبيرا”.
ورأى أن “الهجوم الآن موجه على دول معينة، أهمها تركيا والسعودية ومن يحالفهما، لأنهما قوتان إذا اجتمعتا، والتفت حولهما الدول الإسلامية، سنكون قوة عظيمة”.وأوضح الداعية الإفريقي، أن “سعي المسلمين إلى أن يكونوا قوة عظمى، ليس للاعتداء على أحد، بل حماية أنفسنا”.
وأشار برهان، على هامش ورشة استضافتها الخرطوم، لتدريب دعاة من 21 بلدا إفريقيا، على محاربة التطرف، إلى أن” الابتعاد عن الوسطية يعني الابتعاد عن الدين”.
وشدد على أن ” الوسطية لا تأتي من دون علم وتفقه في أمور الدين لذا نحن نعقد الآن هذا الملتقى الثقافي لتدريب وتأهيل الدعاة المسلمين لاستخدام الوسائل الحديثة والتكنلوجيا في الدعوة ونشر الوسطية “.
والملتقى الذي أُختتم، ينظمه فرع منظمة “المنتدى الإسلامي” في الخرطوم، ومؤسسة “عيد” الخيرية القطرية (غير حكوميتان).ومن أهداف الملتقى أيضا، وفقا لبرهان، “مناقشة القضايا الشرعية الشائكة، وتصور الواقع الدعوي في إفريقيا، ليستفيد المشاركون بتنمية مهاراتهم”.
ويعتقد الرجل أن ” الإسلام وسط، وكلما مال الإنسان إلى أحد الطرفين، ابتعد عنه، إما اتجه نحو الغلو، أو اتجه نحو الميوع والبعد عن الدين”.
وحض الشباب على “الاقتراب من مصادر العلم الصحيحة، من العلماء والمشائخ لأنهم الحصن الوحيد”.
واعتبر رئيس اتحاد علماء إفريقيا أن “التطرف ليس له عالما شرعيا واحدا، لذلك أنا أقول إن على الشباب أن يرجعوا للعلماء وعلى العلماء ان يذهبوا إلى الشباب”.وبيّن أن “الحماس بدون علم يولد غلوا وتطرفا، وأن التساهل بدون دين يولد تسيبا وميوعا”.
وأفاد برهان أن “العالم الإسلامي يشهد فتن متعددة، وكل فتنة جديدة تأتي أكبر من سابقتها (…) إن المسلمين يشهدون اليوم، الفتنة التي حذر منها رسولنا الكريم”.
وأقر بقلة المراكز المتخصصة في الفكر الإسلامي لكنه أشار إلى أن “بعض الدول فطنت لها مؤخرا”.وقال د. برهان “عندما نقول إن الشباب أبتعدوا عن النهج القويم وتطرفوا، كأننا نشير إلى أنهم كانوا وسطيون، ثم خرجوا إلى التطرف، لكن في الحقيقة كثير من شبابنا لديهم فراغ علمي وأمية دينية”.
وتابع “من هذا الجهل الديني، ثم الأوضاع المعيشية من فقر وبطالة، يصابون بحالات نفسية سيئة، ويأتيهم المتطرفون، ويقولون لهم نحن المخرج”.وصرح برهان بأن العلم والتفقه في الدين “يأتي بالتكاتف من الفرد والبيت والعائلة الكبيرة والمجتمع وأصحاب القرار”.
وأوضح أن “المسلمين كانوا قديما يعلمون أبنائهم علوم الدين، ويحفظونهم القرآن، فرضاً، ومن بعد ذلك يتعلمون باقي العلوم الحياتية، قبل أن ينطلقوا في شؤون الحياة العامة، ولا بد من إعادة ذلك لأنه يحصنهم من الغلو”.
وأرجع رئيس اتحاد علماء إفريقيا صعود اليمين المتطرف في أوربا إلى “النزاع بين الحق والباطل، فهو نزاع قديم ويأخذ أشكالا مختلفة، ومنذ أن نزل الإسلام تقوم التيارات المعادية له، يمينا ويسارا”.
واستطرد “أوربا كانت تفكر في الماضي في تحويل إفريقيا إلى قارة نصرانية بحلول العام (2000م)، والآن تزداد المدارس الدينية والمساجد، والذين يهتدون إلى الإسلام يزدادوا في كل يوم، فكيف لا يغتاظون؟”.
ولفت إلى أن اتهام الإسلام بأنه “دين عنف وكراهية” صادر من أناس “إما حاقدين، يعرفون الإسلام جيدا، لكنهم يتخذون السلوك المتطرف كذريعة للطعن في الإسلام، وإما جاهلين بديننا”.
لكنه عاد ليؤكد أنه “لا يعني بذلك أن المسلمين لا يتحملون جزء من حملة صعود اليمين المتطرف، فهم منوط بهم شرح الإسلام والتعريف به، وليس ترك الأمر للمتطرفين الذين يقدمونه بصورة خاطئة”.
ونبه الداعية الإفريقي إلى أن “صعود اليمين المتطرف خدم المسلمين، وجعل الإسلام حديث الساعة، ويكفي أن يسمعه الشخص ليبحث عنه ويعرفه، فالإسلام قوته من داخله، وكل من وصله دخل في دين الله”.
واستنكر برهان، قرار المحكمة الأوربية بحظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة بوصفه “انتقاص لحرية المعتقد”.ومضى بالقول”يُفهم من القرار إنه يسمح لك بأن تقيم نصف دينك ولا تقيم نصفه الآخر، فإذا كان الإنسان مسلما، فليذهب لعمله بلباسه الذي يحضه عليه دينه، وإذا كان يهوديا سيذهب بطاقيته الصغيرة (الكيبا)، وإذا كان نصرانيا فسيذهب بصليبه”.
ودعا المقيمن في أوربا من المسلمين إلى أن “يعودوا لعلماء المسلمين الذين يعيشون بينهم لأن الذي يفتي يجب أن يكون موجودا مع الناس في بيئتهم ومجتمعهم ليوازن بين المصالح”.
وتأسس اتحاد علماء إفريقيا في صيف 2011 ومقره الرئيسي في باماكو. ويضم أكثر من 220 عالما من 40 دولة إفريقية جنوب الصحراء.
(المصدر: مجلة البيان)