الشيخ د.محمد عبد الكريم يدعو العلماء لمناهضة أحكام القاسية بحق العلماء في السعودية.. ويحذر من أن تكون تمهيدا لأحكام أخرى بالإعدام
استنكر الشيخ د. محمد عبد الكريم، في خطبة الجمعة أمس، بشدة الأحكام المغلظة التى صدرت في المملكة السعودية بحق علماء أجلاء، قال إنهم عُرفوا بالبر والإحسان والدعوة إلى الله من أمثال الشيخ ناصر العمر الذي حوكم بالسجن ثلاثين سنة، والشيخ عبد الرحمن المحمود الذي يسجن بخمس وعشرين سنة، والشيخ إبراهيم الدويش خمسة سنة مشددة، وغيرهم من أمثال الشيخ محمد صالح المنجد، وحذر من أن تكون تلك الأحكام مقدمة للحكم على آخرين بالإعدام.
وأكد الشيخ على مكانة أولياء الله وصفاته التي وردت في أكثر من سورة من سور القرآن الكريم، مثل قوله تعالى (أَلَاۤ إِنَّ أَوۡلِیَاۤءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَكَانُوا۟ یَتَّقُونَ لَهُمُ ٱلۡبُشۡرَىٰ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِۚ لَا تَبۡدِیلَ لِكَلِمَـٰتِ ٱللَّهِۚ ذَ ٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ) [سورة يونس 62 – 64]، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أجبه، فإن أحببته كنت صرت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ بي لأعيذنه وما ترددت في شيء أنا فاعله ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته).
وأكد الشيخ أن من أعظم الناس ولاية عند الله هم العلماء الربانيون الصالحون، لأنهم ورثة الأنبياء، وقال إن من أعظم العداء لأولياء الله معاداة العلماء، مضيفا أن تغييبهم من الساحات العامة وسجنهم ومنعهم من نشر العلم والدعوة التي أمروا بتبليغها، ما هو إلا حرب لله بإسلام الإمة لأعدائها وتخلية الساحة لشذاذ الأمم وأكابر المجرمين، بما يؤذن بخراب المجتمع بانتشار الفتنة والتطرف والاحتراب الداخلي، وانتشار الإلحاد والأفكار الشاذة المخالفة لأصول دين الأمة، مشيراً إلى وعيد الله الشديد لمن يعادى الأنبياء وورثتهم من العلماء العاملين كما جاء في قول الله عز وجل (إِنَّ ٱلَّذِینَ یَكۡفُرُونَ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِ وَیَقۡتُلُونَ ٱلنَّبِیِّـۧنَ بِغَیۡرِ حَقࣲّ وَیَقۡتُلُونَ ٱلَّذِینَ یَأۡمُرُونَ بِٱلۡقِسۡطِ مِنَ ٱلنَّاسِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِیمٍ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلَّذِینَ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِینَ)[سورة آل عمران 21 – 22]
وأكد الشيخ أن ما يحدث من سجن لهؤلاء العلماء، وغيرهم من علماء آخرين يسجنون في أماكن أخرى، هو عين معاداة أولياء الله التي آذن الله مرتكبيها بالحرب..وتساءل لحساب من يسجنون؟! وما هي جريرتهم؟!. ولفت إلى أن حق العلماء على الأمة وحكامها هو الإجلال والتكريم، لا الإهانة والتنكيل.
وأكد د. محمد عبد الكريم أن هذه الأحكام التي صدرت بحق العلماء لم تُبنى على أيٍّ من قواعد العدالة الإلهية المشروعة، والقوانين البشرية الموضوعة، بل على محض التخرض والظنون والتهم التي تلقى جزافاً على هؤلاء،
ودعا الشيخ محمد عبد الكريم علماء الأمة للوقوف مع هؤلاء العلماء المظلومين المعروفين بالصدق والصلاح، وأن لا يسكتوا عن ما يتعرضون له من ظلم، وأن يتكلموا كلمة الحق فإنها لا تقرب من أجل ولا تباعد من رزق، لافتاً إلى أن هذه الأحكام قد تعني أن آخرين ربما يحكم عليهم بالإعدام.
ودعا المسلمين لإنكار هذا المنكر العظيم، مؤكدا أن الأمن والأمان ليس في السكوت عن هذا الإجرام، بل في قول كلمة الحق وفي نصرة المسلم بالغيب.
المصدر: رابطة علماء المسلمين