الشيخ حسين ضاما من أعلام القرآن في جبلة الأدهمية
كاتب الترجمة : ناصر الحموي
عندما مات بكاه الناس لفقدهم بركته، ليس لأنه الرجل الزاهد الصالح الذي عرف بإمامته للصلوات الخمس في الجامع الذي يتوسط زقاق (التغرة) فحسب، بل لامتلاكه أكبر ثروة يمكن أن يجمعها المرء في حياته، فأي ثروة تعادل أن يُحفظ كتاب الله في القلوب والصدور؟!! وهل هناك ثروة أخلاقية وفكرية وتشريعية تقاس بثروة القرآن الكريم؟!!.
هكذا كان الشيخ حسين ضاما الذي تشرفت بالصلاة خلفه في سنوات طفولتي الأولى عندما كان يصحبني والدي لصلاة العصر معه، ولا زلت أتذكره بطربوشه الأحمر، ولحيته البيضاء ووجهه الذي يشع بنور العبادة والتقوى والصلاح، يمشي بسكينة وهدوء ووقار ومهابة، يبتسم لنا بلطف عندما كنا نجتمع نحن أطفال الحارة ونصلي وراءه في الصفوف الخلفية، مطلقاً ابتسامته الأبوية الحانية، يلازم محراب طاعة الله، إمامةً وترتيلاً، يغرس في نفوسنا، حب القرآن وحفظه والعمل به والتخلق بأخلاقه، والسير على نهجه،
إنه علم من أعلام التلاوة والتجويد والتربية في مدينة جبلة الأدهمية، الذي أصبح مسجد (خبيصة) لا يعرف إلا باسمه، رحل يوم الأربعاء 27 كانون الأول عام 1978، بعد أن أجمع الناس على حبه واحترامه، وكيف لا يحبه الجميع، وقد تأدب بالقرآن الكريم، وعاش شريفاً ينعم بعز الاستقامة الذي لا عز بعدها، وبعد أن خلّفه أبناء بررة يشار إليهم بالبنان، تخلقوا بهذا الأدب، وساروا بنوره،واغترفوا من معينه الذي لا ينضب،
رحم الله الشيخ حسين ضاما، وأسكنه فسيح جناته، وجمعنا به في دار كرامته، إنه سميع مجيب.
(المصدر: رابطة العلماء السوريين)