الشيخ حسان في المحكمة (مسلمات غائبة)
بقلم محمد عماد صابر
يتم استدعاء شيوخ السلفية خاصة للإدلاء بالشهادة في قضايا ليسوا طرفاً فيها بل تم حشرهم فيها للاستدعاء وتحقيق مقصد المخابرات بتوصيل عدة رسائل وتهديدات أن لا أحد خارج دائرة الاتهام وما يترتب عليها من كوابيس و أحلام ، •• تناول الإخوان وهم ليسوا طرفاً في القضية فالقضية تخص تيار إسلامي يناصب الإخوان العداء بل يحكم عليهم بالكفر والردة وقد قابلتهم وجلست معهم فكانوا حتى لا يلقون علينا السلام بل يقولون السلام على من اتبع الهدى باعتبارنا من مشركي مكة ،•• تناول الإخوان هو قدر الله الغالب الذي يؤكد أنها جماعة عصية عن الاستئصال والاجتثاث رغم ما تم ضدها وما تعانيه هي من مشكلات خارحية وانقسامات داخلية ،•• تناول الإخوان في كل مناسبة يؤكد الهاجس الذي يعانيه نظام الانقلاب من قمة الحكم إلى قاع الأحكام والقضاء ،•• مازالةالواقع يؤشر بكل أسف عدم تقدير بقايا قيادات الجماعة مكانة جماعتهم عند الأصدقاء والأعداء سواء بسواء لأنهم مشغولون بتصفية بعضهم البعض ،•• الشيخ محمد حسان يقول في شهادته بالمحكمة أن جماعة الإخوان لم توفق في حكم مصر لأنها لم تستطع الانتقال من فقه الجماعة إلى فقه الدولة رغم توليها الرئاسة ورئاسة الوزراء ومجلسي الشعب والشورى ،•• بحسن الظن في الرجل وهو الأصل عندي عن الشيخ حسان وغالبية الشيوخ الكبار للتيار السلفي المصري ، يغيب عن الرجل وهو من العلماء وطلاب العلم الشرعي فقط ، لكن الحكم والسلطة والمكائد والمؤامرات والتبعية للغرب والخضوع للجنرالات شئ آخر ،•• أغلب ما قاله الشيخ يدخل في باب الرأي وهذا حقه كما كانت شهادة الشيخ حسين يعقوب من العادي أن يرى الرجل أن الإخوان لم يوفقوا وأن يرى أنه كان الأولى التراجع اقتداءاً بموقف الإمام الحسن بن على وغير ذلك ، •• الشيخ فاته الكثير لأنه تصدر لمساحة ليس هو فيها من أهل الاختصاص والعلم مساحة الحكم والسلطة وما يرتبط بهما من مكائد ومؤامرات وأجهزة ومؤسسات ،•• الشيخ ليس لديه وقت للاطلاع على التقارير والدراسات والتصريحات الغربية عن الإسلام السني والحركة الإسلامية ورغم مرور أكثر من 8 سنوات على انقلاب يوليو 2013 وانكشاف الغطاء عن كم المؤامرات على ثورات الربيع العربي إلا أن الشيخ مازال يعيش الماضي القريب فضلا عن غيابه عن عالم الحكم والسياسة ،•• بالفعل خالف الإخوان ما وعدوا به في عدم الترشح للرئاسة ، وتورطوا في النفق المظلم بارادة خالصة ، حين غفلوا أو تغافلوا عن ثمن الاقتراب من الحكم والسلطة في ظل هذه الأجواء ،•• الإخوان وغير الإخوان سيتم التآمر عليهم حتى لا يحكم أى تيار وطني مستقل بلاد العرب حتى تستمر التبعية للغرب الاستعماري ،•• لن يحكم الإخوان بصفة خاصة حتى يبعد الاسلام السني الوسطي السلمي عن حكم بلاد المسلمين ، لكن يمكن أن يحكم ويسيطر التيار السلفي المداخلي أو الشيعي الاثنى عشري أو السني المتشدد الذي بنهج العنف على غرار داعش لتشويه الاسلام جملة ،•• بكل تأكيد لو لم تغيب هذه المسلمات وكانت حاضرة لدى الشيخ فلن يستطيع الجهر بها باعتبار النمط العقائدي والفكري لدى الشيخ وطبيعة التيار السلفي المعروفة تجاه السلطة في مملكة بن سلمان ومملكة بن سيسي ، لكم الله أيها الإخوان.
المصدر: رسالة بوست