الشيخ المجدد محمد الآمين بوخبزة الحسني حامل لواء السلفية ومسند الديار المغربية
بقلم د. أبو جميل الحسن العلمي
في مثل هذا اليوم فجع المغرب والأمة الإسلامية بوفاة الشيخ المحدث العلامة محمد الآمين بوخبزة الحسني رحمه الله أحد أعلام الأمة المجددين وأئمتها المحدثين، مسند الديار المغربية، وحامل لواء السلفية، ممن يعز أن يأتي الزمان بمثلهم في عهد ذهاب العلماء الأخيار، وتناقص الفضلاء الأبرار، ودروس آثارهم على مر السنين والأيام.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» ([1]).
ونحن مأمورون بالتسليم لقضاء الله وقدره، فإن الموت حق كتبه الله على كل مخلوق، يعتام الصغار والكبار، والعلماء والجهال، فيهجم بالنوائب،ويرمي بالفواجع والمصائب، ولا راد لقضاء الله .
أمن المنون وريبها تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع
فالعين بعدهم كأن جفونها كحلت بشوك فهي عور تدمع
وتجلدي للشامتيــن أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع
حتى كأني للحوادث مــروة نصف المشقر كل يوم تقـرع
ولابد من تلف مقيم فانتظر أبأرض قومك أم بأخرى المضجع([2]).
نشأ الشيخ محمد الأمين رحمه الله في بيت شرف وعلم وأدب، حيث ينتهي نسبه إلى عبد الله بن إدريس العمراني، وينتسب من جهة والدته إلى الأشراف العَلَمِيِّين ببني عروس. ولد بتطوان بدرب الجُعَيْدي، والتحق في طفولته بالمسِيد فتعلم القراءة والكتابة والحساب وبعضَ سور المفصّل على الشيخ أحمد بن عبد السلام الدّهْرِي رحمه، الذي كان يؤم وفود الحجاج في البواخر التي كانت ترسلها إسبانيا في أول حكم فرَانْكُو للحج دعايةً وسياسة، ثم واصل تعليمه على يد الشيخ محمد بن الراضي الحسّاني، وبعده على الشيخ محمد بن عمر بن تَاوَيْت الودراسي، وعليه أتم حفظ القرآن واستظهره أمامه على العادة الجارية عند المغاربة.
وقد آتاه الله ذهنا وقادا وذاكرة قوية حيث حفظ في مدة يسيرة أيام طفولته متن الآجرومية، والمرشد المعين وألفية ابن مالك، وبعض مختصر خليل على يد الشيخ محمد زيان، وتلقى على والده النحو بالآجرومية والألفية إلى باب الترخيم، ثم التحق بالدراسة النظامية بالمعهد الديني بالجامع الكبير نحو عامين ودرس الفقه المالكي على الشيخ عبد السلام بن أحمد علال البَختي الودْراسي، والنحو على المختار الناصر.وانتفع بدروس الأديب الشاعر الفقيه المعدَّل ابن علال، ودروس الحديث والسيرة للفقيه المؤرخ وزير العدل أحمد بن محمد الرَّهوني، ، والفقيه المدرس محمد بن محمد الفَرْطاخ اليَدْرِي.
وخلال دراسته بالمعهد ظهر نبوغه وطموحه الفكري في الدعوة ونقد الواقع السياسي فأصدر مع طلاب المعهد الديني أول مجلة خطية باسم “أفكار الشباب”وبعد خروجه من المعهد عرض عليه جماعة من الطلبة المشاركة في نشاطهم الثقافي، وكان يتولى إدارة المعهد أستاذ عميل للإسبان، فحاصر نشاطهم برقابته المستمرة، ثم أصدر عام 1954م مجلة “الحديقة”وهي مجلة أدبية ثقافية دامت خمسة أشهر، ثم توقفت .
كما أصدر جريدة “البرهان”الخطية لانتقاد وتعرية سياسة الاستعمار الإسباني الذي جثم على شمال المغرب، ورسخ الفساد في التعليم والأخلاق وأمعن في اضطهاد الطلبة، والتضييق عليهم، ولم يصدر منها إلا العدد الأول، فكتب مدير المعهد رسائل إلى رئيس الاستعلامات الإسباني «بِلدا»يُخبره باستفحال نشاط الطلبة السياسي بعد صدور الجريدة وما يكتُبه فيها محمد بوخبزة من خارج المعهد مع كونه متهما بالوطنية، من مقالات تمس بسياسية إسبانيا، واستدعاه الأمين التمسماني مدير المعهد الديني الإسلامي وهدده، ولما أيِسَ منه كتب إلى الباشا “اليزيد بن صالح الغُماري”بمثل ما كتب به إلى «بِلدا»فسأله الباشا عن التهمة فأجابه بأن رئيس الاستخبارات الإسباني حقق معه في هذه القضية ولم يجد شيئا، فغضب الباشا واحتدّ، وأمر به إلى السجن، فتدخلُّ بعض الأعيان وأطلق سراحه.
الشيخ محمد الأمين بوخبزة والدعوة السلفية بالمغرب
نهل شيخنا محمد الأمين بوخبزة من منابع المدرسة السلفية المغربية بعد أن يسر الله له سبل اللقاء بعلامة السلفية بالمغرب الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله أيام شبابه، فلازمه وانتفع بدروسه في التفسير والحديث والأدب.
وكان شيخنا تقي الدين الهلالي([3]). يومئذ قد رجع من رحلته إلى ألمانيا عام 1942م حاملا رسالة من الشيخ أمين الحسيني إلى الشيخ عبد الخالق الطريس تتعلق بإصلاح حال المسلمين شمال المغرب، واستقر بتطوان وساهم في إحياء الحركة السلفية والنهضة الفكرية الأدبية في المغرب بعد صراع مع قادة الإسبان الذين توجسوا منه خيفة أن يكون مبعوثا من الألمان لتخريب الأطماع السياسية للإسبان ([4]).
صلة الشيخ محمد بوخبزة بالشيخ تقي الدين الهلالي
بدأ الشيخ تقي الدين الهلالي دروسه في الجامع الكبير بتطوان، بالدعوة إلى التوحيد، ونصرة السنة وشغل الناس بآرائه وأفكاره التي طارت كل مطار، وصار له أتباع يحضرون دروسه ويلتزمون السنة، كان من أجلهم واذكاهم شيخنا محمد الأمين بوخبزة ونخبة من طلاب المعهد الديني الإسلامي.
وكان الشيخ أحمد بن الصديق حينئذ قد رجع من رحلته إلى مصر، وبدأ دعوته بطنجة، وقد حرص الشيخ تقي الدين الهلالي ألا يططدم معه، وألا يتعرض لشخصه، لكن أحمد بن الصديق كان يشنع عليه بأنه داعية غريب قدم من بلاد الألمان يلبس اللباس الإفرنجي، فكيف له أن يهاجم الصوفية ويدعو إلى السنة وينشر مقالات في صناعة الحديث. واتهمه بأنه يسعى لنشر الفتنة بين المسلمين، وأنه يُعادي أولياء الله الصالحين.
وقد عاش شيخنا محمد الأمين بوخبزة تلك الأجواء المفعمة بالمنازلات العلمية والردود والانتقادات التي جرت بين تقي الدين الهلالي وبين أحمد بن الصديق وتلاميذه من الصوفية الجامدين على تقاليد وطقوس الزوايا. لكن كان ثمة جانب مشرق لدى المدرسة الصديقية للمحدث الشيخ أحمد بن الصديق في نصرة السنة ومحاربة التقليد في مسائل الفقه والفروع، مما لايتعارض مع عقائد الصوفية.
وقد كان الاهتمام بنصرة السنة ونبذ التقليد هو ما حرص الشيخ تقي الدين الهلالي أن يتعاون فيه مع الشيخ أحمد بن الصديق بدعوة من أخيه الشيخ الزمزمي رحمه الله، وقد أثر ذلك في منهج شيخنا إبي أويس في سلوك منهج السلفية في الدفاع عن الإسلام على نهج السلف الصالح، ومعاشرة كل طائفة على أحسن ما عندها، وبعد خمس سنين غادر الشيخ تقي الدين الهلالي مدينة تطوان إلى خارج المغرب .
ولما توفي والد الشيخ أبي أويس عام 1367هـ تقلص نشاطه انشغالا بوالدته وإخوته، لكنه لم ينقطع عن الدراسة والمطالعة، ثم زار مدينة فاس ومكث بها أياما أخذ فيها دروسا على الشيخ العلامة محمد بن العربي العلَوي بالقرويين في أحكام القرآن لابن العربي، وثم لقي الفقيه القاضي أحمد بن تاوَيْت فعرض عليه العمل معه كاتبا في العدلية بعد أن عينته وزارة العدل قاضيا، فاضطرته الحاجة إلى قبول هذا العمل، وقد ظل رجلا زاهدا في الدنيا قانعا بما قسم الله له.
ثم بعد هذه الأحداث انقطع عن كل نشاط من هذا القبيل وعكف على التدريس والكتابة، ونشر مقالات كثيرة في عدة صحف ومجلات كمجلة «لسان الدين» التي كان يصدرها تقي الدين الهلالي وخلفه على رئاسة تحريرها بعد سفره عبد الله كنّون ومجلة “النصر”و “النبراس”، وأخيرا جريدة “النور”وغيرها، كما نظم قصائد كثيرة معظمها في الإخوانيات ضاع أكثرها.
صلة الشيخ محمد الأمين بوخبزة بالمحدث أحمد بن الصديق الغماري
لما رجع الشيخ المحدث أحمد بن الصديق الغماري من مصر من رحلته العلمية، واستقر بمدينة طنجة، تعرف إليه شيخنا محمد الأمين بوخبزة أيام شبابه عن طريق والده رحمه الله. يقول شيخنا أبو أويس : «عرفته بطنجة في سن المراهقة حيث كنت أذهب مع والدي كل شهر شوال لحضور ذكرى وفاة والده شيخ الطريقة الدرقاوية بطنجة، وكانت هذه الذكرى موعد موسم حافل بالبدع والمنكرات و الفضائح؛ حيث يقوم سكان أغلب الأحياء بطنجة بإقامة موكب يخرج من الحي بالأعلام و الطبول حاملين الهدايا لضريح الشيخ الواقع بحومة (أمراح) فلا تسل عن الاختلاط، وصياح السكارى و الهتاف باسم الشيخ، و بعد وصول الموكب إلى الزاوية يخرج الشيخ أحمد من حجرته التي يستقبل فيها الضيوف القادمين من فاس و تطوان والقصر الكبير والبادية، و يترأس حلقة الرقص الذي يسمى “الذكر”!!».
وقد شهد بعد ذلك ما جرى له مع تقي الدين الهلالي من منازلات علمية، فتبين أن الرجل لا يمكن أن يُتبع في منهجه ومشربه الصوفي الطرقي، وإنما يُستفاد من علمه في مجال صناعة الحديث، ونُصرة السنة في مجال الفروع، نظرا لسعة اطلاعه ورسوخ قدمه في هذا الشأن، فكاتبه وجالسه وأجازه إجازة عامة بما تضمنه فهرسه الكبير والصغير. وقد كان للشيخ أحمد بن الصديق أثر ظاهر في نبذ التقليد ونشر السنة في مسائل الفروع وإحياء صناعة الحديث بالمغرب، وكانت له منازلات مع متعصبة الفقهاء المتأخرين من أهل شنقيط وفاس وغيرهم، أمثال ابن مايبا، أما في مجال العقيدة والسلوك فقد غلبه مشربه الصوفي حتى دخل في مضايق لم يسلم من جرائرها، وكان لديه نزوع نحو التشيع حيث نال من بعض الصحابة رضي الله عنهم كمعاوية، وسمرة بن جندب وابن الزبير([5])
رحلاته وصلته بعلماء السلفية بالمشرق
كانت أولى رحلات شيخنا المحدث أبي أويس رحمه الله الرحلة الحجازية عام 1382هـ إلى الحرمين الشريفين لحج بيت الله الحرام، دامت ثلاثة أشهر، وقد رحل فيها مع جماعة من أهل تطوان منهم الفقيه القاضي الشيخ أحمد بن تاويت رحمه الله عن طريق البر، وزار خلالها مدن الجزائر و تونس و ليبيا، ووقف بها على المآثر الإسلامية وآثار العلماء ثم انتقلوا إلى مصر، وفيها صادر الظلمة من رجال الأمن بميناء الإسكندرية سيارتهم ظلما وعدوانا، فاضطروا إلى السفر إلى جدة بالطائرة بعد أن وضاق عليهم وقت الحج. وبعد انتهاء الحج رجع مع رفقته بحرا إلى الأردن ثم سوريا ولبنان، ومنه بحرا إلى الإسكندرية ثم قفل إلى المغرب بحرا عن طريق برشلونة.
وقد هيء الله تعالى له في بداية هذه الرحلة اللقاء بالشيخ المجاهد علامة الجزائر البشير الإبراهيمي رحمه الله، يقول الشيخ أبو اويس رحمه الله «رأيت الشيخ عيانا و علامة الهرم و الإعياء بادية عليه، و عاهة العرج كبيرة، فجلسنا في حجرة متواضعة لا أثاث فيها و لا فراش إلا بساطا متواضعا و منضدة صغيرة جدا عليها جرائد و مجلات و عصا الشيخ، و بعد حديث قصير اعتذر الشيخ عن خلو البيت قائلا بأن أثاثه وكتبه و أهله ما زالوا بالقاهرة، و أن الإخوان (يقصد الحكام من جبهة التحرير : ابن بلة و رفاقه) لم يخصصوا له مكانا مناسبا واسعا يسعه، و تحدث بمرارة عن جفوتهم له، و أنهم لم يمنحوه إذنا بزيارة المغرب للاتصال بإخوانه من معارفه من زعماء المغرب و علمائه، وسمى لي عددا منهم ما زلت أذكر : ابن العربي العلوي و كنون و داود و علالا الفاسي و غيرهم»([6])
ولقي بتونس الشيخ الفاضل ابن عاشور ووالده الشيخ الطاهر بن عاشور رحمهما الله، وذاكرهما في مسائل فقهية وتاريخية، ووقف على مشاهد ومآثر كثير من علماء المالكية بالقيروان، كأبي زمعة البلوي، و ابن غانم، و سحنون، و ابن أبي زيد و القابسي وأبي عمران الفاسي، واللخمي بصفاقص ومسجد عقبة بن نافع الذي هو أقدم الآثار الإسلامية بالقيروان.
ومن طريف ما نقله في هذه الرحلة التونسية خلال زيارة مغارة أبي الحسن الشاذلي: «وما زلت أذكر أن بالمغارة صورة محراب منقور بالصخر ، وقد حضر الفقيه ابن تاويت خشوع كبير وجلس ودعا وتأسف كثيرا لعدم وضوئه فكان يصلي ثمة ركعات وعجبت لصنيعه هذا مع اشتهاره بالسلفية»([7])
كما لقي في رحلة لاحقة لتونس الشيخ الشاذلي النيفر ت 1418هـ رحمه الله بمكتبته بالعاصمة، التي تضم كتبا قيمة و مخطوطات نادرة.وحدثه شيخنا أبو أويس عن«عمدة الراوين في تاريخ تطاوين»في خمس مجلدات للشيخ أحمد بن محمد الرهوني التطواني فعجب لذلك، وكان يتمنى رحمه الله أن تكتحل عيناه بمطالعته ومطالعة تاريخ تطوان للشيخ الفقيه داود، لكن المنية أعجلته وحالت دون ذلك.
كما كانت له صلة قوية بالشيخ الدكتور محمد أبو الأجفان التميمي القيرواني الذي زاره قديما بالمكتبة العامة بتطوان وأهداه مؤلفات نفيسة من تحقيقاته وجرت بنهما مراسلات ناهزت المائتين في مسائل العلم و النشر والكتب والمخطوطات. وكان شيخنا حريصا على لقاء الشيخ محمد محفوظ مؤلف “معجم المؤلفين التونسيين”لكن وجده قد توفي قريبا فاشتد به الحزن والأسى لفوات ذلك، لما امتاز به الشيخ رحمه الله من اطلاع واسع وتحقيق.
وفي بلاد ليبيا زار شيخنا مدرسة للقرآن الكريم قرب مرقد الشيخ زروق رحمه الله بمصراتة، وجال في طرابلس وبنغازي التي رأى أنها لا تمتاز عن طرابلس سوى بمزيد من الفقر، وذلك قبل أن يُكتشف البترول، ووقف بها على قبر الشهيد «عمر المختار» رحمه الله. ومر على مدينة درنة وما بها من مشاهد الصحابة كقيس بن زهير البلوي وغيره رحمهم الله.
كما دخل مدينة الزاوية، وشاهد بها قبر الصحابي رويفع بن ثابت الأنصاري رحمه الله، ودخل اجدابيا التي ينتسب إليها أبو إسحاق ابن الأجدابي العالم اللغوي الشهير صاحب “كفاية المتحفظ و نهاية المتلفظ”الذي درسه شيخنا بالجامع الكبير بتطوان لأنه كان مقررا لطلبة الابتدائي، وكذا مدينة سرت وطبرق، وقرية سواكن معقل الإباضية الخوارج.
ثم رحل إلى الإسكندرية والإسماعيلية والقاهرة، وكان يحكمها يومئذ جمال عبد الناصر زعيم القومية العربية، وقد رآه الشيخ في موكب لصلاة الجمعة بالأزهر، وزار الشيخ بمصر كثيرا من المشاهد والمآثر التاريخية الإسلامية، ولقي بعض العلماء نظرا لضيق وقت الحج، منهم الشيخ أحمد الشرباصي، ومحي الدين عبد الحميد، وزار قبر الشيخ أحمد بن الصديق الذي كان قد توفي قريبا من ذلك العهد، كما زار منزل الشيخ عبد الله بن الصديق الذي كان سجينا محكوما عليه بالإعدام بمصر لاتهامه بالجاسوسية، إلى أن أطلق سراحه لاحقا بشفاعة من الملك الحسن الثاني رحمه الله لدى أنوار السادات.
ثم سافر مع رفقته إلى الحجاز بالطائرة عن طريق الظهران، ونزلوا بالمدينة النبوية قبل أيام مناسك الحج، وبعد أيام سمع من خلال الشيخ أحمد بن تاويت أن الشيخ الألباني حضر حفل تخرج طلاب الجامعة الإسلامية مع الشيخ ابن باز .ففرح بذلك حيث كان قد قرأ مقالات للشيخ الألباني في مجلة «التمدن الإسلامي»كما سمع قديما من الشيخ احمد بن الصديق ثناء على الألباني في صناعة الحديث.
يقول شيخنا «لما سمعت الفقيه ابن تاويت يذكر هذا تاقت نفسي لرؤية الشيخ و الاجتماع به فأخبرني الفقيه أنه يصلي بالحرم باستمرار ، فاتفقت معه على إرشادي إليه في صلاة العشاء ، و هكذا تم اللقاء بحمد الله على باب عبد المجيد ، فرأيت كهلا طوالا أصهب كأنه من رجال الإنجليز فسلمت عليه و رحب بي و استدعاني فخرجنا وامتطينا سيارته و قد امتلأت بأطفاله. وأضافنا ببيته على الماء والبطيخ الأحمر (الحَبْحَب) معتذرا بسفر زوجته. و قد قضيت معه ساعات مباركة في المذاكرة ، و الفقيه ابن تاويت و شقيق الشيخ و اسمه منير ، نائمان يُهَوِّمان جالسين. وناولني الشيخ في أثناء المذاكرة مخطوطة فهرسه لكتب حديث الظاهرية الذي طبع منتخبه بعد ذلك بدمشق، ورسالته في الصلاة، و أخرى في صلاة التراويح، و كان قال لي بأنه لا رواية له، و أنه يعتبر ذلك شيئا لا طائل تحته، و أن الشيخ راغب الطباخ الحلبي أجازه بدون طلب، فأشرت له بالإذن بالمناولة التي تمت بيننا،و هي من أنواع الرواية و التحمل،فوافق جزاه الله خيرا»[8].
وقد لقي في مكة الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليمني برهة من الزمن، وبعد أداء مناسك الحج رحل مع الرفقة المغاربة إلى بلاد الشام عن طريق العقبة بالباخرة وحدثت عاصفة بحرية هوجاء لطف الله بهم فيها، وجال شيخنا في عمان، ثم رحل إى دمشق وزار المكتبة الظاهرية بها، ووقف على كثير من مشاهد العلماء والقادة الفاتحين كصلاح الدين الأيوبي، ومدارس العلم الشامية، والتقى بها بعلامة الشام السلفي «محمد بهجت البيطار» واستفاد منه، وكان يومئذ مشتغلا بتحقيق كتاب جده “حلية البشر في تراجم أعيان القرن الثالث عشر”وبلغه هناك خبر «عبد الله الحبشي الهرري» الضال المبتدع زعيم الأحباش، وكان يود أن يلقاه ويتباحث معه لكنه كان مريضا ببيروت.
وختم شيخنا رحلته هذه بالعودة عن طريق سفينة تركية كانت متجهة إلى اسبانيا مرورا بنابولي ومرسيليا، زاروا خلالها مآثر الإسلام بالأندلس، وذلك بعدما يئسوا من استرجاع سيارتهم التي اشتروها لرحلة الحج.
فقد صادرها الظلمة النصابون البلطجية من رجال الأمن بالإسكندرية وباعوها، ونهبوا ثمنها بتواطئ مع سائق الوفد أحمد الفاسي الذي نالته بعد ذلك دعوات المظلومين بفقدان وظيفته وتشرده في ديار أروبا وذهاب بصره نسال الله السلامة والعافية!!
مواقف الشيخ محمد الأمين بوخبزة في الدفاع عن السنة
ظل شيخنا أبو أويس رحمه الله متمسكا بنصرة السنة ومنهج المدرسة السلفية، راسخا لايتزحزح في ذلك ولايقبل فيه أي تساهل أومساومة، رغم دراسته واستفادته من أحمد بن الصديق، وما حصل منه من ظاهر المتابعة والتلمذة وفرط الثقة بما كان يمليه الشيخ أيام الطلب، ولذلك لم يستسغ ما اصطدم به في مجالسه من العجائب والشواذ التي كان ابن الصديق يمعن في نشرها بين طلابه ومريديه.
فكرس شيخنا أبو أويس رحمه الله زمنا طويلا من حياته لرد شبهات أهل الأهواء، ونقد تراث أهل البدع، من زعماء الطرق الصوفية وأحبار الشيعة الرافضة، وتحذير شباب الصحوة الإسلامية من الوقوع في شباكهم التي نصبوها لاصطياد الخلق، وقد فضح في رسائله ومجالسه كثيرا من الخبايا ومساوئ الزوايا، وبلايا مشايخ الصوفية والشيعة. حيث كانت له وقفات مع الشيخ أحمد بن الصديق، وبيان حقيقة ما اضطلع به من نشر أفكار ورسوم التصوف وبلايا التشيع بالمغرب، وكذا عبد الحي الكتاني، ومحمد بن عبد الكبير الكتاني، ورد ما اعترى فكرهم من الأهواء والمزالق التي أضرت وشوشت على ما اشتغلوا به من علم الصناعة الحديثة.
يقول شيخنا أبو أويس: «وقد ابتلي المغرب ببعض هؤلاء الذين درسوا بالأزهر وخالطوا الزيدية واستجازوا علماءهم وتلقوا عن أعلام الروافض واستجازوهم، كمحسن العاملي، وعبد الحسين شرف الدين ومحمد الحسين آل كاشف الغطاء من الإمامية , ومحمد بن عقيل الحضرمي الزيدي. ثم عاد بعضهم إلى المغرب بعد أن تشبع بهذا الفكر المريض يحمل معه مآت الكتب الشيعية, وما زلت أذكر كيف كان يبشر بكتاب «النصائح الكافية لمن يتولى معاوية» لابن عقيل في طبعته الأولى الحجرية بسنغافورة، ويحث على مطالعته، كما أذكر -والألم يملأ جوانحي- كيف كان يلقن جهلة الفقراء والمريدين لعن عدد من الصحابة.
ووقعنا في ذلك لفرط ثقتنا بالرجل وعلمه، ولكثرة سماعنا إملاءه أحاديث المثالب التي كان يراها أصح من الصحيح, كما سمعنا منه -وهذا بيت القصيد- الاستهانة بالبخاري وصحيحه، وتصريحه بوجود الكذب والباطل فيه، وهذا شيء لا عهد لنا به حتى سمعناه من هذا الرجل المسؤول الأول عن بذر التشيع والرفض بالمغرب، فعليه وزره ووزر من عمل به إلى يوم الدين، وقد وصم البخاري في كتابه “جؤنة العطار”بأنه نويصبي ( تصغير ناصبي أي عدو لأهل البيت ) ومن فواقره المتعلقة بالموضوع تصريحه في رسالة خاصة أن معظم الصحابة كانوا يكرهون علي بن أبي طالب ويبغضونه، ونسي أنه حكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بالنفاق، عملا بحديث (… ولا يبغضك إلا منافق ) وأنه يلزم على حكمه هذا نفاق معظم الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم و لعن مبغضهم وسابهم. ولاغرو بعد هذا أن ينتشر التشيع والرفض بالمغرب، وتفتح في طنجة (مكتبة عبد العزيز بن الصديق ) الخاصة باستيراد كتب الروافض وبيعها دون سواها» ([9]) .
كما رد على مبتدعة الصوفية في مسالكهم البدعية في الذكر والرقص جماعة، حيث قال رحمه الله «وهذا ما كنا استنكرناه على الغماريين خصوصا الشيخ عبد الله بن الصديق مؤلف إتقان الصنعة قي أحكام البدعة، الذين تمسكوا ببعض الأوضاع في زاويتهم بدعوى الحفاظ على السنة والوارد، كما فعلوا بصلاة الجمعة في زاويتهم، وأجازوا بدعا كثيرة فيها، منها الذكر جهرا عقب الصلاة بصيغ وأعداد مبتدعة، والذكر بالألحان عقب الأذان، والتهليل قبيل الفجر ، وقراءة أحزاب الشاذلي، وممارسة الرقص والغناء بالطبل وآلات الطرب بدعوى أنها داخلة في البدعة الحسنة، وتشهد لها الأصول !!!»([10])
وقال في موضع آخر «وهؤلاء الغماريون بطنجة يجيزون كبائر الذنوب بدعوى أنها خير، تشهد لها الأصول، كالرقص والغناء والتّسول بالذكر في المدن والقرى والبوادي، وغفلوا عن كلمة ابن مسعود في حديثه العظيم :”وكم من مريد للخير لن يصيبه”.!!»([11])
ورد كذلك على متعصبة فقهاء الوقت في نصرتهم لبدع الفروع بمحض الهوى وإنكار السنن ونبذها بالعراء. كقول بعضهم بوجوب السدل وتحريم القبض في الصلاة، ومنهم الفقيه محمد بن محمد كريكش، والطاهر اللهيوي، والمهدي الوزاني صاحب النوازل الذي كان معروفا بتعصبه واستحسان البدع، وقد ألف رسالة طبعت في نوازله، انتصر فيها لبدعة السدل، ردا على الشيخ المسناوي والشيخ المكي بن عزوز التونسي، ومحمد بن عبد الكبير الكتاني، وقد طبعت بأمر السلطان عبد الحفيظ وقرظها عدد من فقهاء فاس تزلفا للسلطان. فقال الشيخ أبو أويس «وقد قاء الوزاني عفا الله عنا وعنه ما في معدته من نتن وسموم ،في هذه الرسالة الخبيثة ،فلم يقتصر على كراهة القبض واستحباب السدل ،كما هو مشهور عند المالكية المتأخرين،بل لج في الهوى والضلال، فأيد ما أفتى به بعض المتهورين من أقرانه من وجوب السدل وتحريم القبض، ويظهر أن الخبيث العروسي اللهيوي لم يعرف هذه الرسالة، ولو عرفها لقرت بها عينه، وطار بها فرحا»([12])
كما كان لشيخنا رحمه الله مقام الريادة في الرد على شبهات جماعة العدل والإحسان إبان انتشار دعاواهم العريضة من خلال ما زعموه من تواطئ الرؤى والمنامات قبيل عام 2006م([13])، على أن المستقبل السياسي سيؤول لهم وما روجوه لدعم تلك المنامات والمشاهدات في اليقظة من قصص عجيبة وغريبة، رد عليهم فيها نخبة من علماء المغرب والمشرق، وعلى رأسهم شيخنا العلامة محمد الأمين بوخبزة.
وقد هدى الله بسبب ذلك خلقا منهم لاسيما بعد مرور السنين والايام واتضاح أن تلك الأساطير كانت مجرد أوهام وخيالات، لُبس على كثير منهم فيها، بسبب قلة العلم ومجاراة الدعاوى التي لاتستند إلى دليل شرعي . وقرر شيخنا رحمه الله أن مثل هذا الادعاءات في بلاد المغرب سبقهم إلىها زعماء الطرق الصوفية، وأرباب المخاريق والدجل من المتنبئين وأدعياء المهدوية في تاريخ المغرب ممن مضوا ولم ينالوا شيئا بهذه الأهواء المضلة.
آثار الشيخ محمد الأمين بوخبزة في العلم والتحقيق
كان شيخنا المحدث محمد الأمين بوخبزة أحد العلماء الراسخين، صاحب قلم سيال، وذهن وقاد، وقريحة نادرة في استحضار النصوص والشواهد، ونباهة منقطعة النظير في التحقيق والتدقيق، والإحاطة بأسامي المؤلفات المخطوط منها والمطبوع، وقد نفع الله بجهوده عالما من الناس في خدمة وإنقاذ التراث المخطوط في المغرب، حيث كتب ونسخ بيده مآت النسخ من المخطوطات التي عفى عليه الزمن وتوالت عليها صروف الدهر، ونوائب الحدثان، وكادت أن تضيع في رفوف الإهمال والنسيان.
أما في مجال التحقيق والتدقيق فكان آية من آيات الله في ذلك، إذا سئل عن مسألة تفتق كالسيل الهادر، مفصلا أصولها وما يتعلق بها مصادر الأدب واللغة والتاريخ والفقه والأصول والسير وغيرها.
أما علمه بحقائق التاريخ وسير الرجال لاسيما تاريخ المغرب والأندلس، فبحر عجاج، وسيل متدفق متلاطم الأمواج، فكم من حقائق مغيبة كشفها، وكم من روايات تاريخية مزورة حققها، وكم من أسماء مصحفة وتراجم مشتبهة دققها وميزها، حتى صار مرجعا للباحثين في هذا الشأن.
وقد انتفع به عالم من طلبة العلم والعلماء الباحثين والمحققين مشرقا ومغربا، ممن رحلوا إليه، أو راسلوه وكاتبوه في شأن المخطوطات منهم الشيخ عبد الفتاح أبو غدة، وحسن مشهور آل سلمان، وشيخنا أبو إسحاق الحويني، والشيخ محمد أبو الأجفان، وأعلام من الباحثين المغاربة الذين انتفعوا بتعليقاته على المخطوطات.
وقد سرق بعضهم جهوده، وادعاها لنفسه، وبنى مجده العلمي المزور على جهود الشيخ، لكن الله أعلم بالخبايا والنوايا. ومع الأسف أن هؤلاء المتلصصة تجدهم من أصفق الناس وجها، لما اعتلوا مناصب الدنيا، قلبوا ظهر المجن للشيخ، وضربوا الذكر صفحا عن فضله عليهم، ولم يكلفوا أنفسهم عناء التأدب والحضور في جنازته، وعند الله يومئذ تجتمع الخصوم!!
مؤلفاته وآثاره
نشر شيخنا بعض مؤلفاته، وتأنى في طباعة كثير منها كما هي عادة فحول العلماء المغاربة الذين لايستعجلون في النشر والإذاعة لكل ما يكتبون، كما عرف عن الإمام الشاطبي رحمه الله، وغيره، وذلك من أجل إتاحة فرصة لطول التأمل والتحقيق والمراجعة، حتى يخرج الكتاب في أحسن حلة، وقد طالت مسيرة التأليف لدى شيخنا مع بعض مصنفاته عقودا من السنين، ﻷنه أردها جامعة لدرر ما جمعه وحققه خلال مسيرته العلمية. وكان يشمئز من عجلة بعض المشارقة في التاليف والنشر ، طلبا للشهرة ويقول كما حدثنا بذلك في بيته بتطوان «حال هؤلاء كحامل خبز إلى صاحب فرن على عجل».
و من أجل هذه المؤلفات «جراب الأديب السائح»، في 15مجلدا. الذي يعد موسوعة علمية جمع فيها فنونا من الأدب والتاريخ والفتاوى والمسائل النادرة، وقد مضى فيه على سنن السلف الماضين كأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي صاحب كتاب الفنون، وابن الجوزي صاحب صيد الخاطر، ومحمد بن عمر ابن رشيد السبتي 721ه صاحب ملء العيبة بما جمع في طول الغيبة، في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين مكة وطيبة.
ومنها كذلك «الشذرات الذهبية في السيرة النبوية» .و«صحيفة سوابق وجريدة بوائق» وقد ضمنها انتقاداته للشيخ ابن الصديق في مسائل العقيدة. وفتح العلي القدير في التفسير. ونظرات في تاريخ المذاهب الإسلامية، وملامح من تاريخ علم الحديث بالمغرب. ونشر الإعلام بمروق الكرفطي من الإسلام. الذي رد به على الشيخ عبد الله التليدي الكرفطي، ونقل النديم وسلوان الكظيم. رونق القرطاس ومجلب الإيناس. تحصين الجوانح من سموم السوائح وهي رسالة عقب بها على رسالة السوائح لعبد العزيز بن الصديق، والأدلة المحررة على تحريم الصلاة في المقبرة . وأربعون حديثا نبوية في النهي عن الصلاة على القبور واتخادها مساجد، ودروس في أحكام القرآن من سورة البقرة،. وإبراز الشناعة المتجلية في المساعي الحميدة في استنباط مشروعية الذكر جماعة. وديوان الخطب. والنقد النزيه لكتاب تراث المغاربة في الحديث وعلومه. والجواب المفيد للسائل والمستفيد .«باشتراك مع الشيخ أحمد بن الصديق». وتعليقات وتعقيبات على الأمالي المستظرفة على الرسالة المستطرفة .لابن الصديق الغماري، واستدراك على معجم المفسرين، وعجوة وحشف. ورحلاتي الحجازية. وإيثار الكرام بحواشي بلوغ المرام. والتوضيحات لما في البردة والهمزية من المخالفات، وتحقيق جزء من التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد لابن عبد البر النمري، وتحقيق أجزاء من الذخيرة للقرافي المالكي طبع في 13مجلدا. وتحقيق أربعون حديثا في الجهاد لعلي بركة الأندلسي. تحقيق الرسالة الوجيزة المحررة في أن التجارة إلى أرض الحرب وبعث المال إليها ليس من فعل البررة للفقيه محمد الرهوني. وتحقيق وصية ابن عمار الكلاعي لإبنه. وتعليق على الرائية لإبن المقرئ اليمني في الرد على الاتحاديين. وتحقيق جزء من النوادر والزيادات لابن أبي زيد القيرواني .طبع في 14مجلدا. وفهرس مخطوطات خزانة تطوان. وتحقيق شهادة اللفيف لأبي حامد العربي الفاسي. وتحقيق شرح القاضي عبد الوهّاب على الرسالة لإبن أبي زيد القيرواني. وتحقيق سراج المهتدين لابن العربي المعافري .
وقد خلف هذا التراث الضخم الذي انتفع به خلائق من تلامذته مشرقا ومغربا، وستتناوله أيادي الأجيال اللاحقة من الطلبة والباحثين دراسة وبحثا واستفادة. جعل الله ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة،
رحم الله شيخنا المجدد الإمام، وعلم السنة الهمام، فقد كان أمة وحده، وفردا حتى نزل لحده، أحد أعلام الهدى، وأئمة الفضل وبذل الندى، في زمن انقراض العلماء الكرام، وميل الأيام إلى اللئام.
وقد شهدت يوم جنازته كيف ضاقت بأتباعه ومحبيه الطريق، وجاءها الناس من كل فج عميق، رحمة الله عليه تترى ما هبت النسائم، وما ناحت على الأيك الحمائم.
وقد كنت ولله الحمد والمنة أحد من منَّ الله عليهم بشرف الأخذ عنه مشافهة وإجازة، وكان رحمه الله إلى جانب مشايخنا العلامة تقي الدين الهلالي، والشيخ المحدث أبي إسحاق الحويني، والشيخ عبد الله بن المدني، والشيخ العربي التنغراسي، أحد من تعلمنا على أيديهم منهج أهل السنة وعلم الصناعة، ولزوم هدي النبوة وسبيل الجماعة، جزاهم الله عنا خير الجزاء وجعل حظهم من الجنان موفر الأجزاء.
[1] – أخرجه البخاري:100، ومسلم : 2673باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان .
[2] – من قصيدة أبي ذؤيب الهذلي
[3] – أدركت شيخنا تقي الدين الهلالي رحمه الله لما كنت تلميذا من شباب الصحوة الإسلامية بمدينة ميدلت، وحضرت مجالسه في منزله برهة من الزمن أيام الدراسة الجامعية بجامعة مكناس منذ 1982م، وحصلت منه على تزكية في آخر حياته بمدينة الدار البيضاء، قصد متابعة الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية التي لم تتيسر لحكمة أرادها الله، ثم جامعة الأزهر التي منعت منها بسبب حرماني من جواز السفر أيام التشديد الأمني على شباب الصحوة الإسلامية عموما.
[4] – راجع الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة للدكتور تقي الدين الهلالي : 30 .
[5] – انظر البحر العميق ﻷحمد بن الصديق :1 \48، وجؤنة العطار للشيخ أحمد بن الصديق :1\40و2\ 160، 276، 279،
[6] – ملامح من رحلاتي الحجازية للشيخ بوخبزة .
[7] – ملامح من رحلاتي الحجازية .
[8] – ملامح من رحلاتي الحجازية للشيخ بوخبزة .
[9] – مقدمة التشيع والعلمانية والهجمة على السنة النبوية ، بقلم شيخنا محمد الأمين بوخبزة : 3 .
[10] – إبراز الشناعة المتجلية في المساعي الحميدة في استنباط مشروعية الذكر جماعة للشيخ محمد بوخبزة . منشور بموقع أهل الحديث .
[11] – إبراز الشناعة المتجلية في المساعي الحميدة .
[12] – إبراز الشناعة المتجلية في المساعي الحميدة .
[13] – وفي رواية ضعيفة 2010كما قال شيخنا محمد الأمين بوخبزة رحمه، وقد مضت سنون على تلك المبشرات ولم نر لها تجليا في يقظة أو منام!!
(المصدر: هوية بريس)