
الشيخ الشهيد الدكتور أبو بلال نزار ريان
( خاص بالمنتدى)
السيرة الذاتية
هو نزار بن عبد القادر ريان، وُلِد في مخيم جباليا في 26 شعبان 1378هـ (6 مارس 1959). تعود أصول أسرته إلى قرية نعليا، إحدى قرى مدينة المجدل عسقلان. متزوج من أربع سيدات، ولديه ستة أولاد ذكور وست بنات. ابنه الثاني إبراهيم استشهد في عملية فدائية عام 2001، بينما استشهد أخوه الأصغر واثنان من أولاد أخيه في محرقة غزة.
تلقى تعليمه الأكاديمي في السعودية والأردن والسودان، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض عام 1402هـ (1982م). تتلمذ على يد الشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ الجبرين وغيرهما، وعُيِّن معيداً في الجامعة الإسلامية. ثم حصل على شهادة الماجستير من كلية الشريعة بالجامعة الأردنية بعمان عام 1990 بتقدير ممتاز، تخصص حديث. وبعد ذلك، نال شهادة الدكتوراه في الحديث الشريف من جامعة القرآن الكريم بالسودان عام 1994، ثم حصل على رتبة الأستاذية عام 2004. درس على يد مجموعة من مشايخ الجهاد مثل عبد الله عزام وسعيد الحوا وأحمد ياسين.
أُعتقل عدة مرات من قبل الاحتلال الإسرائيلي وتعرض للتعذيب في سجونهم تحت إشراف محمد دحلان وآخرين…
نشاطه وجهوده الدعوية
عمل الشيخ أستاذاً في علم الحديث بكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة، ثم عُيِّن رئيساً لقسم الحديث الشريف. كان لديه دروس يومية في المسجد بعد صلاة الفجر، وكان مفتيًا يجيب على فتاوى الناس في جلسات عصرية يومية. أشرف على عشرات المساجد وعدة حلقات قرآنية. سبق له أن عمل خطيباً وإماماً لمسجد الخلفاء الراشدين في مخيم جباليا خلال ثمانينات وتسعينات القرن العشرين.
تأثر بالشيخ وتربى على يديه عدد من قادة المجاهدين، منهم عبد العزيز الرنتيسي وسامي أبو زهري ومشير المصري. وله دور كبير في محاربة التشيع. فهو أكاديمي وعالم وداعية إسلامي ومجاهد ومربي وقائد سياسي وعسكري في حركة حماس.
نشاطه العسكري والسياسي
شكل مع مجموعة من قيادات حماس حزب الخلاص الإسلامي في بداية عهد السلطة، وشارك في قيادة حركة حماس في مفاوضات مع الفصائل وخارجها. كما شغل عضوية المكتب السياسي في حركة حماس لعدة دورات متتالية حتى استقالته من عضوية المكتب السياسي عام 2008 للتفرغ للبحث العلمي.
قاد خلال سنوات ما بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة حملة شعبية منظمة هدفت إلى منع استهداف المنازل الفلسطينية بالصواريخ عبر تشكيل دروع بشرية، وكان يصعد مع مئات المواطنين إلى أسطح البنايات مرددين التكبيرات في تحدٍ واضح للاعتداءات الإسرائيلية.
كان الشيخ ريان من أبرز القادة الروحيين لحركة حماس، وقد لعب دوراً مهماً في توجيه المجاهدين في الانتفاضات الفلسطينية. فللشيخ خطب وفتاوى تشجع الشباب على الانخراط في العمل المقاوم. ركز الشيخ ريان على أهمية الجهاد كواجب شرعي، واعتبره وسيلة لتحرير الأرض. له جهود في الوحدة بين الفصائل الفلسطينية وتكاتف الجهود لمواجهة الاحتلال.
ساهم فكر الشيخ ريان في تشكيل هوية المجاهدين من خلال التأكيد على القيم الإسلامية والوطنية، وكان له تأثير كبير في تعزيز مفهوم المقاومة كجزء من الهوية الفلسطينية.
أصدر الشيخ ريان العديد من الفتاوى التي تدعم المقاومة المسلحة، وكانت تصريحاته تحفز الشباب على الانخراط في صفوف المقاومة.
عمل الشيخ ريان على تعزيز الروح الوطنية بين الشباب الفلسطيني من خلال دعوته إلى الجهاد وتعزيز القيم الإسلامية.
بحوثه وكتاباته
نشرت له عدة بحوث ، منها:
- فهرست الحديث الشريف: أصولها وأنواعها
- صحيح الإمام مسلم: أسانيده ونسخه ومخطوطاته وطبعاته
- الإمام البخاري وكتابه الصحيح: دراسة تطبيقية في الشروط والمنهاج
- فوائد ألفاظ الجرح والتعديل
استشهاده
استشهد أثناء الحرب الإسرائيلية على غزة 2008-2009 في قصف جوي صهيوني على منزله في مخيم جباليا، مع زوجاته الأربع وأحد عشر من أبنائه وبناته، تتراوح أعمارهم ما بين العامين والإثني عشر عاماً، في 1 يناير 2009 في جباليا بالقرب من غزة.
فرحم الله الشهيد ريان، فقد كان قائداً روحياً ومجاهداً، وبذلك أثر الشيخ نزار ريان بشكل كبير على فكر المجاهدين في فلسطين، مما ساهم في تشكيل مسار المقاومة الفلسطينية.
إقرأ أيضا:الواقع المرير لأهل السنة في لبنان ووجوب العمل على تغييره