توفي مساء يوم السبت الثامن من آب/أغسطس، الدكتور وهبة الزحيلي عن عمر ناهز83 عاماً. و الدكتور “وهبة بن مصطفى الزحيلي”، أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة من سوريا في العصر الحديث، وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو المجامع الفقهية بصفة خبير في مكة وجدة والهند وأمريكا والسودان.
ورئيس قسم الفقه الإسلامي ومذاهبه بجامعة دمشق، كلية الشريعة، ومن إحدى جهوده انه كان رئيساً في اللجنة الثقافية العليا ورئيساً للجنة المخطوطات بجامعة الإمارات، وأنشأ مجلة الشريعة والقانون في جامعة الإمارات.
حصل على جائزة أفضل شخصية إسلامية في حفل استقبال السنة الهجرية التي أقامته الحكومة الماليزية سنة 2008 في مدينة بوتراجايا.
ولد في مدينة ديرعطية/ ريف دمشق عام 1932، وتخرج بترتيب الأول على دفعته من كلية الشريعة بالأزهر الشريف، عام 1956 ثم حصل على إجازة تخصص التدريس من كلية اللغة العربية بالأزهر، وصارت شهادته العالمية مع إجازة التدريس. كما درس علوم الحقوق وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس عام 1957. ونال دبلوم معهد الشريعة الماجستير عام 1959 من كلية الحقوق بجامعة القاهرة، والدكتوراه في “الشريعة الاسلامية” عام 1963 بمرتبة الشرف الأولى.
أعماله
كانت له أحاديث إذاعية مستمرة في برنامج القرآن والحياة وندوات في التلفزيون في كل من دمشق والإمارات والكويت والسعودية، أيضاً في المحطات الفضائية، إضافة لحوارات مع الصحافة في جرائد سوريا والكويت والسعودية والإمارات وغيرها.
أُعير إلى العديد من الجامعات وكليات الشريعة في ليبيا والسودان وقطر والكويت والباكستان والسعودية والامارات وغيرها، بصفة أستاذ أو للدروس الرمضانية، كما درّس كتابه الفقه الإسلامي وأدلته وكتابه أصول الفقه الإسلامي.
أشرف على الكثير من رسائل الماجستير والدكتوراه في العديد من الجامعات العربية، كما وضع خطة الدراسة في آوخر الستينات لكلية الشريعة في دمشق، وخطة دراسة في كلية الشريعة والقانون بالامارات.
وله العديد من المؤلفات نذكر منها: آثار الحرب في الفقه الإسلامي، مقارنة بين المذاهب الثمانية والقانون الدولي، قضايا الفقه والفكر المعاصر 3 مجلدات , دار الفكر، القانون الدولي الإنساني و حقوق الإنسان , ترجم إلى الماليزية، العالم الإسلامي في مواجهة التحديات الغربية , ترجم إلى التركية و الماليزية.
موقفه من الثورة السورية
أعرب الدكتور “وهبة الزحيلي” عام 2013 عن أسفه الشديد لما آلت إليه الأوضاع ولحالة القتل والتشرد والإبعاد التى يتعرض لها السوريون، معربا عن أمله فى تحسن الاوضاع قريبا، مضيفاً في حديث لـ”وكالة أنباء الشرق الأوسط”: “إن الشعب السورى منقسم حاليا ما بين مؤيد للنظام الحاكم الذى يكيل العذاب للسورين وبين أناس يعانون من الظروف الراهنة ويتعرضون للتنكيل والتشرد والقتل لاصرارهم على موقفهم”.
وأكد أنه لن يغادر سوريا وسيظل يقوم بواجبه العلمي والديني، وعلى ضرورة استمرار دعم علماء الامة ومفكريها للشعب السوري ومساندته حتى يتحقق له ما يريد وينعم بالحرية .