الشباب والصراع الفكري والاهتمام بالسياسة
بقلم د. محمد العبدة
( 1 )
هل انتهى الصراع الفكري الذي يدور حول الإسلام وهل انتقل إلى صراع سياسي عسكري ، صراع مصالح فقط كما يتبادر إلى الأذهان أو كما يظن ، الحقيقة أنه لم ينته بل هو مستمر وفي ازدياد ولكن بأساليب مختلفة ، ففي الجامعات وفي الإعلام سنجد الأكاديميين المختصين المتسلحين بشهاداتهم ( الدكتوراه ) ينقضون بتلميحاتهم وأقوالهم الصريحة أحياناً ما قد تلقاه الشاب المسلم في أسرته أو مسجده ، ينقضون كل ما غرسته التربية الإسلامية وذلك بإثارة الشكوك حول الشريعة الإسلامية ، ثم يأتي الإعلام ليقضي على البقية الباقية من آثار التربية الدينية من خلال عرض نماذج الحياة المعاصرة وكأنها هي الواقع الذي اتفق عليه كل البشر ولامفر من الخضوع له ، هذا الإعلام الذي يقدم أول النهار الغذاء الفاسد والمواد المثيرة للعواطف قبل أن يتناول الإنسان فطوره الصباحي ، نحن نطلب من هذا الشاب شيئاً واحداً أن يفكر تفكيراً هادئاً ويعرف الحق بتجرد وحياد وذلك ليطمئن قلبه عن علم حقيقي .
( 2 )
هل يجب على الشباب الاهتمام بالسياسة وبمعناها الواسع أي الانشغال بالشأن العام ، بالحقوق والواجبات ، سؤال قد يكون جوابه عند البعض أن هذا شيء بدهي ولابد منه ، ولكن الواقع اليوم أننا نرى عزوفاً من الشباب في الانخراط في السياسة وهموم الأمة ، وهذه ظاهرة تحَتاج لمعالجة لأن الشباب فيه الذكاء والاندفاع والهمة والنشاط ، فكيف يبتعد عن هذا الواجب ، والأمة لها ديَنٌ عليه ولو أن يقوم ببعض الواجب لمصلحتها . إن الشباب بحاجة لثقافة عامة ليكونوا على وعي بإمكاناتهم وحتى يكون عندهم الانتماء والاعتزاز بحضارتهم ودينهم ، وذلك حتى لا يقعوا في مهاوي الرفض لكل شيء الماضي والحاضر بطريقة بلهاء ساذجة ، وحتى لا يقعوا في مرض اللامبالاة التي يعيشها البعض ، فلا بد للإنسان أن يحمل هماً ومبادئ يعيش من أجلها .
(المصدر: المنهل)