السياسة الشرعية للحكومة السورية (٣)

بقلم الشيخ: علي القاضي (خاص بالمنتدى)

•قال الحافظ ابن حجر: ويستفاد منه -أي حديث ترك النبي إعادة بناء الكعبة- أن الإمام يسوس رعيته بما فيه إصلاحهم، ولو كان مفضولاً، ما لم يكن محرمًا’.
فتح الباري ٢٢٥/١

•قال الإمام ابن الأثير : في حديث أبي هريرة في الصحيحين (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء..)
والسياسة: القيام على الشيء بما يصلحه.
النهاية في غريب الحديث ٤٢١/٢

•قال الإمام ابن خلدون: فهي في الحقيقة خلافة عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به
مقدمة ابن خلدون ص٩٧

•وهذه التعريفات ملخصها أن السياسة الشرعية تقوم على حماية حقوق الله تعالى بحفظ دينه والحكم بالشرع حسب الطاقة
وحماية حقوق الناس كالعدل فيهم والرحمة بهم ورعاية مصالحهم الدنيوية من كرامة وحرية وغذاء وكساء الخ ومنع الإضرار والمشقة عليهم ونحو ذلك مما تواترت بالأمر به نصوص الشريعة

•وما عدى ذلك من المتغيرات التي تختلف بحسب الزمان والمكان وعادات الناس كشكل الدولة وطريقة إختيار الحاكم وتفاصيل الحكم والمؤسسات والقوانين والتشريعات والقوانين الإدارية التي فيها مصلحة للناس ولا تصادم الشرع فقد تركها الإسلام للمسلمين في كل زمان ومكان
ففي العقوبات مثلا لم ينص الشرع إلا على بضعة حدود وترك عقاب باقي الجرائم لإجتهاد الحاكم الشرعي في دائرة التعزير بما يكفل حفظ الأمن ومصالح الناس ودفع الضرر عنهم

•وبهذا تكون السياسة الشرعية جمعت بين الثوابت في الحكم وهي قليلة وبين المتغيرات والتفاصيل المختلفة في كل زمان ومكان
وبذلك يصبح الإسلام صالحا للحكم إلى قيام الساعة

اقرأ أيضا: السياسة الشرعية للحكومة السورية (٢)