السويد والإرهاب
بقلم الدكتور عبدالله المَشوخي (خاص بالمنتدى)
تتهم أغلب وسائل الإعلام الغربية الإسلام بالتطرف والإرهاب لا سيما بعد إلصاق تهمة تفجير برج التجارة العالمي بأمريكا عام 2001 بالمسلمين وازداد هذا الشعور بعد تسويق عدة أفلام مصورة بعضها مفبركة لداعش وهي تقوم بحرق وقتل بعض الأفراد وتم ربط كل ذلك بالإسلام والمسلمين.
ومما لا شك فيه أن الإسلام بريء من كل هذه التصرفات المشينة فهو دين رحمة وسلام لكل البشر بل لكافة المخلوقات.
ومعلوم للقاصي والداني من صنع داعش ومن مولها وحماها ودعمها .
وبالنسبة لتفجير البرجين فما زال لغزا مريبا ومحل جدل وتشكيك، وكيف تم استغلاله لتحقيق أهداف دنيئة أهمها تشويه صورة الإسلام والمسلمين.
أما ما يحدث من عنف من قبل بعض أفراد من المسلمين فلا علاقة للإسلام بذلك وإنما هي تصرفات فردية تنم عن جهل وبعد عن تعاليم الإسلام السمحة و لربما تتم بتخطيط محكم من قبل أعداء الإسلام بهدف تشويه الإسلام وإلصاق الإرهاب بالمسلمين.
وما تم في دولة السويد من حرق لنسخة من (القرآن الكريم) في يوم عيد المسلمين وأمام مسجد من مساجدهم وبحماية من قبل الأجهزة الأمنية فهو عين التطرف والإرهاب فهو إرهاب دولة لا إرهاب أفراد .
من المؤسف أن يتم هذا التصرف الهمجي الإرهابي تحت مسمى حرية التعبير ولا أدري عن أي حرية يتحدثون.
فهي حرية الاعتداء والحقد والاستهانة بمشاعر وشعائر ملايين المسلمين.
وهي حرية كاذبة تذكي نيران الحقد والكراهية بين الناس.
وهل يمكن لمتبني هذه الحرية الزائفة أن تمتد أيديهم لحرق التوراة أو الإنجيل؟.
وهل يمكن لهذه الحرية الباطلة الجرأة لحرق علم المثليين؟.
وهل يمكن لهذه الحرية المضللة نقد رواية الهولوكوست؟.
أو الحديث عن همجية دولة الاحتلال تجاه الفلسطينيين؟.
أم إنها حرية مزدوجة المعايير حيث تنتهك حرمات ومقدسات المسلمين فيما تحاسب كل من ينتقد المثليين أو ظلم اليهود باسم القانون.
وتبقي الحقيقة ماثلة مهمها أخفوها وهي حقد صليبي دفين تجاه الإسلام والمسلمين.
في الختام فإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن فلو أن الدول الاسلامية اتخذت قرارات حازمة أمام أي دولة تنتهك حرمة القرآن الكريم من مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية لما تجرأت أي دولة على المساس بالقرآن الكريم ولكن من هان على نفسه كان على غيره أهون والله المستعان.