السلطانة رضية .. أول مسلمة حكمت الهند
بقلم مصطفى الأنصاري
السلطانة رضية بنت ألتمش جلست على عرش سلطنة دلهي فكانت أول مسلمة حكمت الهند..
يُعدُّ شمس الدين ألتمش المؤسس الحقيقي لدولة سلاطين مماليك الهند أو سلطنة دلهي، وقد أراد ألتمش أن يوصي من بعده لأحد من أبنائه.
فلم ير ألتُمش في أبنائه الذكور مَنْ يصلح للحكم من بعده، فأوصى بالحكم من بعده لابنته رضية، ولكن رجال البلاط عهدوا بالملك عقب وفاته إلى الأمير ركن الدين فيروز شاه، إلا أنه لم يهنأ بالملك بسبب الفتن التي عمت البلاد؛ نتيجة تدخل أمه شاة تركان، وكان نتيجة ذلك أن قتل فيروز وأمه سنة 643هــ/1236م، وانتهت الأزمة بأن بايع كثير من الأمراء السلطانة رضية الدنيا والدين بنت ألتمش.
جلست السلطانة رضية بنت ألتمش على عرش السلطنة في عام (643هــ /1236م)، وكانت تتمتع بصفات طيبة من رجاحة العقل، وشجاعة النفس، تحفظ القرآن وتلم بالفقه الإسلامي، ثم تلقبت رضية الدنيا والدين واستقام لها الأمر.
وقد جلست على عرش سلطنة دلهي أو دولة سلاطين المماليك بالهند نحو أربع سنوات سارت فيها على خطى أبيها في سياسته الحكيمة العادلة، لكنها اصطدمت بكبار أمراء الملوك، وحاولت الملكة جاهدة أن تسوسهم، فضلا عن تعقُّبها للمتمردين والثائرين عليها، وكانت تظهر بمظهر الرجال، وتجلس على العرش والعباءة عليها، والقلنسوة على رأسها وتقود جيشها وهي تمتطي ظهر فيلها.
غير أن هذه السياسة لم تلق ترحيبا من مماليك سلطنتها الذين أنفوا أن تحكمهم امرأة، وزاد من بغضهم لهذا الأمر أن السلطانة قرّبت إليها رجلا فارسيا يُدعى جمال الدين ياقوت، كان يشغل منصب قائد الفرسان.
ولم تستطع السلطانة رضية أن تسكت حركات التمرد التي تقوم ضدها، كما كانت تفعل في كل مرة، فاجتمع عليها المماليك وأشعلوا الثورة ضدها، وحاولت أن تقمعها بكل شجاعة، لكنها هزمت، وانتهى الأمر بقتلها في (25 ربيع الأول 637هـ/ 25 أكتوبر 1239م) وتولَّي أخيها السلطان معز الدين عرش البلاد.
(المصدر: موقع “قصة الإسلام”)