مقالاتمقالات مختارة

السكنفل وأعياد الميلاد

السكنفل وأعياد الميلاد

بقلم جلال اعويطا

في بداية كل عام جديدٍ، يُعاد سيناريو الحوار حول الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية، وقُبيل بداية هذه السنة، أثير الجدل مؤخرًا حول تعليق الأستاذ لحسن السكنفل بهذه المناسبة على منبر (هيسبريس)، وقد كان تعليقه يحمل بعض المغالطات التي يجب أن نقف عليها بيانًا للحق وإيضاحاً لتهافتها.

وبشكل عام ثمة إضاءَات نُحيطها بعموم المغاربة لعلها تكشف الأخطاء الكبيرة التي وقع فيها الأستاذ لحسن:

✓ أولاً: كان ولا زال رأس السنة الميلادية اختراعًا وثنيًّا على يد يوليوس قيصر سنة 46 قبل ال‍ميلاد [1] ، ثم رُبط رأس السنة بالتقويم المسيحي على يد البابا غريغوريوس الثالث عشر بابا روما في القرن 16 [2]، لذلك يعرّف هذا التقويم بـ “التقويم الغريغوري”، وطائفة الكاثوليك اليوم يعتبرون رأس السنة “عيد مريم أم الربّ” وهي أكبر طائفة دينية (حوالي 1.2 مليار)، والذي حدث أنه لم يبدأ الاحتفال في اليوم الخامس والعشرين من شهر ديسمبر إلاّ في حدود 354م كما ذكر المؤرخ ول ديورنت في موسوعته [3]، وتزامن ذلك -باختيار الكنيسة- مع موعد ميلاد إله الشمس الذي لا يقهر ميثراس، وعلى ذلك اتهمت بعض الكنائس الشرقية أختها الغربية بالوثنية، فاحتفلت الكنائس الشرقية باليوم السادس من يناير [4]؛ فهو مناسبة دينية محضة تخص طائفة خاصة سواءً اعتبرنا هذه الطائفة طائفة وثنية أو طائفة مسيحية. فيكون الاحتفال في هذا اليوم بالذات سواء رافقه ذلك فسقا أو لم يرافقه من قبيل التشبه المذموم الذي ركزت عليها أحاديث كثيرة، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم “نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تشرق الشمس، وبعد العصر حتى تغرب” [5] ووضح عليه الصلاة والسلام علة النهي بقوله: “إنها تغرب بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار” [6] .

✓ ثانيًا: تاريخ مولد المسيح عليه السلام -ولو على سبيل التقريب- غير معروفٍ، أو على حد تعبير الموسوعة الفرنسية: “عيد الميلاد لا يمثل عيد مولد يسوع بمعنى الكلمة لأن تاريخ مولده مجهول” [7]، فهذه دائرة المعارف الكتابية تشير إلى أنه “لا يمكن أن تحدد بدقة اليوم والشهر اللذين وُلد فيهما يسوع” [8] وثمة خلاف مشهور وكبير بين الكنائس الغربية والشرقية فيما يخص عيد ميلاده عليه السلام، فعلى أي مذهبٍ نحتفلُ بعيد مولده عليه السلام إذا سلمنا جدلا جواز الاحتفال؟ كما أن الأصل في هذا العيد أنه وثنيٌّ، إذ “عيد ال‍ميلاد المحتفل به عادة في 25 ديسمبر أنشئ حوالي سنة 330م، وحدد بهذا التاريخ ليحل محل عيد الشمس التي لا تقهر، الذي كان الوثنيون الرومانيون يحتفلون به في ذلك اليوم” [9] فكيف يُعقل أن نأخذ بتاريخ عيدٍ وثنيّ -ولو لم نعتبر المسيح عليه السلام إلها -؟ أليس في ذلك موافقة على تقليدٍ وثنيّ تحت مسمى “عيد ميلاد المسيح” ونحن نعلم أنه لم يولد فيه ؟ وكيف نأخذ تاريخ مولده عليه السلام من عقيدة من يقول في المسيح عليه السلام الألوهية؟

✓ ثالثا: إذا تقرر عندنا أن عيد الميلاد يخص طائفة دينية لا تدين بالإسلام جملة وتفصيلاً، وأنه مرتبطٌ بعقيدة دينية باطلة، فلا عجب بعد هذا أن ينقل لنا الإمام ابن القيم الاتفاق على حرمة تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم حيث قال رحمه الله تعالى : “وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول : عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب ، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الزنا ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ، وقد كان أهل الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات ، وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنباً لمقت الله وسقوطهم من عينه” [10]
ومجال البحث هاهُنا ليست التهنئة المُرافقة لإقرار كُفرهم، فهذا مفروغ منه أصالةً ولا يحتاج بيانًا، إذ هو من باب “ألف باء الإسلام “فمن أقر كفرهم كان مستحقًا للعقوبة عند الله. ولذلك سارت المذاهب الأربعة على هذا الفقهِ؛ فالمالكية على حرمة التهنئة : قال العلامة ابن الحاج المالكي: (ومن مختصر الواضحة سئل ابن القاسم عن الركوب في السفن التي يركب فيها النصارى لأعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم لكفرهم الذي اجتمعوا له. قال وكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي إلى النصراني في عيده مكافأة له. ورآه من تعظيم عيده وعونا له على مصلحة كفره. ألا ترى أنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم لا لحما ولا إداما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعانون على شيء من دينهم، لأن ذلك من التعظيم لشركهم وعونهم على كفرهم وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك، وهو قول مالك وغيره لم أعلم أحدا اختلف في ذلك) [11].
والحنفية عليه أيضا: قال العلامة ابن نجيم رحمه الله: (قال أبو حفص الكبير رحمه الله: لو أن رجلا عبد الله تعالى خمسين سنة ثم جاء يوم النيروز وأهدى إلى بعض المشركين بيضة يريد تعظيم ذلك اليوم فقد كفر وحبط عمله) [12]
والشافعية أيضًا: قال ابن حجر الهيتمي الشافعي: (ثم رأيت بعض أئمتنا المتأخرين ذكر ما يوافق ما ذكرته فقال : ومن أقبح البدع موافقة المسلمين النصارى في أعيادهم بالتشبه بأكلهم والهدية لهم وقبول هديتهم فيه وأكثر الناس اعتناء بذلك المصريون وقد قال صلى الله عليه وسلم {من تشبه بقوم فهو منهم} بل قال ابن الحاج لا يحل لمسلم أن يبيع نصرانيا شيئا من مصلحة عيده لا لحما ولا أدما ولا ثوبا ولا يعارون شيئا ولو دابة إذ هو معاونة لهم على كفرهم وعلى ولاة الأمر منع المسلمين من ذلك) [13]
والحنابلة أيضًا: قال  ابن القيم: (وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه) [14].
فبهذه النقول نخلص إلى أن التهنئة بأعياد الكفار كانت ممنوعة وكأنها من قبيل: البدهيات! حتى خرج علينا هذا الداعية! ولا يقولن أحد أن تهنئتي للنصراني على أساس اعتقادي وليس على أساس اعتقاده، لأن المسيحي أصلا يعتقد أنه ابن الله، ويتلو داخل الكنيسة: “فقال لها الملاك: (لا تخافي يا مريم، نلتِ حظوة عند الله، فستحبلين وتلدين ابنًا تسميه يسوع، فيكون عظيمًا وابن الله العلي) ” [15]

✓ رابعًا: كانت الثقافة الأوربية في عهد الفقيه العزفي غالبة على الثقافة الأندلسية آنذاك، حتى روي في زمنه أنهم كانوا يلحنون القرآن على طريقة الرهبان، وسموا بعض ألحان القرآن اللحن الصقيلي وذلك أنهم كانوا حين يصلون إلى قوله تعالى “وإذا قيل إن وعد الله حق” يرقصون كرقصة الصقالبة شبه رقصة الفلامنكو الإسبانية [16] كما شاع لديهم احتفاؤهم بالأعياد المسيحية مثل عيد رأس السنة، وعيد ميلاد المسيح، وعيد الفصح، لدرجة تعطيل العمل يوم الأحد، فالأثر الأوروبي في الثقافة الأندلسية كان جليًا. فلا يلزم عقلا وشرعا مخالفة المذاهب المعتبرة لغلبة هويّة أجنبية على هويّة إسلامية، ولذلك حذّر الفقيه العزفي السبتي أيما تحذير من هذه الفتن، وتحسّر أيما تحسرٍ على واقع التفات القوم إلى ثقافات غير ثقافتهم، ولذلك أفتى رحمه الله: “ولا تُقبل لمن يستعد لها شهادة، ولا يصلى خلفه إلا أن يتوب إلى الله عز وجل، ولا تقبل هدية لأحد في يوم النوروز عيد رأس السنة المصرية، ولا في ليلة المهرجان، ولا في ليلة يسمونها ليلة العجوز” [17] وحتى شيخه حافظ الأندلس ابن بشكوال حذّر من هذه الأعياد الثلاثة، حيث استشهد به العزفي: “فإنني رأيت عصمنا الله وإياك من مضلات الفتن، وأعاننا على إحياء السنن الجمهور اللفيف والعالم الكثير من أهل عصرنا قد تواطأوا على إعظام شأن هذه البدع” [18] واستدلّ بأحاديث كثيرة وآثار صحيحة مسلطا الضوء على خلفيات الموضوع، ومحملا السلاطين والعلماء مسئولية هذا الفساد العريض، كما يرى أنه ليس هناك من بدعة أدهى وأفحش من أن يكون المسلمون يحتفلون ويستعدون لدخول شهر أو سنة من شهور وسنوات العجم وهم أعداؤنا، محتجا في ذلك بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ} [19]. حملة معرفية قام بها الفقيه العزفي يناهض بها هذه الأعياد، فكيف لو أدرك زماننا؟ وإذا كان الفقيه العزفي رحمة الله عليه من أئمة المالكية الكبار -وهو كذلك-، وجرى على لسان الداعية ذكره، فما له لم ينتهج نهجه في محاربة هذه البدع المضللة والمكفرة؟ والحاصل في هذه النقطة أن العزفي السبتي لو كان حاضرًا اليوم لحمّل هذا الداعية مسئولية ما آل إليه مجتمعنا في الاحتفالات بأعياد الكفار.

✓ خامسًا: لئن كان المطلوب هو برّ اليهود والنصارى، فإن البر له حدود شرعها الله تعالى، وإلا فالبرّ لا يتعلق بالمبادلة، وليس كلّ من عظم مسجدًا عظمنا صنمه، فهذا دين والدين لا مبادلة فيه: “لكم دينكم ولي دين”، بخلاف المناسبات الدنيوية المشتركة، فقد نص الفقهاء -وورد الخلاف بينهم  في ذلك- على جواز عيادة مريضهم وتعزيتهم في فقيدهم، وتهنئتهم بمولودهم، باعتبارها مناسبات دنيوية مشتركة، كما قال ابن القيم في (فصل في تهنئتهم بزوجة أو ولد أو قدوم غائب أو عافية أو سلامة من مكروه ونحو ذلك (: وقد اختلفت الرواية في ذلك عن أحمد فأباحها مرة ومنعها أخرى، والكلام فيها كالكلام في التعزية والعيادة ولا فرق بينهما -يعني في الجواز – [20] ، وجذير بالذكر هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع النصارى كان منهجه واضح بخصوص مخالفته لهم وحثه على مخالفتهم. وقد عاصر النبي صلى الله عليه وسلم جملة من أعياد اليهود والنصارى والمشركين، ولم يثبت عنه ولا عن صحابته أن بلغهم التهنئة فضلاً عن مشاركتهم أعيادهم!

✓ سادسًا: الاحتفال من منطلق الاحتفاء خربشةٌ لا معنى لها، فالأنبياء كلهم قد احتفى بهم القرآن الكريم في أكثر من موضع، وعلى رأسهم أولي العزم عليهم السلام، فلم لا نحتفل بأيوب عليه السلام كل خميس من كل شهر مارس مثلاً؟ ولم لا نبحث عن تاريخ ولادة نوح عليه السلام في المصادر تاريخ الرافدين ثم نقوم بالاحتفال به؟ فالاحتفاء في الشريعة الإسلامية قد شمل الأنبياء جميعًا بغض النظر عن تفاضلهم، وهذا لا تعلق له بإعلان عيدٍ يخص أحدهم؛ فالاحتفاء مستقل تمام الاستقلال عن الاحتفال..

✓ سابعًا: المصادر النصرانية تشهدُ ببراءة النصارى من المسلمين وأعيادهم؛ فمثلاً جاء في كتاب الدسقولية – قوانين الرسل -: (لا يليق بالنَّصارى أن يمضوا إلى مجمع الأُمم، أو إلى الملاعب، أو الحوانيت، أو حيث يجتمع غير المؤمنين. تحفَّظوا أيضاً من أن تتفرَّغوا لما فيه هلاككم. أي أن تجتمعوا مع الأُمم في مجامعهم. فإنَّه هلاكٌ لكم وغِواية. ليست لله شركة مع الشياطين (2كو 6: 15)، فإنَّه يُعَد كواحد منهم ويرث اللَّعنة. اهربوا من نظر ما لا يُفيد، وهو ملاعب الأُمم، ومواضع الصِّراع الذي للحنفاء (الوثنيين). (…) يجب الآن أن يهرب المؤمنون من الحنفاء ومن المنافقين واليهود وجميع المُخالفين له (الهراطقة الباقين) لينالوا النَّجاة لأنفسهم. لأنَّنا إذا تفرَّغنا لمُداومتهم (لملازمتهم) ونفاقهم، وإذا اختلطنا معهم في أعيادهم التي يُكملونها لأصنامهم، فإنَّ هذا يجب أن نهرب منه، ومن مواضع أعيادهم وولائمهم التي يصنعونها فيها. لأنَّه لا يليق بمؤمن الاجتياز بمواضع أعيادهم من الخارج إلَّا إن كان يشتهي أن يبتاع عبداً ويحيي نفسه، أو أن يشتري شيئاً آخر يليق بثبات حياته. انتهوا عن جميع محافل الأُمم الأصنام وأعيادهم وصلواتهم وخيالهم ومحاربة أمراضهم ومن كلّ مناظر الأصنام.) [21]. وجاء أيضاً في كتاب “مجموع الشرع الكنسي”: (القانون 70: فليسقط أي أسقف, أو قس, أو شماس, أو إكليريكي, يصوم أو يُعيِّد مع اليهود, أو يقبل منهم أي نوع من هدايا العيد، كالخبز الفطير أو غيره، وأمَّا العاميّ فليُقطع من الشَّركة). [22] وجاء أيضاً في نفس الكتاب: (القانون 71: أيّ مسيحي يُقدِّم زيتاً إلى هيكل وثني, أو إلى مجمع لليهود في عيدهم, أو يُوقد هُناك مصباحاً، فليقطع من الشركة). [23] هذه مجالسهم العلمية النصرانية، وعظاتهم وإرشاداتهم الإنجيلية ! ماذا لو تأمّل هذا الداعية أحكام النصارى فيه وفي أعياده؟

✓ ثامنًا: لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُريد المسلم أن يكون شخصية متميزةً تتميز بإسلامها، وأن لا تكون تابعة لمن لا يدين بدينها، لذلك كان صلى الله عليه وسلم يبني النفوس والأفئدة على هويّة متميزة عن الهويّات الأخرى؛ ومن أجل ذلك نهت الشريعة الإسلامية عن التشبه بالكفار، وأوجب مخالفتهم في العديد من القضايا: عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَالِفُوا الْيَهُودَ ، فَإِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ وَلَا خِفَافِهِمْ ) [24]
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ ثَوْبَيْنِ مُعَصْفَرَيْنِ ، فَقَالَ : ( إِنَّ هَذِهِ مِنْ ثِيَابِ الْكُفَّارِ فَلَا تَلْبَسْهَا ) [25].
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ ، أَحْفُوا الشَّوَارِبَ ، وَأَوْفُوا اللِّحَى ) [26]
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ ) [27]
والأحاديث كثيرة في هذا الباب بوب لها العلماء منذ فجر الإسلام أبوابا وفصلوا فيها تفصيلاً، فكيف يُفتي هذا الداعية ويحث الناس -بالموافقة الزمنية والمكانية مع أعياد الكفار- على الاحتفال ؟

وملاك القول:
1. عيد رأس السنة عيد ديني يخص طائفة دينية فلا دخل لنا به.
2. تاريخ مولد المسيح عليه السلام ولو على وجه التقريب مجهول على وجه الابتداء.
3. الفقيه العزفي الذي جرى لسان الأستاذ السكنفل بذكره، كان مناهضًا للاحتفال.
4. الإجماع منعقد على حرمة التهنئة، وقد تقدم نقل ما في المذاهب الأربعة المعتبرة، وعليه فإن قوله مخالف لما هو معتبر.
5. لا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد هنأ أحدا من غير المسلمين بعيد كفري، ولم يثبت ذلك أيضا على صحابته الكرام.
6. بر اليهود والنصارى لا يلزم منه الانجرار إلى اعتناق تقاليدهم وطقوسهم.
7. الاحتفال من منطلق الاحتفاء خربشةٌ لا معنى لها
8. المصادر النصرانية ومجالس النصارى تحمل البراء من غير أهل دينهم.
9. الأحاديث الشريفة كانت تؤسس هوية متميزة كما تنص على مخالفة اليهود والنصارى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] تشارلز باناتي، قصة العادات والتقاليد وأصل الأشياء، ترجمة: م روان مسلوب وسعاد مفتي، دار الخيال، ص49
[2] محمد بدوي، قاموس أكسفورد (المحيط) الإنجليزي العربي، دار أكاديميا 2003م، ص458
[3] ول ديورنت، قصة الحضارة، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ـ دار الجيل 1988م، ترجمة: زكي نجيب محمود، ج11 ص212
[4] فراس السواح، ألغاز الإنجيل، دار التكوين، ط1 2012م، ص79
[5] رواه البخاري (547) ومسلم (1367)
[6] رواه مسلم (832).
[7] ط 1968 ج19 صفحة 1360، نقلاً عن مقالة الدكتورة زينب عبد العزيز (عيد ميلاد “ربنا يسوع”).
[8] منيس عبد النور وآخرون، دائرة المعارف الكتابية، دار الثقافة، ج4 ص257
[9] صبحي حموي اليسوعي، معجم الإيمان ‍المسيحي، دار المشرق بالتعاون مع مجلس كنائس الشرق الاوسط، صـ497
[10] ابن القيم الجوزية، أحكام أهل الذمة، رمادى للنشر والمؤتمن للتوزيع 1997م، ج1 ص441
[11] ابن الحاج المالكي، المدخل، دار التراث، ج2 ص47
[12] ابن نجيم، البحر الرائق شرح كنز الدقائق، دار المكتب الإسلامي، ج8 ص555
[13] ابن حجر الهيتمي، الفتاوى الفقهية الكبرى، المكتبة الإسلامية، ج4 ص239
[14] ابن القيم الجوزية، أحكام أهل الذمة، المصدر السابق، ج1 ص441
[15] إنجيل لوقا: 1ـ38:36
[16] صلاح جرار، زمان الوصل: دراسات في التفاعل الحضاري والثقافي في الأندلس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2003م، ص67
[17] عبد الله حمادي، مقدمته في الدر المنظم في مولد النبي المعظم للإمام العزفي السبتي، دروب للنشر والتوزيع، ص31
[18] نفسه، ص32
[19] الممتحنة: 1، المصدر نفسه، ص33
[20] ابن قيم الجوزية، أحكام أهل الذمة، المصدر السابق، ج1 ص441
[21] الدسقولية (تعاليم الرسل)، تعريب القمص مرقس داود، مكتبة المحبة، ص103، 104
[22] مجموعة من المؤلفين، مجموع الشرع الكنسي، جمع وترتيب وتنسيق: الارشمندريت حنانيا إلياس كساب 1998م، ص866
[23] المصدر نفسه.
[24] روى أبو داود (652)
[25] رواه مسلم (2077)
[26] رواه مسلم (259)
[27] رواه البخاري (3462)، ومسلم (2103)

(المصدر: مركز يقين)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى