اعتبر العالم المقاصدي الدكتور أحمد الريسوني أن للحج عددا من المقاصد المرتبطة به في الإسلام من التحرر، والرحمة، والأناة، وعدم تقديس الأشياء والأشخاص. وأرجع أحمد الريسوني ضعف وعي المسلمين بمقاصد الحج إلى التراجع الحضاري والسياسي لعامتهم.
الحج أشمل العبادات وأعمقها
وفي جوابه عن السر وراء وصف الحج بأشمل العبادات وأعمقها قال عالم المقاصد الدكتور أحمد الريسوني إن جميع العلماء قد نبهوا على أن الحج يشمل عموم العبادات؛ البدنية والعقلية والروحية والمالية، وأضاف الريسوني أنه إذا كان الصوم يغلب عليه البعد الجسدي، والزكاة يغلب عليها البعد المالي، فإن الحج قد جمع كل هذه الأبعاد من جهاد النفس، وبذل المال وإقامة الصلاة، وإجهاد البدن.
المقاصد لا تتتعارض مع التسليم
وشدد نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على غياب التعارض بين التسليم في أداء العبادات والوعي بمقاصدها، مرجعا ذلك إلى توقيفية العبادات من حيث طريقة ووقت أدائها، وإلى واجب الناس بالتوازي في البحث عن حكم هذه الشعائر، لزيادة الأجر والارتقاء في العبادة. موضحا أن العلماء ما زالوا يستنبطون هذه المقاصد والمعاني إلى اليوم.
وفي جوابه عن ضعف وعي الناس بالمقاصد، قال الريسوني إن على العلماء والدعاة ومرشدي الحج أن يجتهدوا أكثر لتوعية الناس بحكم الحج وتحسيسهم بمقاصده.
الحج من رموز التحرر
واعتبر مدير مركز مقاصد للبحوث والدراسات بالرباط، أن الحج واحد من العبادات الإسلامية التي ترمز إلى التحرر والانعتاق، منطلقا من احتواء جميع العبادات في الإسلام انطلاقا من الإيمان والتوحيد على هذه المعاني، لأن من لم يعظم الله سيعظم ما دونه. ومستشهدا بلجوء بعض الناس إلى اختراع طقوس من قبيل عبادة الشيطان والجنس، سدا للفراغ الذي يتركه الابتعاد عن عبادة الله عز وجل. فالتوحيد إذعان للحق والحقيقة، -يبين الريسوني-.
وشدد الريسوني على أن الذي لا ينهاه حجه عن الظلم وأكل مال الناس بالباطل، والاعتداء على حرمات الناس، فإن حجه من دون روح مستشهدا بقول العالم المقاصدي ابن عبد البر: المقاصد روح العبادات.
الكعبة غير معظمة لذاتها
وقال عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح إن الإسلام لم يأمر بتعظيم الأماكن ولا الأشياء ولا المجسمات، وإنما أمر بتعظيم الله، وأوضح ذات المتحدث أن الإسلام حرص على ربط مناسك الحج بذكر الله، حتى لا تتعلق قلوب الناس بمواضع الحج من الصفا والمروة والحجر الأسود.. مستشهدا بقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع الحجر الأسود حينما خاطبه قائلا: “إني أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك”. كما أكد بعدم تعظيم الكعبة لذاتها وإنما لما أودعه الله عز وجل فيها.
الحج والواقع الحضاري
وبخصوص استيعاب مسلمين حديثي الإسلام لمقاصد الحج وروحه ومعانيه العالمية، وضعف ذلك عند عامة المسلمين، قال الريسوني: إن الأمر ليس عاما، وأن هناك عددا من المسلمين يستوعبون هذه المعاني، إلا أن الواقع الحضاري والسياسي والثقافي لغالب المسلمين يجعلهم ينصرفون عن هذه المعاني إلى الظلم الممارس عليهم من قبل حكامهم في أقطارهم.
كلام الريسوني جاء في ضيافة برنامج “بلا حدود” الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية يوم الأربعاء 14 شتنبر 2016.، حيث حاوره مقدم البرنامج حول مقاصد الحج وحكمه.
الإصلاح/ أحمد الحارثي