الرسوم المسيئة لرسول الله في منهاج الثورة من يقف وراءها؟ وما ردة فعل الناس حولها؟ وما النتائج السلبية المترتبة عليها؟ 3
إعداد أ. د. عبد المجيد الحميدي الويس
قال تعالى: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا)الأحزاب57.
كلما قلنا انكشفت كل الأوراق، وانفضحت كل الأسرار، وبان كل شيء، ولم يعد هناك من شيء خافٍ، واقترب موعد التدخل الإلهي، وظهور المعجزة الربانية الكبرى في بشار وجنوده وروسيا وأمريكا وإيران ودول محور الشر الخليجية التي دفعت ثمن قتلنا، ومزقت ثورتنا، وتآمرت علينا، واقترب ظهور الحق وهزيمة الباطل، تخرج علينا من بين الركام فضيحة جديدة؛ ومصيبة كبيرة، تعيدنا إلى الوراء كثيرا، وتؤخر النصر والفتح طويلا، وتزيد معاناة الشعب السوري المظلوم المبتلى من جهة، وتنمر المجرم بشار وجنوده ومن معه من جهة أخرى.
هل كان أحد يتصور قبل الفضيحة بيوم واحد أن الدكتور عماد رشيد الذي ظهر علينا بمسحته الإسلامية، وكلامه المنمق، (وإن كان هناك من يرى فيه ملامح سحنة إيرانية والله أعلم) وأسلوبه الثوري الراقي، ونشاطه المحموم، أن يشرف ويقود بنفسه أكبر وأخس فضيحة في تاريخ ثورتنا المباركة، عن قصد وعمد وسابق إصرار، ودون أن يعترف بالخطيئة ولا بالخطأ، وأنه سيصلح في الطبعة الجديدة المعدلة..
هذا ما سمعته بنفسي في تسجيله الصوتي المرتبك، وهو يعمّي على القضية، ويسفهها ويهون منها، ويجعلها أصغر من أن يلتفت إليها ويوقف عندها، وهي مجرد جهل من الناس الغوغائيين، وقلة فهم واستيعاب لفلسفته الراقية في فهم الإسلام، على الطريقة الإيرانية الشعوبية الأمريكية. وكذلك من المتصيدين الذين يكيدون له، ويتربصون به الدوائر، ويبحثون عن السقطات الصغيرة ليكبروها ويجعلوا منها قضية، وهي ليست كذلك..
ما لفت انتباهي يوم أمس الحملة العنيفة التي شنها أبناء الجزيرة ولاسيما أبناء دير الزور على المعاق الخطيب في هذا الموضوع، وكنت قد عدلت من خطابي ضده، وانتقادي اللاذع له بعد لقائنا في مؤتمر الرياض1، وما حصل بيننا من عتاب، وتبريره لما يقوم به من عمل لخدمة الثورة، وأنه سيعدل موقفه، الذي انتقدته عليه، وقد صدق في بعضها، ولكنه مازال يناور ويتواصل مع القتلة الروس الذين مازال يمجدهم ويعتقد أن الشمس ستشرق من موسكو يوما.. أعجبني موقفه منذ أيام في انتقاد للجنة الدستورية وقائدها البعرة، وما تقوم به من عمل خياني مشين.
ولقد ساءني موقفه من تصرف صاحبه عماد رشيد، عندما برره وتحمس له، وتبنى موقفه المسيء لرسول الله، وهو الصوفي البوطي الشامي القبيسي، ودافع عنه بشراسة، ووصف من ينتقده ويهاجمه بالجهل وقلة العلم وتخلف العقل، قال: (الغيرة من دون علم مشكلة كبيرة.. هنيئاً لأعدائنا بهذه العقليات الكليلة..)..
وهدد من ينال من عماد بالرد الصاعق الماحق، وأنه لن يتخلى عن صاحبه، يقول: (زمجرات الفيس بوك لا تقلقل فينا شيئاً، والحياة مواقف ورجالنا لا نسلمهم لمن لا يعرف قيمتهم، وندافع عنهم بحقٍ حتى النفس الأخير، ونرفض مناهج الجبن والهروب .. ومن تكلم بأدب تكلمنا معه بأدب أكبر، ومن قصد إخواننا بسوء أجبناه بما يليق به)، واتهم من يقوم بهذا العمل بالتطرف والقاعدة والخوارج والدواعش، ولكنه لأول مرة يتجرأ ويكشر عن أنيابه، ويهدد ويتوعد بلغة داعشية بشارية مملوكية نصراوية ميليشياوية، وفي ظني أنه يتكلم من حر الصواب كما يقولون، وشدة الصدمة، والخوف على صاحبه مما سيلحق به، فحاول أن يستوعب ويخفف، ولكنه أدخل نفسه شريكا في جريمة؛ أحمق وجاهل وغبي وجبان من يورط نفسه فيها.
ولقد تطرق لموضوع في غاية الغرابة والكذب، – وهذا كما يبدو لي أن من يحترف السياسة يتعلم الكذب تلقائيا، ويصبح كذابا من حيث يدري ولا يدري، فالكذب – كما ظهر لي والعياذ بالله – صار من لوازم السياسة وعدتها، لاسيما عند معارضتنا السورية البطلة – يقول المعاق: (عندما كان الرجل يذهب إلى قرى الجزيرة وضفاف الفرات قبل عشرين عاماً لإحياء الإسلام في قلوبهم وتعليمهم محبة النبي الهادي وتستنفر كل فروع الأمن من دمشق إلى الرقة وهو يتكلم عن عظمة الإسلام ومنهج الحرية فيه كان الكثيرون من المتحمسين يصفقون في الحارات ، وعندما كان الرجل يتسلل في جناح الليل إلى ريف حماة وحمص وحوران لزرع الوعي والإيمان ويعود منهكاً كان المتحمسون في وادٍ آخر، وعندما كان يوقد العزائم في طلاب كلية الشريعة ويعلمهم رفع الهامات في وجه الظالمين كانت البلاد غارقة في ذل غير مسبوق).
أنا ابن دير الزور وريفها، لم أر ولم أسمع عن داعية عظيم كانا يزور ريفنا يحيي الإسلام فيه، ولم ينقل لي أحد خبرا عنه، بل سمعت عن جمعية الإمام المرتضى بزعامة جميل الأسد، فربما يكون من المبشرين بها، الناشرين لفكرها ودعواها في ريفي دير الزور والرقة.. أقول ربما يكون ذلك، ولكن لسوء حظي فقد غادرت إلى العراق مطاردا، ولم يكن لي الشرف بلقائه، فلربما تعلمت منه، وأفدت منه في علمي وعملي الثوري، ولا أقول معارضتي.
أواصل في هذه الحلقة نشر ردود الأفعال على الصور المسيئة التي ضمنها عماد رشيد عامدا متعمدا معترفا بلسانه بصحة ما فعل، واستهجانه لهذه الزوبعة التي لا يرى لها مبررا، ولكنه سيعدل في الطبعة الجديدة ما يريدون؛ مسايرة وتماشيا وعدم فتح معركة مع الجهلة والمتخلفين والغوغاء والتكفيريين كما يصفهم صاحبه المعاق، وكما يظن هو ويعتقد.
أول ما أبدأ به نشر تعليقي على الفضيحة، وموقفي منها، وهي رسالة إلى المعاق الذي يهدد ويتوعد؛ لنرى ماذا يفعل كي يخلص صاحبه من الورطة التي ورط نفسه بها، والتي كنت أربأ بالمعاق أن يزج نفسه فيها؛ لخطورتها، وضررها البالغ في الدنيا، وعقوبتها الشديدة في الآخرة، ولكنه الجهل والحمق والغباء..
قلت في تعليقي: (من يتهاون في هذه الإساءة لرسول الله فلا يحق له أن يعترض على الرسوم المسيئة للرسول في فرنسا والدانمارك والسويد وغيرها، ومن يبرر هذا الخطأ هو منافق يتعامل بوجهين، ويكيل بمكيالين.
هذه جريمة ولا يجوز التسامح والتساهل والتهاون فيها، ويجب معاقبة الفاعلين بأشد أنواع العقاب، ويكذبون عندما يقولون خطأ غير متعمد، لأنه من غير المعقول أنهم لم يلاحظوا هذا الخطأ الفاحش ويتلافوه، أين المُراجع والمُصحح والمدقق والرقيب اللغوي والفكري، يستحيل أن تمر من بين هؤلاء جميعا ولا يرونها، فإما أنهم حمير لا يفقهون شيئا، وهم ليسوا كذلك، ولديهم العلم والخبرة والتمكن والشهادات العلمية العالية، وإما أنهم رأوا الخطأ وسكتوا عليه، والساكت عن الحق وعلى الحق شيطان أخرس، والشيطان الأخرس الأخرق لا مكان له بين الثوار المؤمنين المخلصين الذين ضحوا بحياتهم فداء لرسول الله، ووقفوا حياتهم دفاعا عن دين الله، ومصيره معروف، وإما أنهم تقصدوا تمريره بدافع ما، ولسبب ما، وهنا مربط الفرس، وهذا هو السؤال الكبير الذي وراءه ألف سؤال وسؤال، ويحتاج وتحتاج إلى إجابة شافية وافية.
يجب أن يحاكموا محاكمة عادلة إما قانونية أو دينية شرعية أو جماهيرية شعبية، ويجب أن ينالوا جزاءهم العادل، ولا رحمة ولا شفقة بمن يتعدى حدود الله، ويتجاوز على حبيبنا وحبيب الله.. والثأر من هذه الشلة الفاسدة المفسدة، ومن يقف معها ووراءها ويدافع عنها ويدعمها برقبة كل حر شريف مؤمن مسلم.
العجب العجاب أن هناك من المنافقين من انبرى للدفاع عنهم، واعتبر القضية لا تستحق كل هذه الضجة، وأنها زوبعة مثارة المقصود منها الإساءة لفلان من الناس، وبدأ يذكرنا ببطولاته وأمجاده وتاريخه..
هذه فضيحة كبرى بكل المقاييس، ويجب أن يكون الرد بمستواها، وإلا فلا خير فينا، ولا حق لنا بعدها أن نعترض على كل من أساء لرسول الله سابقا، ولا من يسيء إليه لاحقا، وكل من يسكت عليها آثم، وسيحاسبه الله، إن عاجلا أو آجلا، وكل بحسب موقعه ومسؤوليته وقدراته، والمجتمع كله آثم إن سكت، ولا أظنه سيسكت، وأما المدافعون فهم شركاء بالجريمة وسينالهم العقاب في الدنيا والآخرة.. تحياتي، د. عبد المجيد الويس)..
أحيي موقف القضاة في المحرر الذين انبروا مشكورين للدفاع عن دينهم ونبيهم وثورتهم وأمتهم، وفقهم الله وسدد خطاهم، وأخذ بيدهم، وأرجو ألا يقصروا بحق رسول الله، وأن يطالبوا بإنزال أقسى العقوبات بحق الذين كانوا وراء هذه الجريمة المدبرة. يتبع.
في الحلقة القادمة سأواصل نشر ردود الأفعال السلبية المنتقدة لما قام به عماد رشيد من فعل جبان مشين.
المصدر: رسالة بوست