الردود العلمية على منكري السنة النبوية (١)
بقلم الشيخ علي القاضي (خاص بالمنتدى)
هذه السلسلة تبرز مكانة وحجية السنة الصحيحة في الإسلام والتي يترتب عليها صحة العقيدة أو فسادها، فهي ليست مسألة فرعية بسيطة بل عقدية يجب تجليتها صونا لعقيدة كثير من شبابنا الطيب الذي لا يدرك خطورة إنكار حجية السنة الصحيحة على دينه وستجيب هذه السلسلة -بإذن الله- على أشهر شبهات منكري السنة لعل بعض شبابنا المتأثر بها يرجع الى اتباع سبيل المؤمنين سبيل من أناب الى الله تعالى الذي أمر الله بإتباعه في غير ما آية وأمر رسوله عليه السلام بذلك في كثير من الأحاديث الصحيحة.
وإتباع أهل العلم والدين من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين في فهم الدين لا يلغي العقل ولا يجعل الإنسان إمعة كما يروج له المنحرفون بل هو عين العقل والذكاء والفهم والتوفيق لأن الرجوع في كل فن وعلم الى أهله متفق عليه بين عقلاء الدنيا فالرجوع في فهم الحديث أو معرفة صحته من ضعفه للمحدثين وفي معرفة القرآن وفهمه للمفسرين وهكذا..
ولأن متبعهم متبع لمن توافرت فيهم مؤهلات معرفة الحق، فهم سلوكياً عباد أتقياء أنقياء مجاهدون قدوات، وعلمياً هم أهل اللغة والسليقة والحفظ والفهم والأصول والبلاغة، وهم أهل التتلمذ على رسول الله عليه الصلاة والسلام المعصوم، فقد تتلمذ عليه أصحابه وعليهم تتلمذ التابعون بإحسان وعليهم تتلمذ أتباع التابعين وهكذا في سلسلة علمية تقية نورانية ممتدة عبر الأجيال والى اليوم.
وهم أهل الثناء الحسن في عصرهم وعبر القرون وكذلك أتباعهم أهل السمعة الطيبة الى اليوم، والناس لا يسلمون أنفسهم ولا عقولهم إلا لمن طابت سمعته، ولا يثقون خاصة في الدين إلا بمن ظهر ورعه وتقواه وعلمه وتأهله وفاح عبير ذِكره.
بينما نجد مخالفيهم من الفرق الضالة من شيعة وخوارج ومعتزلة وغيرهم، عكس ذلك قديما وحديثا وهكذا أيضاً تجد منكري السنة والمتغربين عامة والواقع خير شاهد لمن أنصف وصدق.
ولا ينقضي عجبي كيف لعاقل أن يترك تفاسير الطبري وابن كثير وغيرهم ممن توافرت فيهم الشروط السابقة ؟!
ويأخذ عمن هم عكسها تماما فيقبل على فهم كتاب الله تعالى من خلال هذيان الشحارير باختلاف انحرافاتهم التي تختلف من شخص لآخر، فشحرور غير صبحي منصور وهما غير عدنان إبراهيم وغير الكيالي وغير جمال البنا وغيرهم، ولصغارهم شعاب وأودية أخرى عمدتهم المزاجية واتباع الهوى.
ولكل واحد ضلالات تخصه لعدم التزامهم بقواعد الاستنباط ومنهج تلقي العلم الشرعي، وإن كانوا يشتركون جميعا في رفض منهج الصحابة وأئمة الإسلام في فهم الدين وفي هدم قواعد اللغة وأصول الفقه وشروط الاجتهاد والثوابت المنهجية عامة.
بالعقل والمنطق لا يعقل أن تنفرني من اتباع الأعلم والأتقى والأطهر سريرة وسيرة من الصحابة والتابعين وأتباعهم من أئمة الإسلام قديما وحديثا الى إتباع من هو عكسهم في كل شيء!!!
فملخص فكر أعداء السنة والتغريبيين عامة تنفير الناس عن أئمة السلف والدعوة إلى اتباعهم هم ولو تظاهروا بالدعوة الى التفكير وإعمال العقل وغير ذلك من الدعاوى الفارغة، وهم في الحقيقة يدعون إلى متابعتهم في مذاهبهم الفاسدة ولذلك تجدهم لا يقبلون أدنى مخالفة لهم من أتباعهم المنحرفين مثلهم !!! فكيف بغيرهم؟!
وهذا أقوله وأحلف عليه ويعرفه من يعرفهم بل ويظهر في كتاباتهم، أما من خالفهم من غيرهم فلا يطيقونهم ويسكبون عليه كل مفردات التخلف والغباء والجمود وغيره، وإن كان في الفيسبوك وغيره حظروه بأبسط خلاف!!! وهذا معروف لا يحتاج لإثبات.
فهم إذًا يدعون بلسان الحال وإن راوغوا بلسان المقال إلى اتباعهم بل وتقليدهم وترك اتباع السلف وتقليدهم!!.
إنهم باختصار أئمة!!، وإن تعصرنوا وتحدثوا ولكنهم أئمة ضلال يحولون دون اتباع أئمة الهدى.