مقالاتمقالات مختارة

الدولة تمتلك نوعين من القوة

الدولة تمتلك نوعين من القوة

بقلم أ. محمد إلهامي

تمتلك الدولة نوعين من القوة: القوة الكامنة، والقوة العسكرية

تشير القوة الكامنة  إلى المقومات الاجتماعية والاقتصادية التي تدخل في بناء القوة العسكرية، وتعتمد بالدرجة الأولى على ثروة الدولة وعدد سكانها، فالقوى العظمى تحتاج إلى المال والتقنية والموظفين لبناء القوات العسكرية وخوض الحروب.

وفي مجال السياسة الدولية تكون قوة الدولة في النهاية دالة لقوتها العسكرية مقارنة بالقوة العسكرية للدول المنافسة.

ولا تعد اليابان قوة عظمى اليوم، رغم أنها تمتلك اقتصادا ضخما وغنيا، لأن جيشها صغير وضعيف نسبيا، وتعتمد بشدة على الولايات المتحدة في أمنها. ولذلك يكون توازن القوة مرادفا تقريبا لتوازن القوة العسكرية.

ولذلك فإنني أُعرِّف القوة في المقام الأول من المنظور العسكري.

ورغم الأسبقية للقوة العسكرية، تهتم الدول كثيرا بالقوة الكامنة؛ لأن الثروة الوفيرة وعدد السكان شرطان لازمان لبناء قوات عسكرية هائلة.

جون ميرشايمر، مأساة سياسة القوى العظمى، ص69، 70 (باختصار).

أقول: أينما وجَّهتُ عيني للقراءة في كتابٍ ما يتمثل أمامي صورة هذا الملعون السيسي عدو الله الذي يتصرف وكأنه شيطان!

أي كتاب في الدين يخبرك كم هو خائن وزنديق.. أي كتاب في السياسة يخبرك كم هو خائن وعميل.. أي كتاب في الاقتصاد يخبرك كم هو خائن ولص.. أي كتاب في الاجتماع يخبرك كم هو خائن ومفسد!!

إنه يتصرف على الضد مما يجب أن يفعله أي حاكم طبيعي، دعك الآن من أن يكون حاكما مسلما، فهو يعمل بشكل محموم على التفريط في الموارد وعلى إنقاص عدد السكان وعلى حرب الهوية الدينية وعلى تبديل الأوضاع الاجتماعية سواء من حيث الأخلاق أو من حيث توسيع الفجوات بين الأغنياء والفقراء أو من حيث إنشاء أوضاع طائفية كالطائفة العسكرية أو التمكين للكنيسة!!

لن أفاجأ أبدا إذا اكتشفنا ذات يوم أن هذا عميل بالمعنى الحرفي للعمالة، الذي هو تجنيد جاسوسي، فالحاكم مهما كان خائنا لا يفرط في الجزر الاستراتيجية التي يملك بها موقعا حساسا ووزنا إقليميا مقابل بضعة مليارات، ولا يفرط في ثروات البحر المتوسط التي تصنع له وزنا إقليميا واقتصاديا، ولا يفرط في النيل الذي يمثل تهديدا وجوديا!!

ولا يوجد عاقل يفكر في حل إنقاص السكان، بعد التجربة المريرة للقرن الماضي، التجربة التي جعلت الصين نفسها -وهي أكبر دول العالم سكانا، وثاني أو ثالث أقوى دولة عسكريا- تعود إلى الحث على إنجاب ثلاثة أطفال!!

هؤلاء الذين يؤيدون السيسي يرتكبون جريمة في حق مئات الملايين، وهي الجريمة التي ستبقى آثارها أجيالا وعقودا، من أول من يطبل له في تغريدة أو منشور وحتى أكبر مسؤول.. هؤلاء سيموتون وتظل الذنوب تتراكم وتتراكم وتتراكم عليهم بتلك المآسي حتى تدخلهم النار!

أعرف أن أكثرهم لا يأبه ولا يحفل لمسألة النار ويوم القيامة، إن هذا الأمر خافت ضئيل ذابل في قلبه.. نعم، وهو من عاجل عقوبة الله لمن يؤيد الظالم، أن يختم الله على قلبه فلا يبصر طريقه إلى الجحيم ولا يشعر بخطورة ما يفعل.. كما أعرف أن بعضهم كافر بالله وباليوم الآخر على الجملة.

وإذا خفت في القلب خشية الله، فهل يصلح أن تؤثر فيه المصلحة الوطنية؟!!

إن اليوم الواحد الذي يحكم فيه السيسي مصر يساوي سنين من الكوارث والمظالم والجرائم والنكبات.. سواءٌ في هذا من ينظر بمنظور الدين أو من ينظر بمنظور الوطنية!

المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى