افتتح صباح اليوم الشيخ الدكتور علي القره داغي – الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ الدكتور أحمد الريسوني – الفقيه المقاصدي ونائب رئيس الاتحاد، “الندوة التمهيدية للمؤتمر العالمي لترقية التعليم الشرعي”، والتي تناقش واقع التعليم الشرعي حالياً في العالم والتجارب الناجحة والتجارب غير الناجحة، وكذلك الواقع المأمول لتطوير وترقية هذا التعليم الذي تحتاج إليه الأمة .
وتعقد الندوة خمسة ورش عمل متخصصة هي: ورشة التعليم الشرعي: واقعه ومشاكله ومتطلباته ويديرها الدكتور أيمن صالح، وورشة البحث العلمي في التعليم الشرعي ويديرها د. عبد المجيد النجار، وورشة تجارب ناجحة للتعليم الشرعي (تحديد نماذج معينة وبيان وجوه نجاحها، بغية إدراجها في المؤتمر) ويديرها د. خالد الصمدي، وورشة التعليم الشرعي للأقليات الإسلامية ويديرها د. صفوت خليلوفيتش، وورشة التعليم الشرعي غير النظامي (للكبار) ويديرها د. جمال عبد الستار .
الفروق بين التعليم الشرعي والعالي
وألقى الدكتور خالد الصمدي – مدير مركز البحث التربوي، خبير التعليم لدى منظمة إيسيسكو، أمام الندوة محاضرة، ناقش فيها الفروق بين التعليم الشرعي والتعليم العالي والإشكاليات والتحديات التي تواجه هذا النوع من أنواع التعليم .
ونادى الصمدي من باب إعمال فقه الواقع أن يطلع القائمين على التعليم الشرعي على علوم أخرى مثل علم النفس وعلم الاجتماع ومجال التربية حتى يتم إزالة الضعف الموجود لدى المشتغلين في مجال العلم الشرعي فيما يتعلق بموضوعات المجال التربوي، وكذلك الضعف الموجود لدى المشتغلين بعلم التربية فيما يتعلق بمجالات التعليم الشرعي .
كما ثمن الصمدي الخطوة التي خطاها الاتحاد ولجنة التعليم به بالعمل على تنظيم مؤتمر دولي لترقية التعليم الشرعي يتبنى دراسة التجارب الدولية في مجالات التعليم والتطوير لتحسين مستوى التعليم الشرعي عالمياً وفق أسس ومعايير علمية منهجية .
جودة التعليم الشرعي
الى ذلك، ألقى د. ناجي عبد المعطي – استشاري جودة التعليم، كلمة تتناول فيها: مكونات النظام التعليمي من طالب ومعلم ومنهج وبيئة وإدارة ومجتمع محلي ومجتمع عالمي .
كما تحدث عبد المعطي عن القيادة التربوية من حيث التميز القيادي وتطوير الفئة القيادية وتفويض الصلاحيات والحوافز والمكافآت، وكذلك أهمية وجود التخطيط الاستراتيجي في البيئة التعليمية بدءاً من التفكير الاستراتيجي وإعداد الخطة الاستراتيجية ونشر هذه الخطة ثم تقويمها .
وأشار الدكتور ناجي إلى أهمية التنظيم الإداري في العملية التعليمية من حيث الهيكلة والصلاحيات وأنظمة وأدلة العمل ومبدأ تبسيط الإجراءات .
كما تناول العرض التقديمي الذي قدمه استشاري جودة التعليم د. ناجي عبد المعطي إدارة الموارد والمشاريع في العملية التعليمية، وكذلك استراتيجيات التعليم وبيئة التعلم، وتنمية المتعلمين ورعايتهم، والأنشطة المؤسسية والمسابقات، والتفاعل مع المجتمع المحلي، وكيفية توثيق الأدلة، والبنية التحتية المطلوبة لبناء منظومة .
هذا وأكدت الدكتورة نزيهة معاريج – عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين -، ضرورة الاهتمام الكبير بالمنتج الرئيسي من العملية التعليمية وبخاصة التعليم الشرعي حيث يجب أن يتحلى طالب العلم الشرعي بالقيم الإسلامية اللازمة لأن يؤثر في المجتمع الذي يعمل فيه لا أن يكون قدوة سلبية تنفر المجتمع منه ومن العلم الشرعي الذي يحمله .
والجدير بالذكر أن الندوة ستختم بكلمة للعلامة الشيخ يوسف القرضاوي، ثم يتم تجميع توصيات الندوة التمهيدية لتكون بمثابة وثيقة العمل للمؤتمر العالمي لترقية التعليم الشرعي المتوقع انعقاده خلال الربع الأول من العام القادم على أمل الخروج بنموذج عالمي وآليات لتطوير التعليم الشرعي والتي سيتم عرضها على الدول والجهات التعليمية المختصة للوصول لصيغة عملية لتطبيق النظام المأمول في التعليم الشرعي لتحقيق المستهدفات المرجوة منه.