الدكتور محمد حامد الدين البورني: الهجرة للحبشة لم تنقطع بعد الصحابة والمسلمون يشكلون أكثر من 60% من سكان إثيوبيا
واستعرض الدكتور محمد حامد الدين البورني علاقة الإسلام بإثيوبيا من خلال اختيار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الحبشة مأوى للمسلمين الذين تعرضوا للظلم والأذى من طرف قريش عند بدء الدعوة الإسلامية في مكة. فقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) لصحابته “لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يظلم عنده أحد”.
وتطرق الدكتور البورني إلى انتشار الدعوة الإسلامية في إثيوبيا، وقال إن هجرة المسلمين إلى الحبشة لم تنقطع بعد عهد الصحابة، حيث أقيمت ممالك إسلامية كثيرة بدءا من سنة 80 من الهجرة النبوية، واستمرت إلى نحو القرن الـ16 الميلادي، وتوالى مجيء العلماء والفقهاء والتجار في عهد الدولتين الأموية والعباسية. وأشار إلى أن الجانب الأكثر انتشارا في إثيوبيا كان الدعوة والتعليم، ومن خلالهما حافظ المسلمون على هويتهم.
وعن وضع المسلمين في الوقت الراهن في إثيوبيا، كشف ضيف حلقة برنامج “الشريعة والحياة في رمضان” عن أن التقدير الذي يتفق عليه الباحثون والمراقبون هو أن مسلمي إثيوبيا يمثلون ما بين 60 و65% من سكان البلاد، مؤكدا أن المذهب الشافعي ينتشر في البلد بنسبة 70%، يليه المذهب الحنفي، وأن الأغلبية الساحقة من العلماء والفقهاء في البلاد هم من أهلها.
غير أن المسلمين في إثيوبيا -حسب عضو هيئة علماء المجلس الإسلامي الإثيوبي- ظلوا مهمشين من الناحية السياسية، إذ إن مشاركتهم في الحياة السياسية لا تساوي حجمهم أو عددهم، وهذا ليس بسبب موانع قانونية وإنما بسبب موانع ذاتية، مؤكدا أن هدفهم حاليا هو جمع الكلمة ووحدة الصف.
وتطرق إلى رمضان وأهميته لدى مسلمي إثيوبيا، وقال إن له مذاقا خاصا، لا سيما في المناطق الريفية، حيث إن العمق الإسلامي في الحبشة هو في الولايات والأقاليم، وإن الناس يقبلون على الطاعات بشكل كبير في هذا الشهر الفضيل.
ودعا الدكتور محمد حامد الدين البورني المسلمين في بقية الدول إلى ضرورة الاهتمام بنظرائهم في إثيوبيا، وقال إن ما يجهلونه عن الحبشة ومسلميها أكثر مما يعلمونه، مشيرا إلى حاجة المسلمين في هذا البلد إلى التطوير كما هي الحال في بقية الدول الإسلامية.
المصدر: الجزيرة