الدكتور الريسوني “العلامة الفقيد القرضاوي إنسان استثنائي ومشاهير العلماء من تلاميذه”
قال العلامة والفقيه المقاصدي أحمد الريسوني، إن الفقيد الكبير والعلامة والشيخ الجليل يوسف القرضاوي رحمه الله، فقيد الجميع. فجميع المسلمين مصابون بهذا الحدث وهذه المصيبة، وكلنا نستحق التعزية، وكلنا نستحق تقديمها وتلقيها.
وأضاف، “عظم الله أجر الجميع من أبناء هذه الأمة وعلمائها، ومن محبي الشيخ وقراءه وتلامذته وممن سمعوا عنه وعن فضله، وحتى من لم يقرأوا له، فإن فضله وفوائده واصلة إليهم ولأسماعهم”.
وأكد العلامة الريسوني أن الشيخ يوسف “إنسان استثنائي بجميع المقاييس، وأول شيء فهو استثنائي في غزارة مؤلفاته وغزارة محاضراته وبحوثه ومقالاته ومئات ومئات مما تركه لنا مكتوبا ومسموعا في مختلف العلوم الإسلامية والعلوم العربية والعلوم الأدبية.. مع جودته وفائدته وسده لثغرات حقيقية في واقعنا”.
واعتبر العلامة الريسوني أن الفقيد كان “من قلائل العلماء في التاريخ الذين وصلت تآليفهم إلى المئات، وأما المحاضرات والمقالات والبرامج التلفزيونية فحدث ولا حرج”، مضيفا أنه استثنائي كذلك لأنه “جمع بالكامل وبصفة دائمة بين القول والعمل، وبين المدارسة والممارسة، وربما يظن من يرى هذا الكم الكبير من المؤلفات والكتابات، أن هذا الرجل عاكف في مكتبته ومكتبه يقرأ ويكتب ويقرأ ويكتب، ولكن من يراه ويزوره، ويلتق به يظن أنه لا يجلس في مكتبه ولا في مكتبته، وأنه دائم الاستقبال للناس، ودائم التجوال عبر العالم على مدى عمره المديد النافع”.
وزاد العلامة الريسوني في شهادته، من يرى الشيخ الفقيد مؤسسا وموجها ومفتيا في البنوك والشركات الإسلامية التي كان له باع طويل في تأسيسها وترشيدها وأسلمتها، ومن يراه حاضرا في الإعلام، و في القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا الأمة، يحسب أن هذا الرجل مناضل ومجاهد، ولا يمكن أن يجد وقتا للكتابة، فهو جمع بهذه القوة الهائلة وبهذا العطاء الثري الغزير بين القول والعمل، بين الإنتاج العلمي والإنتاج العملي وهذا ايضا شيء استثنائي.
وقال العلامة الريسوني “هذا هو العالم الرباني، الذي ذكر في القرآن الكريم مرارا، العالم الرباني الذي يربي الناس ويرعى قضاياهم ويتفقدها، ويحل مشاكلهم ويفتيهم ويستمع إليهم، ويدبر كثيرا من شؤونهم، فهو كان جالسا للناس يستمع ويساعد ويرشد، ويتوسط وهذا من عجائب ما وهبه الله تعالى من قدرات”.
وأضاف، والعلامة القرضاوي رحمه الله “استثنائي بقدراته الاجتماعي، فدائما كنت أتعجب من قدرته على استيعاب هاته العلاقات التي لا نهاية لها ، لا يمكن أن نسأل عنه أو نزوره إلا ونجد الناس في زيارته من مختلف القارات، ويأتي طالب من خارج قطر أو من قطر يريد أن يزور الشيخ فيتصل بي فأقول له سأرى لأن لديه زيارات وأشغال كثيرة ولكنه لا يعتذر أبدا، يستقبل ويستمع ويوجه ويجيب. وهذا الاستيعاب للعلاقات واستيعاب الناس بمشاكلهم وأصنافهم يشمل القارات كلها، لا يستوعب أبناء قريته أو مدينته أو قطره أو مكان إقامته، بل يستوعب الناس بأشكال ومستويات، يستقبل العلماء والسياسيين ورجال الأعمال والطلبة والنساء والرجال”.
كما كان الشيخ والعلامة يوسف القرضاوي رحمه الله استثنائي كذلك- يؤكد الفقيه الريسوني- بمواقفه “فرغم عمره الطويل وتقلبه في أطوار وصعوبات ومشاكل كثيرة وجسيمة، فإنه ظل على مبادئه ومواقفه سواء في بيان الأحكام الشرعية أو في مواقفه السياسية، أو في نصرة القضايا الإسلامية.. وكان رائدا في كل القضايا التي تعاني منها الشعوب الإسلامية، والمظالم التي تئن تحتها الأقليات الإسلامية، دائما تجده في الصدارة فتظنه متفرغا لهذا الأمر، ومتخصصا فيه”.
وشدد الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، على أن الفقيد “ترك لنا هذه العبر وهذه الدروس وهذه الأسوة الحسنة، أسوة حسنة للدعاة، وللعلماء وللفقهاء وللمجتهدين ولطلبة العلم وللسياسيين، ترك لنا دروسا جليلة وعظيمة، علينا أن نزيد من نشرها ونتشبع بها ونتشربها ونعرف بها، ليستفيد منها كل بحسبه، فيصعب أن يستفيد أحد من كل هذه الجوانب، نرجو ذلك ولكن على الأقل كل واحد يستفيد ويتشرب ما يناسبه”.
وأشار الفقيه الريسوني إلى ما خلَّفه الرئيس المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من مؤلفات وما تركه من تلاميذ، وما تركه من مثقفين وعلماء يحملون أفكاره، ويجسدونها أيضا في تدريسهم ومؤلفاتهم في كل القارات، عربا وغير عرب، في تركيا في ماليزيا في اندونيسيا في القارة الأوروبية والأمريكية وفي إفريقيا.
وختم العلامة المقاصدي شهادته بقوله “عزاؤنا هو هذه البذور المنتشرة، بل هذه البذور قد ترعرت، فكثير من كبار العلماء ومشاهير العلماء هم من تلاميذه، ومن تلاميذ كتبه، ومن تلاميذ مائدته، فعزاؤنا أن شيخنا بفكره وجهاده وقدوته وأخلاقه مازال حيا وسيظل حيا إلى ما شاء الله”. مجددا الترحم عليه والدعاء له.
المصدر موقع التوحيد والإصلاح