الدعشنة العلمانية والإرهاب الحداثي.. أستاذ فلسفة يهدد بقتل مخالفيه
بقلم مصطفى الحسناوي
في الوقت الذي عبرت فيه قامات فكرية وسياسية وحقوقية، حداثية وعلمانية يمينية ويسارية، عن مواقف إنسانية نبيلة، مستنكرة الظروف التي توفي فيها محمد مرسي، وعلى رأسهم:
المنصف المرزوقي، محمد البرادعي، حسن أوريد، المعطي منجب، لطيفة البوحسيني، دون أن ننسى دعوات الأمم المتحدة، والعديد من المنظمات الحقوقية الدولية.
اختار حثالات الحداثة والعلمانية، وأوساخ اليسار واليمين، من الدواعش المتطرفين، أسلوب إظهار الفرح والسرور والبهجة والشماتة، بل وصلت الدعشنة، حد التهديد بالقتل، كما في تدوينة داعشي يدعي الحداثة والتنوير والتقدمية…
وهكذا كتب أحد أساتذة الفلسفة يدعى عبد الرحيم الوالي، تدوينة تقطر تطرفا وإرهابا ودعشنة وكراهية وشوفينية، تجاه كل من خالفه، جاء فيها:
“راه عندكم الزهر شدو السيسي ودار ليه محاكمة. كون شديتو أنا هو ولا أي خوانزي غادي نخشي ليه قرطاسة فراسو. لاش ندخلو للحبس يبقى مكوز لي تما نوكلو ونشربو ونداويه وعاس عليه لا يهرب؟ فليطوكس هو الحل. كل ظلامي إرهابي لا يستحق الحياة”.
أستاذة الفلسفة المثيرة للجدل، أمينة بوشكيوة، كتبت سلسلة تدوينات، تعبر عن انتشائها وفرحها بموت الرجل، قبل أن تعمد لحذفها،
كذلك الأمر بالنسبة لأستاذ يدعى الحسن محمد رحو الجراري، الذي كتب سلسلة تدوينات جاء فيها:
مات الغبي مرسي العياط … وانتصرت سورية
مرسي العيّاط ماااات … ومعه ماتت الدسائس والمؤامرات ومات انموذج الركوب على الدين في السياسة : شكراً لغبائه فمعه انتبهنا الى أن الربيع كان عبرياً.
أرجو من كل عابدٍ لمرسي العيّاط ونهجه أن يشرّفنا بمغادرته صفحتنا.
إن إيديولوجية هؤلاء الدواعش، لاتعترف بحرية الاختلاف وحرية التعبير، لاشيء من ذلك، إما أن تعتنق إيديولوجيتهم وتتبنى رؤيتهم للكون والحياة والإنسان، أو يقتلوك.
لا وجود للمحاكمة العادلة، ولا للسجن، في إيديولوجية هؤلاء، بل رصاصة في الرأس، الإعدام الميداني، لكل مخالف.
لايتعلق الأمر بالإرهابي الذي يفجر الأسواق والمدارس، بل بكل إسلامي مخالف، سواء كان مجرد داعية او مفكر أو خطيب مسجد، ممارسا للسياسة أو مناضلا حقوقيا، كل هؤلاء لاحق لهم في الوجود، بحسب هذه الدعشنة الحداثية العلمانية.
استنكروا تعاطف المغاربة وحزنهم، لموت إنسان عربي مسلم مظلوم، وفوق ذلك كله هو إنسان، وكتبوا مالنا ولمصري مات، فليذهب إلى الجحيم، نحن مغاربة، لكنهم ملؤوا الدنيا ضجيجا، حين مات هاوكينغ ونسوا أنهم مغاربة، إنه الكيل بمكاييل الدعشنة الحداثية، ومعايير التطرف اللاديني.
كيف سيكون الأمر، إذا أمسك أمثال هؤلاء السلطة، بل كيف حال طلبتهم وتلاميذهم الآن، الذين يخالفونهم الرأي، وأي أفكار وقناعات يحشون بها أدمغتهم.
ليس مستبعدا أن يشكل هؤلاء خلايا، ويقنعوهم بتنفيذ عمليات اغتيال، ولربما أقنعوا تلاميذهم، بقتل أخوانهم أو آبائهم، فأيخطر يتهددنا من وجود أمثال هؤلاء بين ظهرانينا، ومن وجودهم في مواقع السلطة والقرار والمسؤولية؟
نحاول جاهدين محاربة الفكر المتطرف والتكفير والتفجير، لدى المتدينين، لكن ما نلبث أن يظهر لنا في كل مرة وحين فكر إرهابي متطرف لاديني، أشد دعشنة، فيغذي بدوره التطرف الديني، ويعيق كل محاولات الإصلاح ورفع الوعي.
(المصدر: هوية بريس)