أكبر شعارات ثورة الخميني في إيران التي ما زالت ترددها أفواه أتباعه ومناصريه، أن الولايات المتحدة الأمريكية هي (الشيطان الأكبر).
وثائق أمريكية -رفعت عنها السرية مؤخراً- كشفت أن الخميني كان يتلقى دعماً خاصاً من إدارة الرئيس الأسبق، جيمي كارتر؛ من خلال إجبار الشاه محمد رضا بهلوي، على مغادرة إيران، وصعود معسكر الخميني بدلاً عنه.
وتشير الوثائق إلى أن إدارة كارتر مارست ضغوطاً كبيرة أوصلت الشاه إلى طريق مسدود، قبل أن تجبره على التنازل عن الحكم، ودخول الخميني بدلاً عنه.
وفي إشارة إلى مفاوضات جرت خلف الستار بين المقربين من الخميني والإدارة الأمريكية، ذكرت الوثائق أن الخميني لم يكن معارضاً لبيع النفط لإسرائيل.
وكشفت الوثائق الجديدة لوكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” تفاصيل ما جرى في أروقة البيت الأبيض من جهة، والسفارة الأمريكية بطهران من جهة أخرى، خلال الأسابيع القليلة التي سبقت الإطاحة بنظام الشاه.
وأظهرت أن الخميني بدأ في 15 يناير/كانون الثاني 1979 مفاوضات مباشرة مع ممثلين عن إدارة الرئيس جيمي كارتر في ضواحي باريس، دامت أسبوعين؛ تمهيداً لمغادرته العاصمة الفرنسية باتجاه طهران؛ لإعلان نظام الولي الفقيه.
وبالتوازي مع ذلك كانت السفارة الأمريكية في طهران تسابق الزمن، وتنسق بين مهدي بازركان، ومحمد بهشتي، مساعدي الخميني من جهة، وقادة السافاك (جهاز المخابرات) وجنرالات الجيش من جهة أخرى.
وتكشف الوثائق عن محضر اجتماع سري للرئيس كارتر مع كبار مساعديه في البيت الأبيض، تم خلاله اتخاذ قرار الإطاحة بالشاه.
وخلال الاجتماع اعترض مستشار مجلس الأمن القومي، زبغنيو بريجينسكي، على الأمر، إلا أن وزير الخارجية، سايروس فانس، ورئيس “سي آي إيه”، استانسفيلد تيرنر، تمكنا من إقناع الرئيس بضرورة تغيير النظام، ومطالبة الشاه بمغادرة البلاد، وقال وولتر مانديل، نائب الرئيس، خلال الاجتماع: “يجب تشجيع الشاه على الرحيل بطريقة لا يعرف أن أمريكا وراءها”.
*المصدر : الخليج أونلاين