الخليلي يدعم مقاطعة منتجات الدول المسيئة للنبي ﷺ.. والقره داغي “لا نقبل المساسٍ بالعقيدة والمقدَّسات والرموز الإسلامية نهائياً”
تواصلت ردود الفعل الرافضة للإساءة للرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، في عدد من الدول العربية والإسلامية، كما تجددت الدعوات إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، ردا على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن الرسوم المسيئة للرسول والإسلام.
وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية نشر صور ورسوم مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، على واجهات مبانٍ في فرنسا، مع إصرار الرئيس ماكرون على عدم التراجع عن الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة، بينما طالبت الخارجية الفرنسية الدول العربية والإسلامية بوقف مقاطعة المنتجات الفرنسية.
وانتشرت دعوات مقاطعة البضائع الفرنسية والوسوم المدافعة عن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، بشكل كبير للغاية على مواقع التواصل الاجتماعي، كما قامت مجموعة كبير من المتاجر في العالم العربي والإسلامي بسحب البضائع الفرنسية.
استنكار علماء المسلمين
ودعا مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي إلى مقاطعة جميع منتجات من أساؤوا إلى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، وسحب أموال المسلمين من المؤسسات، التي يديرها “المعتدون” حسب وصفه.
وقال الخليلي في بيان نشره، الاثنين، على صفحته الرسمية بموقع تويتر “أحيي همة الذين غاروا على حرمات نبيهم، ودعوا المسلمين إلى مقاطعة جميع الصادرات من قبل الذين تعدوا على شخصيته العظيمة، ولم يبالوا بمشاعر هذه الأمة تجاه هذه الشخصية، التي أكرم الله بها الوجود”.
إني لأُحيي همَّةَ الذين غاروا على حرماتِ نبيهم عليه الصلاة والسلام، ودعوا المسلمين إلى مُقاطعةِ جميع الصادرات من قبل الذين تعدَّوا على شخصيته العظيمة، ولم يبالوا بمشاعر هذه الأمة تجاه هذه الشخصية التي أكرم الله بها الوجود، فكانت أكرمَ من في الأرض ومن في السماء من خلق الله. pic.twitter.com/H4zslOJBnr
— أحمد بن حمد الخليلي (@AhmedHAlKhalili) October 26, 2020
كما استهجن الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور علي القره داغي نشر صور رسوم مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، قائلاً: نؤكِّد كعلماء وكأفراد أنَّ أيَّ مساسٍ بالعقيدة والمقدَّسات والرموز الإسلامية هو أمرٌ غير مقبول نهائياً.
وأضاف فضيلته في تصريحات لصحيفة الوطن، إننا نرفض رفضاً قاطعاً أي اساءة لأي دين من الأديان ليس لديننا الإسلامي الحنيف فقط، ونحن لا نقبل أن توجه الرسوم المسيئة إلى سيدنا المسيح أو إلى سيدنا موسى أو إلى أي نبي من الأنبياء أو كذلك إلى أي دين من الأديان، لقوله سبحانه وتعالى: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ).
ونوه القره داغي، إلى أن ديننا يحترم معتقدات الناس ورب العالمين يقول: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر نحن لسنا ضد الحرية، ولسنا ضد الانتقاد الموضوعي لأي شيء، ولكن نحن ضد الاستهانة والاستهزاء والسخرية والإساءة للأديان.
إني لأُحيي همَّةَ الذين غاروا على حرماتِ نبيهم عليه الصلاة والسلام، ودعوا المسلمين إلى مُقاطعةِ جميع الصادرات من قبل الذين تعدَّوا على شخصيته العظيمة، ولم يبالوا بمشاعر هذه الأمة تجاه هذه الشخصية التي أكرم الله بها الوجود، فكانت أكرمَ من في الأرض ومن في السماء من خلق الله.
وأكد القره داغي، أن مثل هذه التصرفات لا تدخل في إطار الحرية، باعتبار أنه حتى في المفهوم الغربي الحرية تتوقف عندما تمس كرامة الآخر، واصفاً الإساءات التي تحدث في فرنسا وفي بعض الدول كتمزيق القرآن والإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، بأنها إهانة واستهانة بـ 1.7 مليار مسلم.
كما بيّن فضيلته، أن الإسلاموفوبيا وغيرها من المصطلحات لا توجد إلا ضد الإسلام، متسائلاً: لماذا لا يتحدثون عن المسيحية واليهودية والبوذية، منوهاً بأن هنـــاك إبادة كاملة تحدث للمسلمين في الصين ولا أحد يتكلم، بالإضافة إلى محاولة الحزب الهندوسي العنصري الذي يريد إخراج ثلاثين مليون مسلم، ولا أحد يتكلم أيضاً إلا على الإسلام.
كما أكد أن المسلمين لا يقبلون بذلك وأنهم يسعون بكل جهودهم لمنع هذه الأمور، ولكن بالطبع بالحكمة والموعظة الحسنة، والأساليب القانونية واللجوء إلى مؤسسات المجتمع المدني وإلى كل ما هو متاح لنا، وإذا اضطررنا سوف نقوم باتخاذ إجراءات اقتصادية ضد الدول المسيئة لنبينا الكريم وغير ذلك من الوسائل السلمية.
استنكار الدول والهيئات العُلمائية
واستنكرت دول عربية وإسلامية ومؤسسات علمائية خطابات الكراهية والإساءة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضد الإسلام والمسلمين، والتي مست شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم.، من بينها: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومنظمة التعاون الإسلامي، ودار الإفتاء في لبنان، وحركة «الجهاد الإسلامي» الفلسطينية، المجلس العلمي الأعلى بالمغرب، وهيئة علماء السودان، ومجلس حكماء المسلمين بمصر، جمعية “التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا(CCIF) “، والمجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر.
كما قرر مجلس حكماء المسلمين، برئاسة شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، تشكيل لجنة خبراء قانونية دولية لمقاضاة مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية، لتعمدها الإساءة إلى النبي محمد (ص).
وأدان المجلس، خلال اجتماع افتراضي عبر تقنية الفيديو كونفرنس، ترأسه شيخ الأزهر الشريف، اليوم الإثنين، “الحملة الممنهجة التي تسعى للنيل من نبي الإسلام والاستهزاء بالمقدسات الإسلامية تحت شعار “حرية التعبير”.
واستنكر المجلس حادثة مقتل المدرس الفرنسي، وكذلك الاعتداء بالطعن والشروع في قتل سيدتين مسلمتين قرب برج إيفل، مشددًا على أن كل هذه الحوادث هي “إرهاب بغيض” أيا كان مرتكبها ومهما كانت دوافعه.
وعلى مستوى الدول: فقد أدانت الأردن وتركيا والكويت وقطر والمغرب والسعودية والجزائر والعراق وليبيا وموريتانيا واليمن وباكستان وإيران.
وقدمت تلك الدول والمؤسسات العُلمائية احتجاجا على إهانة فرنسا للدين الإسلامي وللرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأن المسلمين لا يمكن لهم القبول بهذه الإساءة تحت عنوان حرية التعبير.
كما حذرت الدول والمؤسسات من مغبة دعم تلك الإساءات واستمرارها، سواء للأديان السماوية كافة أو الرسل عليهم السلام، من جانب بعض الخطابات السياسية الرسمية ، كما أشارت إلى خطورة الاستمرار في دعم هذه الإساءات والسياسات التمييزية، التي تربط الإسلام بالإرهاب، لما تمثله من تزييف للواقع.
واعتبرت أن التطاول على الرموز الدينية والإساءة لها يعتبر إساءة للإنسانية برمتها وتطرفا، خصوصا إذا كان صادرا عن مسؤول يعتبر نفسه حاميا لقيم الإخاء والحرية والمساواة.
وطالب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في عدة دول عربية وإسلامية بمقاطعة المنتجات الفرنسية نصرة للرسول صلى الله عليه وسلم، ورفضا لتصريحات مسؤولين فرنسيين، في مقدمتهم ماكرون، ضد الإسلام.
(المصدر: الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين + وكالات)