مقالاتمقالات مختارة

الخلاف المنهاجي مع السبسي والفريق الذكوري من المسلمين

بقلم الشيخ سالم الشيخي

المناهج التي تحكم العقلية القانونية والفلسفية اليوم فيما يتعلق بعلاقة الرجل مع المرأة تعود إلى ثلاثة مناهج عالمية: المنهج الأُنثوي، وهو الذي يحكم العقلية العلمانية بل هو الأساس العقدي لها فيما يتعلق بقضايا المرأة وحقوقها، وهو منهج ينطلق من فلسفة تفترض تقسيم المجتمع تقسيماً رياضياً نصفه رجال ونصفه نساء، وأنّ العلاقة بينهما قائمة على أساس الصراع، والتنافس على مصالح الطرفين، وعليه فهو منهج يرسخ لمفهوم الصراع بدلاً من مفهوم السكن والرحمة، ولمفهوم تقسيم الأدوار بدلاً من مفهوم توزيع الأدوار بين الرجل والمرأة.
ويقابل هذا المنهج المنهج الذكوري الذي يرتبط بالعادات والتقاليد التي تنسب زورا إلى الإسلام وأحكامه، إنّه المنهج الذي يرتكز على الذات الذكورية، وينظر إلى المرأة على الدوام بعين النقص والإقصاء، وأنها ينبغي أن تبقى في زاوية ضيقة من زوايا الحياة لاتخرج منها أبدا، وهم قد يستدلون على ذلك بنصوص صحيحة مع تأويل خاطئ، أو بنصوص صريحة ولكنها ضعيفة من حيث الصنعة الحديثية عند أهل الاختصاص، وبين هذين المنهجين المنهج الوسط الذي ندعوا أن يكون حاكماً منهجياً لمن اختارهم الشعب لوضعِ دستورٍ تتمثَّلُ فيه هُوية المجتمع وعقيدته، إنَّهُ المنهجُ الإسلامي الأصيلُ القائم على مفهوم اكتمال الأَدوار بين الرجال والنساء، المنهج الذي يؤمن أن العلاقة بين الذكر والأنثى هي علاقة تمازج، وتراحم، وتداخل لا علاقة صراع وتدافع واستبداد وقهر من طرفٍ لآخر؛ منهجٌ يرفضُ مبدأَ الصراع الموهوم بين الرجالِ والنساء، ويقومُ على أساس من قوله – تعالى – : { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الروم : 21] ، وقوله – تعالى- :{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ } [ آل عمران : 195] .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى