الخارطة البحثية في علم العقيدة
بقلم أ. د. عبدالله بن مبارك السيف
الخارطة البحثية في علم العقيدة
مسار التأليف: توحيد الألوهية
بسم الله نبدأ وبه نستعين وعليه نتوكل:
هذه الدورة مبنية على نظرية وهي توظيف أدوات التفكير العلمي في تسهيل البحث العلمي وتسريعه (أدوات التفكير العلمي لها دورة مستقلة).
وهنا سيتم ابتكار أداة تفكير علمي تعين على البحث وهذه الأداة على شكل خارطة طريق تسهل البحث. وهي مبنية على فلسفة ونظرية معينة وهي أن من يبحث ومعه دليل إرشادي سيكون أسرع ممن يبحث بدون دليل إرشادي.
وأحسن مثال لها: شابان دخلا في مسابقة رالي سيارات في صحراء: الأول أخذ من اللجنة المنظمة خارطة للطريق والثاني لم يأخذ خارطة. والنتيجة أن الثاني سوف يصل متأخرا جدا عن الأول، هذا إن وصل لأن احتمالات الضياع واردة في الصحراء الشاسعة.
فكذلك البحث العلمي والذي يستمر لسنوات ليست قليلة يحتاج إلى خارطة طريقة وهو ما يتم تطويره هنا في تخصص العقيدة – مسار توحيد الألوهية.
ومسارات التأليف في العقيدة متنوعة ومنها:
1- علم توحيد الربوبية.
2- علم توحيد الألوهية.
3- علم توحيد الأسماء والصفات.
4- علم الديانات والتيارات المنحرفة والفرق الإسلامية.
وسوف نطبق على المسار الثاني والباحث يفهم الطريقة ثم يجعل له خارطة في المسارات الأخرى على غرارها.
المرحلة الأولى: التطبيق في مسألة عقدية من كتاب واحد موسوعي من كتب العقيدة في توحيد الألوهية:
1- نبدأ بكتاب تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب مثلا ولتكن المسألة مثلا حكم السحر.
2- نفتح ملف وورد باسم حكم السحر ونضع فيه النص كاملا من تيسير العزيز الحميد.
3. سيكون عندنا ملفان في وورد: الأول: اسمه مادة خام للقص واللصق. والثاني: اسمه عناصر بحث حكم السحر.
4- نقوم بقراءة نص تيسير العزيز الحميد. ثم ننقل بالنص من ملف الوورد ما يتعلق بكل عنصر في موضعه من عناصر بحث الموضوع بطريقة القص واللصق حتى ننتهي.
5- نقوم بتوثيق كل نقل مهما كثر منه ونضع التوثيق في الحاشية.
6- سوف نلاحظ في النهاية أن نص تيسير العزيز الحميد من الملف الأول اختفى ولم يبق منه شيء وتم نقله كاملا للملف الثاني.
7- ترتب العناصر: تعريف السحر- أنواعه – حكمه – الأدلة من الكتاب والسنة – أقوال العلماء – علاج السحر – هل له حقيقة – حكم السحرة – زيادة العناصر كلما ظهر لك شيء من خلال النقل.
8- التوثيق لابد أن يكون دقيقا شاملا لكل نقل من تيسير العزيز الحميد ولو تكرر. ثم النقل إن كان بالمعنى فيكتب (ينظر أو انظر) وإن كان بالنص فبدون (انظر).
9- يؤجل تخريج الحديث للمرحلة التالية.
المرحلة الثانية: الرجوع لمراجع مناظرة:
1- في هذه المرحلة نكمل ملف تيسير العزيز الحميد ونغذيه بالمصادر الجديدة.
2- نختار شرحا آخر موسوعيا أقل من الأول مثل فتح المجيد.
3- المعلومة إن كانت موجودة سابقا من تيسير العزيز الحميد نزيدها توثيقا من المصدر الجديد، وإن لم تكن موجودة فنضعها تحت العنصر الصحيح المناسب لها ثم نوثقها من مصدرها.
4- سيكون عندنا ملفان في وورد كالسابق:
الأول: اسمه مادة خام للقص واللصق.
والثاني: اسمه عناصر بحث حكم السحر.
5- اختر كتاباً آخر أقل منه في الحجم وفي الأهمية.
6- ننقل نصه في ملف وورد مستقل.
7- ثم نقوم بعملية قص ولص إلى ملف عناصر بحث المسألة.
8- نقوم بتوثيق النقول منه ولو كان كلمة واحدة.
9- إذا كانت المادة موجودة في تيسير العزيز الحميد سابقا فنكتفي بمجرد التوثيق فقط ونحذف النص المنقول من الأشباه والنظائر.
10- نكتب في التوثيق في الحاشية كالتالي: تيسير العزيز الحميد: (3/131)، وانظر: فتح المجيد: (3/66) مثلا.
11- إذا كان أحدهما متقدما على الآخر فنقدم المتقدم في التوثيق ونؤخر المتأخر.
12- نكرر ذلك في كل المسائل المنقولة من فتح المجيد أو ما بعده من الكتب حتى ننتهي منها كاملة ونجردها جردا دقيقا.
13- سوف نكتشف أن مادة فتح المجيد وما بعده المنقولة اختفت من ملف الوورد الأول وتم نقلها بنصها أو على الأقل التوثيق منها كزيادة توثيق.
14- ثم نكرر هذه الطريقة بحذافيرها في كتب أخرى مناظرة.
15- نستفيد في بناء عناصر المسألة من الكتب المعاصرة لأنها سارت على منهج علمي مستفاد مما سبق وهي أكثر تنظيما.
16- في نهاية هذه المرحلة نكون قد وثقنا من الكتب الأصيلة في العقيدة والمراجع الأساسية.
17- عرض الأقوال – إن وجدت – حسب الاتجاه العقدي ومن الخطأ عرض الأقوال حسب آراء العلماء فتقول مثلا تكفير مرتكب الكبيرة وهو قول المعتزلة والخوارج وهكذا.
18- في هذه المرحلة تحتاج الرجوع لكتب المحققين من أهل العلم المهتمين بعلم العقدية وأئمة أهل السنة لبيان مذهب أهل السنة والقول الصحيح في المسائل العقدية مثل أقوال السلف من الصحابة والتابعين وأئمة أهل السنة المشهود لهم.
19- نرجع للكتب المعاصرة التي بحثت المسألة ونستفيد منها في بيان وجه الدلالة والمناقشات وغيرها ونوثق كل ما ننقله منها ونحرص على الرسائل العلمية بالذات.
20- نرجع للمسألة ونبدأ في عملية إعادة الصياغة بصورة نهائية في كل البحث.
21- نجتهد في بيان وجه الدلالة في كل دليل عند الحاجة.
22- نناقش أدلة المبتدعة وما يرد عليها من اعتراضات.
23- نبين الصواب في المسألة ومذهب أهل السنة فيها في هذه المرحلة بعد توضيح المسألة.
24- اتباع خطة الأقسام العلمية المعتمدة في عرض المسائل.
25- النقل من الإنترنت لايغني عن الرجوع للأصول لأنها لم تعتمد حتى الآن في الجامعات كمصدر للتوثيق مع وجود الأصل مع أن بعضها أدق من المطبوع.
المرحلة الثالثة: التكميليات والتحسينيات البحثية:
1- نعزو الآيات للمصحف الشريف كما يلي: سورة البقرة رقم السورة (2) آية (12).
2- نخرج الأحاديث من كتب التخريج المعتمدة في علم تخريج الأحاديث.
3- إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فيكتفى بالعزو لهما بدون الحاجة لبيان درجته.
4- إن لم يكن فيهما فتحتاج إلى تخريجه وعزوه لكتب السنة والمسانيد وبيان درجته وصحته من شروح الأحاديث ومن أحكام المحدثين.
5- نوثق الآثار من كتب الآثار.
6- إن وجدت الحكم على الحديث أو الأثر فوثقه وإن لم تجده فلابد من البحث في السند وبيان درجته من خلال دراسة الإسناد (يحتاج دورة خاصة) ومن لم يعرف فيستعين بمتخصص.
7- إن وجدت الأثر والحديث في كتب الحديث والمسانيد فوثقه منها واحذف إحالة الكتاب الأول.
8- إن لم تجده فيها فاكتب نسبه فلان لفلان ولم أجده.
9- شرح الغريب الوارد في النص من الكتب المتخصصة فمثلا:
غريب الحديث يرجع فيه للكتب المتخصصة في غريب الحديث ثم يمكن الاستفادة من شروح الحديث وكتب اللغة ولغة الفقه يرجع فيها لكتب لغة الفقه وهكذا.
10- إذا كان المصطلح من المصطلحات المعاصرة فتحتاج للمعاجم التي عنيت بشرح المصطلحات المعاصرة مثل المصباح المنير والمعجم الوسيط ونحوها.
11- نراجع النص من ناحية اللغة العربية والنحو والتراكيب والإملاء.
12- نحتاج في البحوث العلمية الترجمة للإعلام غير المشهورين.
13- تراجم الأعلام الأولى أن يرجع في ترجمة كل عالم لكتب تراجم علماء المذهب نفسه المتخصصة حسب مذهبه الفقهي لأن علماء كل مذهب أعلم بعلمائهم.
14- إذا كانت المسألة في توحيد الأسماء والصفات أو في توحيد الربوبية أو علم الفرق والديانات فاعمل نفس الطريقة اختر كتابا موسوعيا ثم تدرج بنفس الطريقة ونفس الخطوات، فقط غير أسماء الكتب.
خطوات الحصول على نص عقدي دقيق ومشكول:
1- اذهب لموقع الإسلام
http://mahawer.al-islam.com/Loader.aspx?pageid=332
2- إذا لم تجد الكتاب من ضمن كتب البرنامج فخذ بديلا عنه أو اذهب للشاملة أو المكتبة الوقفية وجامع الكتب المصورة ثم حول الصورة لملف وورد بالبرنامج الذي نشرناه سابقا.
3- النقل من الإنترنت لايغني عن الرجوع للأصول لأنها لم تعتمد حتى الآن في الجامعات كمصدر للتوثيق مع وجود الأصل مع أن بعضها أدق من المطبوع.
(المصدر: شبكة الألوكة)