الحماية الفرنسية للتمدد الشيعي في أفريقيا
بقلم رضا بودراع
ما يثير الاهتمام جملة من الحقائق المثيرة للتمدّد الشيعي عموماً هو الغطاء الفرنسي الذي يتمتع به المبشرون الشيعة في إفريقيا وغيرها من المناطق التي لا زالت تقبع تحت النفوذ التاريخي لفرنسا كتغلغل (حزب الله) في لبنان، وهو تحت الوصاية الفرنسية وعلى مقربة من الكيان الصهيوني الذي بدوره يتمتع بالحماية الدولية.
نفس الأمر يتعلق بإفريقيا حيث تركز إيران على مناطق النفوذ الفرنسي، وتتمدد فيه بكل أريحية عكس المناطق التي تعتبر تاريخياً تحت النفوذ البريطاني فنراه يدعم الأحمدية بقوة عكس التشيع.
ما يلاحظ أيضاً أن إيران تركز على التمدّد في النسيج السنّي المالكي، مع غياب كامل في المناطق المسيحية، والوثنية في الدول الإفريقية – الفرانكوفونية.
يمكن تفسير ذلك من خلال تطابق مفهوم الثورة الفرنسية التوسعية مع المفهوم الثورة الإيرانية التمددية فإيران نسخة مطابقه تماماً لطبيعة الدولة القومية التي أفرزتها الثورة الفرنسية !! و هذا ما يفسر دورها في إنجاح الثورة الإيرانية.
كما يفسر أيضاً الغطاء الفرنسي للاقتصاد الإيراني بصفقات الطائرات وغيرها كما لعبت دور الموازن للمصالح في الاتفاق النووي الإيراني مع أمريكا والغرب..
لكن أهم تجلٍّ لذلك التطابق في الرؤية الثورية، هو سماح فرنسا للتمدّد الشيعي في مناطق نفوذها التاريخية من القارة الإفريقية.
وأن استعصاء النسيج الاجتماعي الإفريقي للمسلمين السنة على الحركات التبشيرية النصرانية، يعتبر فشلاً فرنسياً كبيراً في إنشاء شعوب خاضعة لإرادتها، لذلك يتم اعتماد استراتيجية تفكيك هذا النسيج بالحركات التبشيرية الشيعية لسهولة تلبسها بالغطاء الإسلامي، وخداعهم؛ بغية الوصول إلى انتاج شعوب خاضعة للمشروع الإيراني الحليف الطبيعي للثورة الفرنسية ذات الأطماع التوسعية.
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)