أخبار المنتدىأخبار ومتابعاتبياناتمتابعات

الحكم الشرعي لموالاة سلطة رام الله للكيان الصهيوني

الحكم الشرعي لموالاة سلطة رام الله للكيان الصهيوني

الحمد لله القائل(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَآءَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖ وَمَن يَتَوَلَّهُمۡ مِّنكُمْ فَإِنَّهُۥ مِنۢهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى ٱلۡقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ)، المائدة ٥١.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد :
فقد ثبت في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)
وإن فلسطين من جسد الأمة الإسلامية بمنزلة القلب ومكانة المسجد الأقصى وأكنافه كمكانة الروح، وما يضير أهلها يضير كل مؤمن بالله.
وإن العلماء ليتابعون ببالغ الأسى والحزن حرب الإبادة الصهيونية في حق الشعب الفلسطيني، ومن المعلوم من الدين بالضرورة أن نصرة المسلمين والدفاع عنهم واجب شرعي على الأمة، كل على قدر استطاعته، وإن أقل الاستطاعة الوقوف ضد الكيان المحتل وجرائمه المتزايدة؛ ومما يزيد الأسى ويضاعف الحزن موقف السلطة الفلسطينية في رام الله، بقيادة محمود عباس، التي اتخذت موقفا معاديا للمقاومة الفلسطينية بشكل واضح. وتعاونت بشكل معلن مع العدو المحتل، بل وأصبحت ذراعاً من أذرعته الباطشة فهي تلاحق المقاومين، وتعتقلهم او تقتلهم ، ومن عجزت الوصول إليه قدمت معلومات استخباراتية عنه. إضافة إلى خدمات أخرى تمثل إرادة المحتل وتقوّي شوكته ولا تمثل الشعب الفلسطيني ولا تعكس إرادته، لأنها كما أثبتت الأحداث المتوالية مجرد أداة بيد الاحتلال الغاصب. تعمل وفق أهدافه وتسير على منهاجه في قمع أي مقاومة فلسطينية حقيقية وتعمل على ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي من خلال اتفاقيات سلام وهمية لا تحقق سلاماً ولا تمنع استيطاناً ولا تعطي للأقصى حقاً ولا تدفع عنه تدنيساً ولا تجلب أي مكاسب حقيقية للشعب الفلسطيني.
وإن العلماء الموقعين على هذا البيان وهم يتابعون كل ما سبق ذكره بكل أسى وحزن لينكرون ما يجري للفلسطينيين في الضفة على يد هذه السلطة الأجيرة المتواطئة مع الاحتلال ويؤكدون على الآتي:
أولا: إن هذا التعاون الأمني يعد خيانة عظمى بمقياس شريعة الإسلام التي تحرم بشكل قاطع أي تعاون مع العدو المحارب ضد إخوانهم المسلمين.
وإن موقف سلطة رام الله من المقاومة قد تجاوز مجرد ما يسمونه التنسيق الأمني الذي هو بذاته خيانة كبرى ومضادة صريحة لأحكام الشريعة الإسلامية وخيانة واضحة للأقصى وفلسطين وأهلها ، وانتهاكاً صارخاً لقضية الحق في الدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات.
ثانياً : إن من البدهي في كل أمم الأرض ومللها أن أي سلطة تتسمى باسم الشعب فإنه واجب عليها حمايته من عدوها وراعية مصالحه ودفع العدوان عنه ، وذلك مما تستدعيه الضرورة السياسية والأدلة الشرعية ، وإن من أقل واجبات سلطة رام الله أن تقف مع المقاومة وتدعمها، لا أن تقمعها وتتعاون مع العدو في محاربتها.
ثالثا : يؤكد علماء المسلمين الموقعون استنكارهم لما تقوم به حكومة رام الله من اعتقال للمقاومين وتضييق عليهم بل حتى وقتلهم وتخريب ممتلكاتهم، ومهاجمة المناطق التي يحاول أهلها دفع الظلم عن أنفسهم وأهليهم، وهذا العمل الشنيع هو خيانة واضحة وجريمة من أعظم الجرائم، ويؤكدون أن مواقف سلطة رام الله غير شرعية وغير مقبولة دينيا و لا أخلاقيا ، وهذا. ما يقتضي الكفّ عن أعمالها العدائية ضد الشعب الفلسطيني، والتوقف عن الظلم والبغي الذي تمارسه، والانفكاك عن موالاة المحاربين المعادين لله وللمسلمين قال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ…)، الممتحنة: ٩.

رابعاً : ندعو السلطات الفلسطينية أن تعلن نبذها لكل ما يخدم الاحتلال ، وان تلتزم بكامل حقوق الشعب مما توجبه الشريعة الإسلامية و تحث عليه المواثيق المحلية والدولية لحقوق الإنسان، و إيقاف الانتهاك الممنهج ضد المقاومين لما يترتب على ذلك من ضرر عليهم وعلى كافة الشعب ،وقد قال نبيُّنا صلى الله عليه وسلم : (كل المسلم على المسلم حرام؛ دمه وماله وعرضه) رواه مسلم.

خامساً: ندعو المؤسسات العلمائية المستقلة والرسمية إلى القيام بدورها وواجبها المنوط بها في السعي لنجدة المستضعفين والعمل على تحرير فلسطين من المعتدي الغاصب وأوليائه وهذا هو عين ما أمر الله به ؛قال تعالى: (وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِى ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ )، الأنفال ٧٢.
سادساً : يطالب العلماءُ المنظمات الحقوقيةَ و جميع الجهات المعنية باستنكار هذه الأعمال الظالمة، والسعي في إيقافها، لا سيما أن الشعب الفلسطيني يدافع عن حقه على أرضه ولم يرتكبوا ما يوجب إهانتهم وتقييد جهادهم ، وقد قال الله تعالى(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض) ، التوبة ٧١.
وقال صلى الله عليه وسلم : “من نصرَ أخاهُ بالغيبِ نصرهُ اللهُ في الدنيا والآخرةِ” رواه الطبراني والحاكم.

سابعاً: ندعو كل المسلمين للذود عن الشعب الفلسطيني وخاصةً المقاومين منهم والدفاع عنهم بجميع الوسائل المشروعة، والتصدي لتلك الأيدي العابثة أن تنكّل بالمقاومة وندعو الجميع لدعم المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها ، حتى يتم تحرير فلسطين كاملة من الاحتلال الإسرائيلي ولا يكونوا عوناً للظلمة قال تعالى :(وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ…) هود : ١١٣.

ثامناً: يؤكد العلماء أن ما تفعله سلطة رام الله هو نوع من أنواع الخذلان وضرب من ضروب المحاربة لأصحاب الحق المشروع ؛ فقد أصبحت السلطة أداة بيد الاحتلال وعيناً من عيونه وقوة من قواته التي تضر الشعب وتنفع العدو، وعلى ذلك فإن تلك السلطة فاقدة لشرعيتها وناقضة لعهدها ومحاربة للشعب الذي يئن تحت جرائم المحتل وتسلّط السلطة التي تزعم زوراً أنها تمثل الشعب الفلسطيني.

وفي الختام نسأل الله تعالى أن يعجل بالفرج لإخواننا المظلومين وأن يربط على قلوبهم ويعجل بنصرهم، كما نسأله تعالى أن يعز الإسلام والمسلمين ويبرم لأمتنا أمر رشد يُعِزُّ فيه الصالحين، ويمكن فيه للصادقين، إنه سميع قريب مجيب

الموقعون على البيان:
المؤسسات:
– منتدى العلماء
– هيئة علماء فلسطين
– الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم.
– رابطة علماء أهل السنة
– مؤسسة المرتضى للدراسات والدعوة الاسلامية.
– هيئة أمة واحدة
– مجلس الدعاة في لبنان
– ملتقى دعاة فلسطين
– الهيئة العالمية لمناصرة فلسطين

الشخصيات:
– الشيخ المفتي الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
-د. سعيد بن ناصر الغامدي الأمين العام لمنتدى العلماء
– د. نواف تكروري رئيس هيئة علماء فلسطين
– د. محمد الصغير رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم
– أ.د جمال عبدالستار أمين عام رابطة علماء أهل السنة
– د. عبد الحي يوسف- عميد أكاديمية أنصار النبي صلى الله عليه وسلم
– د. وصفي عاشور أبو زيد، أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة الإسلامية
– د. حسن سلمان عضو الهيئة العليا لرابطة علماء المسلمين
– د. محمود سعيد الشجراوي أمين قسم القدس في هيئة علماء فلسطين
– الشیخ عبدالمجید البلوشي المرادزهى ، عضو مجمع الفقه الإسلامي لأهل السنة في ايران و عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، رئيس مؤسسة المرتضى للدراسات والدعوة الإسلامي
– أ د رمضان خميس أستاذ التفسير وعلوم القرآن في جامعة الأزهر وعضو مجلس الأمناء في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
– الشيخ الحسن بن علي الكتاني رئيس رابطة علماء المغرب العربي
– د. سعاد ياسين
– الشيخ محمد خير رمضان يوسف
– د. قاسم صوان
– د. أسامة أبو بكر
– د حسين عبدالعال
– د. محمد المختار الشنقيطي، كاتب وباحث.
– الأستاذ. محمد إلهامي
– الشيخ عبدالله أعياش المكناسي عضو رابطة علماء المغرب
– د. ياسر محمد القادري عضو رابطة العلماء السوريين
– د. فائز النوبي عضو مؤسس في الاتحاد العالمي
– د. سعيد الشبلي مفكر إسلامي
– الشيخ شعيب الندوي
– د. شكري مجولي مسؤول تنسيقية علماء تونس في الخارج
– د. ابراهيم مهنا عضو المكتب التنفيذي في هيئة علماء فلسطين
– أ. د. السيد أبو بكر متقي احمد خان عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين و رئیس المحكمة الدستورية سابقا لدولة افغانستان
– الشيخ رضوان نافع الرحالي عضو رابطة علماء المغرب العربي
– د. سعد الحلبوسي عضو هيئة تدرس في الجامعة تلجامعي العراقية
– الأستاذ عدنان صالح إبراهيم إمام وخطيب العراق
– الشيخ حسن عبدالله رسول، إمام وخطيب في أربيل
– الشيخ أحمد قادر الكوردي إمام وخطيب في أربيل
– الشيخ خضر حمد ختي إمام وخطيب في أربيل
– الشيخ كمال حسن علي زنكنه إمام وخطیب. كردستان العراق
– د محمد مصطفى الدبك عضو المجلس الإسلامي السوري
– محمد خليل أسوم (رئيس مجلس الشورى في هيئة علماء المسلمين في لبنان )
– الشيخ فاروق الظفيري.. عضو شورى رابطة أهل السنة والجماعة في العراق
– د. سلمان السعودي – أمين ملتقى دعاة فلسطين.
– منذر محمود زعرب- رئيس الهيئة العالمية لمناصرة فلسطين
– د. سهيل الصادق الغرياني
– الشيخ جلال الدين بن عمر الحمصي سفيرالهيئةالعالميةلأنصارالنبيﷺ/ عضو شورى هيئة علماء المسلمين في لبنان

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى