الحفريات الصهيونية تنهش أساسات “الأقصى” وتصل لقبة الصخرة
إعداد مها العواودة
تتعرض مدينة القدس المحتلة ومحيط المسجد الأقصى المبارك لعمليات حفريات مكثفة من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني والجمعيات الاستيطانية الصهيونية.
وقد تسببت تلك الحفريات بانهيارات كبيرة في شوارع البلدة القديمة بالقدس وفي ساحات المسجد الأقصى، بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة، وتسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت في الآونة الأخيرة في الكشف عن شبكات أنفاق من خلال الانهيارات التي حدثت في شوارع بلدة سلون، وموت الكثير من الأشجار المعمرة في المسجد الأقصى بعد تعرية جذورها بفعل الحفريات.
وأقامت سلطات الاحتلال مدينة تحت القدس من خلال حفرياتها المتواصلة، التي تتركز تحت وفي محيط الأقصى ضمن حرب التهويد الشاملة للقدس ومحاولة طمس الحضارة العربية والإسلامية فيها.
الأقصى في خطر
يقول وزير الأوقاف الفلسطيني الشيخ يوسف أدعيس لـ”المجتمع”: إن الخطر بات يهدد المسجد الأقصى المبارك بفعل الحفريات المكثفة التي تواصل سلطات الاحتلال حفرها، وباتت الحفريات قريبة جداً من قبة الصخرة المشرفة، وهذا ينذر بخطر حقيقي؛ لأن الاحتلال ومعه الجمعيات الاستيطانية يعملون ليل نهار من أجل إقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، وباتت أساسات الأقصى معلقة في الهواء بعد أن نهشت الحفريات أساساته، وباتت الصخور التي تستند إليها أساسات الأقصى ضعيفة بفعل عمليات التعرية.
وكشف أدعيس أن سلطات الاحتلال والجمعيات الاستيطانية أقامت شبكة أنفاق ضخمة كلها تتجمع في ساحة البراق التي ربط الرسول محمد صلي الله عليه وسلم دابة البراق فيها في رحلة الإسراء والمعراج.
وطالب الوزير أدعيس عبر “المجتمع” بتدخل عربي وإسلامي عاجل من أجل إنقاذ الأقصى، وكذلك ضرورة أن يكون هناك تدخل دولي عاجل من قبل منظمة “اليونسكو” من أجل إنقاذ الأقصى، قائلاً: الأقصى في خطر.
مدينة تحت الأقصى
كشف الخبير في مجال الاستيطان جمال جمعة لـ”المجتمع” عن وجود مدينة ضخمة تحت القدس حفرت من خلال الأنفاق، بل أن سلطات الاحتلال أقامت في هذه الشبكة من الأنفاق شوارع ومتاحف ومراكز متعددة هدفها تزوير الواقع التاريخي والحضاري لمدينة القدس، تحت مزاعم وجود تراث تاريخي وحضاري لليهود في تلك المنطقة.
وأكد جمعة أن سلطات الاحتلال أجبرت 280 محلاً تجارياً في القدس على إغلاقها من خلال فرض ضرائب باهظة على أصحابها المقدسيين، كل ذلك بهدف تفريغ مدينة القدس من سكانها الفلسطينيين.
وأشار جمعة إلى أن هناك انهيارات يومية للتربة في بلدة سلوان بالقدس بفعل الحفريات المكثفة من قبل الاحتلال، وقبل حوالي أسبوعين انهار نفق ضخم في محيط الأقصى يصل طوله حوالي 1200 متر بأعماق كبيرة.
وحذر جمعة من حدوث انهيارات في عدة منازل في المدينة المقدسة بفعل الحفريات الضخمة التي تقوم بها سلطات الاحتلال.
مراكز تزوير
في السياق، قال المختص في الاستيطان في القدس صلاح الخواجا لـ”المجتمع”: إن الاحتلال اتخذ من البؤر الاستيطانية التي أقامها في البلدة القديمة في القدس منطلقاً لتنفيذ حفرياته تحت وفي محيط الأقصى، وإن هناك نحو 80 بؤرة استيطانية أقامها الاحتلال في تلك المنطقة، يضاف إليها الحدائق التوراتية التي أقامتها الجمعيات الاستيطانية اليهودية التي هدفها تزوير واقع وحضارة القدس الإسلامية، وسرد حقائق لا صلة لها في التاريخ عن وجود حضارة وتاريخ لليهود في الأقصى والقدس.
(المصدر: مجلة المجتمع)