مقالاتمقالات مختارة

الحالة الدينية في السعودية!(٢)

الحالة الدينية في السعودية!(٢)

بقلم د. علي حليتيم

في السعودية الآن مساران متكاملان ظاهران يكشفان عن خطة محاربة الإسلام الحثيثة:

* ‏المسار الأول:

إطلاق يد كل الشياطين في المجتمع السعودي لإفساد المجتمع وتغيير عاداته في الخلق والسلوك والتفكير والتدين. هي خطة قديمة – حتى لا نظلم ابن سلمان ونحمله كل الشرور، وإنما دفع هو خطة سلفه إلى أقصى مداها وكشفها وسرّعها – ويكفي لبيان ذلك أن نذكر أن قنوات mbc وروتانا وهي قنوات شيطانية بحق تُمارس التغريب والإفساد ليل نهار للأطفال (mbc 3 التي تنشر الكفر بين الأطفال) واليافعين (mbc 2 ، mbc 4، mbc drama ) وللكبار من كلا الجنسين ، يكفي أن نذكر أنها أنشئت زمن الملك عبد الله الذي دفعت في وقته كل الخطط المعادية للإسلام خطوة إلى الأمام (الحوار مع اليهود، خطط الأمركة والتغريب) (أذكر أنه لما تمت مبايعة الملك عبد الله ذكرت بعض التقارير الإعلامية الأمريكية أن الإدارة الأمريكية منزعجة بعض الشيء من تولي الملك عبد الله العرش بسبب ميوله الإسلامية!).

وفي الشق الديني كانت الخطة تقضي منذ سنوات بإدخال الاعتدال في تدين السعوديين رويداً رويداً عن طريق التلفزيون والدعاة الجدد سعوديين وأجانب، لكن حتى هذا الاعتدال غدا في نظرهم تطرفا وراح النظام ينشر عن طريق أدواته الطيعة المطيعة: الإعلام و الوزارات وهيئة الترفيه والمثقفون الليبراليون كل الرذائل مرة واحدة: الكفر بكل أنواعه، والعهر والفجور بكل أنواعه (حتى الشذوذ الجنسي) إلى الأمركة الشاملة لكل نواحي الحياة الفردية والجماعية حتى في مكة والمدينة.

* ‏المسار الثاني:

التضييق على كل أنواع النشاط الإسلامي: عشرات المدارس القرآنية أغلقت (حتى في مكة والمدينة)، معاهد إسلامية تغلق الواحدة تلو الأخرى تباعاً، جامعة خاصة في مكة المكرمة أغلقت بقرار أمني مفاجئ دون تهمة ولا سابق إنذار ولا حتى قرار مكتوب ولا أحد يجرؤ أن ينشر خبراً عن ذلك، المناهج الدراسية تغيّر تحت إشراف أمريكي مباشر كما صرح بذلك الأمريكيون أنفسهم وكما حدثنا بذلك من تحدثنا إليهم في المملكة.

في إحدى الجامعات اختصرت مادة الثقافة الإسلامية في دعوة الطلبة إلى متابعة بعض المحاضرات على اليوتيوب بدون ‏شرط الحضور إلى الجامعة حتى يتم التخلص من هذه المادة عمليا دون لفت الانتباه.

معهد تكوين الدعاة والأئمة المحاذي لرابطة العالم الإسلامي سيغلق قريبا رغم أن المشرفين عليه سارعوا إلى تغيير اسمه إلى معهد التدريب والتطوير وخفض عدد الطلبة فيه من 400 إلى 150 لكنهم لن يستطيعوا تجنب قرار الغلق الآتي قريبا كما حدثنا بعضهم. ‏

الدعاة والعلماء والأئمة الناشطون في ميدان الدعوة الإسلامية يتم أبعادهم من المراكز الكبيرة ودوائر صنع القرار وميادين التأثير ووسائل الإعلام مثلما حصل مع الشيخ باصفر الذي أبعد من دائرة القرآن الكريم برابطة العالم الإسلامي وغيره كثير جدا.

والتهمة جاهزة: الانتماء للإخوان والرعاع الدهماء جاهزون فيتلقفونها سريعا وينشرونها كما كان ابن سلول والمرجفون في المدينة والذين في قلوبهم مرض ينشرون إفكهم غير أن أولاء لا يعلمون أن الهدف الأخير ‏هو إخراج الناس من الإسلام كله وليت الأمر يقتصر على الإخراج من الإخوان ومحاربتهم.

المتفحص لموقع رابطة العالم الإسلامي وصفحاتها يدرك سريعا أنها غيرت جلدها في عصر ولي العهد الجديد ويدرك أن دورها الجديد في عهد أمينها العام الجديد محمد بن عبد الكريم العيسى هو فقط خنق كل النشاطات الإسلامية والانخراط في ‏ما يسمى ثقافة الانفتاح على الآخر ويقصد بالآخر اليهود والبوذيون والمسيحيون وعموم غير المسلمين.

لقد شاركت رابطة العالم الإسلامي في مؤتمر عالمي للسلام في بورما في أوج مذبحة المسلمين الروهينجا وبإشراف مباشر من سفارة المملكة العربية السعودية في بورما! وتشارك الرابطة في كل مؤتمرات حوار الأديان التي تشارك فيها الكنائس الإنجيلية المتطرفة والطائفة اليهودية ‏الإسرائيلية.

لقد صودرت كل الأعداد القديمة من كتاب “دعوة الحق” وهو الكتاب الدوري الذي كانت تصدره رابطة العالم الإسلامي (وتصوروا كتابا يصدر في السعودية، بمعنى أنه لا يمكن أن يخرج قيد أنملة عن الخط الحكومي الرسمي!) لكن الجهات الأمنية في العهد الجديد صادرت الأعداد القديمة بحجة أنه يشكل خطرا علي الأمن في المملكة وأمرت بتغيير اسمه كدلالة على تغيير وجهته تماما لأن الكتاب القديم لم يعد مرغوبا فيه في المملكة وغدا اسمه الجديد: كتاب مكة!

وبين الفينة والأخرى يطلع الأمين العام الجديد للرابطة على العاملين فيها وهو يحمل في يده ‏كتابا من مطبوعات الرابطة القديمة وقد سطر تحت بعض جمله وعباراته بالخط الأحمر ثم يقول لهم مستنكرا: معقول هذا يطبع في المملكة!

…/… يتبع

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى