الجماعات الإسلامية
بقلم د. أنور الخضري (خاص بالمنتدى)
مع ضعف الخلافة العثمانية انتشرت أفكار هدامة تشربها العرب والمسلمون ثم تحولوا إلى العمل لأجلها في تنظيمات سرية يسارية وقومية بهدف إسقاط الخلافة وإقامة مشاريع خاصة. وتمكنوا بالفعل من بلوغ مرادهم.
وظهرت في تلك الحقبة أصوات فردية تنادي بالإصلاحات لكن نداءاتها ذهبت أدراج الرياح في عالم لا يعرف إلا الأقوياء والكيانات الجماعية الصلبة.
من هنا بدأ التوجه لتشكل جماعات إسلامية تنوعت تبعا لمنظور كل منها وتقييمه للب المشكلة وجذرها ومن ثم للب العلاج وجذور الحل.
وكان التنوع لطفا إلهيا إذ قاد في جانب من الجوانب إلى تنوع الاهتمامات والاختصاصات حتى شهد العالم العربي والإسلامي صحوة مباركة.
اليوم وبعد بلوغ هذه الجماعات حد الانتشار والتوسع والقبول وكسبت ثقة الجماهير في البلدان الديمقراطية التي تعطي للشعوب حرية الانتخاب جرى بعد ٢٠١١م الإعداد لحرب ضروس وشديدة ضد الإسلام وحملته.
اليوم يهاجم الإسلام بكل جماعاته وعلمائه ودعاته ومفكريه، بكل شعائره وشرائعه، في العراق والشام ومصر والحجاز واليمن والمغرب والسودان.. الخ.
ويختار الله لهذه المرحلة رجالا أشداء أولي بأس ثابتين على الحق، لا يقيلون ولا يستقيلون، تتخطفهم الأنظمة، فتعتقل فريقا وتشرد فريقا وتقتل فريقا. ولا تزال قلوبهم تغلي أيمانا ورضا وصبرا ويقينا.
لم يتحولوا إلى غلاة ولا متطرفين، ولا فسدة أو مجرمين.
هم رجال إما في ميدان الدفاع الشرعي أو الرباط الدعوي أو المعتقلات أو اختارهم الله شهداء.
وها هي محاكم الإجرام تحكم بإعدام فريق، ومحاكم الظلم تحكم بعشرات السنوات لفريق، وإعلام يشوه ويطعن ويسخر.
فو الله إنه وعد الله إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وسرى الظن في بعض النفوس وزلزل المؤمنون زلزالا شديدا.
أما الذين لم يتشربوا الإيمان ولم تعرفهم حقول الزرع والعمل فإنهم في تردد وظنون وتلاوم وعتاب واعتذار عن لحاقهم بالجماعات والدعوات وندم على مواقفهم في وجه الظلم والبغي إذ ظنوا أن بلوغ الجنة سهلا وأن الحق خفيف الحمل وأن النصر والتمكين سهل المنال.
والجاهلية المنظمة الموالية لبعضها بعضا أشرا وبطرا لن يغلبها إلا إسلام منظم يوالي بعضه بعضا يعرف أهله التضحية بأموالهم وراحتهم وأوطانهم وأعراضهم ودمائهم.. فمن باع نفسه لله فإن الصفقة تمت والربح مضمون والخاسر من يتراجع عن أعظم الأرباح وأعظم الشارين ألا وهو الغني الكبير المتعال.
اللهم.. إني أشهدك أني إلى جانب حملة الإيمان وحملة الدعوة وحملة المقاومة، بكلمتي وجهدي ونصحي وإن لحق بي ما لحق، فلا نقيل ولا نستقيل، تمت الصفقة وربح البيع وهذا الجهد وعليك التكلان.