يعتقد الكثير أنَّ مهمة الجزر المتناثرة في أصقاع البحار والمحيطات والطبيعة التي حباها الله بها ما هي إلا للترفيه والسياحة والغوص والألعاب المائية والاستمتاع فقط، ولا يدرون أنَّ هناك وجهاً آخر مختلفاً للعديد من تلك الجزر يحمل قصصاً وصراعات وتنافساً من نوع آخر.
تسلط “سبق” الضوء عليه في تغطيتها الرمضانية في مهمة لا يعرفها الكثير عن إحدى الجزر الإندونيسية التي نذرت نفسها وأهلها للدفاع عن الإسلام ونشره في مواجهة هجمة التنصير والتحول إلى الهندوسية.
إنها الجزيرة العروس “لومبوك” المملوءة بالدعاة والأطفال الحافظين للقرآن، وبناتها الملتزمات بالحجاب، وعلى الجانب الآخر تقف جزيرة بالي التي يقطنها الهندوس بأغلبية ساحقة في الشرق، وتفتخر بوجود ألف معبد، وغرباً تقف جزيرة سامباوا على الجانب الآخر تفتخر بوجود ألف كنيسة وتقف لومبوك الجزيرة الجميلة بمفردها في المواجهة بألف مسجد طاهر يرفع أذان الصلوات الخمس يتناثر في أرجاء الجزيرة بنفحته الإيمانية مع ترانيم الطبيعة ونظراً للقرب الجغرافي فإن الأذان يصدح في أجواء جزيرة بالي وجزيرة سومباوا ليسمع أهلها الأذان خمس مرات يومياً.
جزيرة لومبوك إحدى مقاطعات نوسا تينقارا الغربية في إندونيسيا وهي جزء من سلسلة جزر سوندا الصغرى.
إن الميزة الكبرى في هذه الجزيرة الطابع الإسلامي المتمثل في شعبها شعب الساساك المسلم الذين يشكلون 80٪ من السكان حوالي 2،5 مليون نسمة هم المجموعة الأكبر مع الجالية الصينية والعربية والجاوية والجماعات الإثنية الأخرى. البهاسا الإندونيسية هي اللغة الوطنية ولكن تستخدم اللغة الإنجليزية على نطاق واسع.
مساجد متناثرة
تنتشر في جزيرة لومبوك المساجد الجديدة التي يتم إنشاؤها في كل مكان وهناك مساجد قديمة وكبيرة منتشرة في قرى ومدن الجزيرة وحسب المرافق الذي صاحب بعثة سبق في لومبوك فإن أغلب المساجد يديرها ويؤمها أئمة تعلموا في الأزهر الشريف وجامعات المملكة العربية السعودية.
المسجد الكبير
انشأ محافظ لومبوك الدكتور زين الدين مجدى المتخرج من الأزهر الشريف مسجداً كبيراً في منتصف الجزيرة يوصف بالمسجد الكبير والمسجد الأب ويصنف بأنه أجمل مساجد شرق آسيا ونفذته شركة مناجم الذهب بالجزيرة، ويعد تحفة فنية ويقبل عليه السكان للصلوات بالإضافة إلى الاحتفالات الدينية إنه المسجد الكبير والمركز الإسلامي الذي يغطي 7 هكتارات وترتفع مئذنته 114 متراً بعدد سور القرآن الكريم، وقطر قبته الذهبية 80 متراً وهي أكبر قطر لقبة في العالم إذ تزيد الضعف عن قبة مسجد الاستقلال وتزيد بنسبة 20% عن قبة مسجد الملك الحسن الخامس في المغرب.
ومن عجائب هذا المسجد وجود الطبل الكبير وهو علامة مميزة لأغلب مساجد إندونيسيا حيث عند انقطاع الكهرباء تقرع الطبول الضخمة التي يسمعها أهل الجوار على مسافة 2 كيلومتر وتقرع الطبول بعدد الركعات فإذا كانت صلاة الظهر مثلاً تقرع الطبول لأربع مرات فيعلم السامع أنها لصلاة الظهر أو العصر مثلاً وهكذا، ويوجد في هذا المسجد خمس مآذن تتوج أعلاها بغطاء من الذهب الخالص كما تغلف القبة الكبيرة بالذهب الخالص بإجمالي 250 كيلوجراماً من الذهب الخالص.
40 ألف زائر
يزور المسجد سنوياً ما يقارب من 40 ألف زائر أغلبهم من دول شرق آسيا والصين وألمانيا وإنجلترا وقليل من العرب.
عادات رمضان في مسجد لومبوك
من أشهر تقاليد المسجد الكبير في لومبوك في رمضان عند إعلان ثبوت هلال شهر رمضان المبارك تقرع البدوق “الطبول” وتقرع أيضاً يومياً وهو ما يشابه عند العرب مدفع الإفطار وفي جزيرة لومبوك يمنع نهائياً بيع الكحول إلا في الفنادق وللأجانب فقط كما تغلق المطاعم والكافيهات في نهار رمضان وتكون هناك حلقات ذكر نهارية ومسائية في المسجد الكبير الذي يستوعب 20 ألف مصل.
موائد إفطار الصائم
يقيم المسجد الكبير مثله مثل المساجد الكبرى في إندونيسيا إفطاراً للصائمين يحتوي على الفاكهة والشوربة وبعض الحلوى، وشراب تيمون سورى وهو عصير يشرب عند الأذان وهو نوع من الشمام، إضافة إلى التمر والبطاطا بالسكر وهي ما تسمى الكولاك.
(المصدر: جريدة سبق)