تمكنت الجالية المسلمة في بريطانيا من تحقيق انتصار قضائي جديد بعد أن اضطرت جريدة “صنداي تلغراف” للاعتذار ودفع تعويض مالي لأحد رموز الجالية وذلك نتيجة نشرها مادة صحفية تضمنت ما يُسيء له ولزعيم حزب العمال جيرمي كوربن.
وانتهت معركة قضائية بدأت في آذار/ مارس 2016 الى إلزام الصحيفة بدفع تعويض مالي ونشر اعتذار لمدير عام مسجد “فنزبري بارك” ونائب رئيس الرابطة الاسلامية في بريطانيا محمد كزبر، وذلك بعد أن تسببت له بــ”أضرار كبيرة” نتيجة نشرها مقالاً في عددها المطبوع يوم 13 آذار/ مارس 2016 وعلى موقعها الإلكتروني في اليوم السابق تحت عنوان “جيرمي كوربن ومدير المسجد الذي يعتبر بريطانيا مسؤولة عن داعش”.
وقال المقال إن كوربن عقد 15 لقاء مع كزبر الذي تزعم الصحيفة أنه يلقي باللوم على بريطانيا بخصوص تنظيم داعش، وتشير إلى أن كزبر دعا إلى “تدمير” إسرائيل في العام 2011، كما أنه عبر عن تأييده لموجة الهجمات بالسكاكين في إسرائيل في تدوينات على “فيسبوك” بالعام 2015.
وانتهت المحكمة والهيئة المختصة بالفصل في النزاعات الصحافية في بريطانيا (IBSO) إلى أن الصحيفة اليمينية حاولت في المقال الربط بين زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن وبين الآراء المتطرفة التي زعمت أن كزبر يتبناها، إلا أن كزبر نفسه أثبت عدم صحة الادعاءات وانتهى إلى الفوز بالدعوى القضائية.
ونشرت جريدة “صنداي تلغراف” اعتذاراً وتوضيحاً اطلعت عليه “عربي21″، كما أنها سحبت المقال عن موقعها الإلكتروني، واضطرت الصحيفة إلى تسديد مبلغ 30 ألف جنيه إسترليني كتعويض مالي نتيجة الأضرار التي تسببت بها لكزبر الذي يعتبر أحد وجوه ورموز الجالية المسلمة في بريطانيا.
وقال كزبر في تصريح خاص لــ”عربي21″ إن الحكم الصادر لصالحه “مرض إلى حد ما ولكن يبقى ناقصاً لعدم موافقتهم على سحب المقال من التداول”، في إشارة إلى أن المقال لم يتم حظر تداوله على الرغم من قيام الصحيفة بحذفه عن موقعها الإلكتروني.
وأضاف كزبر: “على الأقل تبين أن ادعاءاتهم باطلة ولذلك لم يقوموا بالدفاع عن المقال والذهاب بالمحاكمة إلى النهاية، وإنما فضلوا دفع تعويضات بدلا من محاولة إثبات أن المقال صحيح”.
ويتابع كزبر: “لا شك أن المقال كان محاولة ليس فقط لتشويه سمعتي ولكن للهجوم على رئيس حزب العمال جيرمي كوربن ومحاولة ضرب مصداقيته”.
وأكد كزبر أن “المقال يمثل محاولة استهداف لأي عمل إسلامي ناجح كما هو الحال في مسجد فينسبري بارك، هذا المقال كان له دور في زيادة الإسلاموفوبيا والهجوم على الإسلام والمسلمين ومحاولة تشويه صورة رموزهم ولصقهم بالتطرف والإرهاب حتى يسهل استهدافهم في المستقبل وهذه الحملات منتظمة ومركزة تقودها جهات سياسية معادية للإسلام والمسلمين”.
يشار إلى أن المقال كتبه الصحافي في “تلغراف” أندرو جيليجان وزعم فيه أن كزبر الذي يدير مسجد “فنزبري بارك” في شمال لندن يدعو للعنف والإرهاب على الرغم من أنه -أي كزبر- تجمعه علاقة طيبة مع السياسي البريطاني الشهير جيرمي كوربن.
(المصدر: عربي21)