الثورات المضادة والهجمات المرتدة
بقلم مصطفى البدري
ثورة تونس سارت في طريق الإصلاح التدريجي والتغيير البطيء، ولأسباب متعددة وعوامل مجتمعة تم تركها (إلى الآن) دون انقلاب واضح أو تدخل إقليمي صارخ.
ثـورة مصر تدخلت السعودية والإمارات بشكل بارز بعد سقوط مبارك حتى مكنوا لانقلاب السيسي وتثبيت أركان النظام المجرم،
وهناك مؤشرات توحي بمحاولة وضع إيران موطئ قدم في مصر؛ لكنها عاجزة إلى الآن.
ثورة ليبيا تدخلت كذلك السعودية والإمارات لدعم حفتر وميليشياته،
لكنهم حتى الآن لم يحققوا النجاح الكامل بسبب توفر السلاح في يد الثوار، ولتعارض بعض المصالح الدولية والإقليمية.
ثـورة سوريا وثورة اليمن حصل فيهما تعارض بين المصالح السعودية والمصالح الإيرانية؛
ومازال المشهد مشتبكًا هناك بين الثورة الشعبية والثورة المضادة التي تقودها إيران والسعودية معًا!!
ثورة_العراق وثورة لبنان تسيران في نفس اتجاه سوريا واليمن، وتتحمل إيران النصيب الأكبر من كفل الثورة المضادة فيهما.
الملاحظ أنه بعد نجاح التحركات الشعبية في زلزلة النظم المحلية؛ يظهر على السطح ما يسمى ب(شرطي المنطقة)
وعندنا في المنطقة شرطيان أساسيان (السعودية وإيران)
وثالث يحاول أن يصل إلى نفس المستوى دون الدخول حاليا في صراع مع أي منهما وهو(الإمارات)
حيث تتملق وتتمحلس بشكل قذر وخبيث لتنال هذه الدرجة.
والذي ينبغي أن تفكر فيه الثورة في مراحلها المقبلة بإذن الله..
هو كيفية صناعة هجمات مرتدة ضد هؤلاء المجرمين الثلاثة
(الذين يتصارعون على سيادة المنطقة على حساب دماء المسلمين ومقدراتهم) في عقر دارهم وفي مركز سلطانهم.
ونعلم بالطبع أن من ورائهم المحتل الدولي الأجرم، والذي قد ينزل بعد ذلك لمواجهة الثورة بنفسه.
وعندما نريد توصيف الثلاثة باختصار:
السعودية والإمارات = خيانة وعمالة منقطعة النظير.
إيران = مشروع (طائفي) مستقل، له بعض مصالح مع دول الاحتلال، تستخدمه الدول الكبرى لأنه أقلية طائفية وسط أغلبية سُنّية غير قابلة للتشيع.
✍?والله من وراء القصد.
المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية