مقالاتمقالات مختارة

التّفرُّق بين المسلمين

التّفرُّق بين المسلمين

بقلم خباب مروان الحمد

«التّفرُّق بين المسلمين: ظلُمات البغي سبيل لفقدان أضواء الوحي!!»

ما أتى الدين الإسلامي إلاّ ليجمع الأمَّة على الحق؛ ولا تتفرَّق عنه إلى الباطل.

فقد أتى بتوحيد المرسِل، وتوحيد المرسَل، وتوحيد كلمة أمّة الرسالة.

إن الإسلام دين اتّفاق وائتلاف؛ لا تفرّق واختلاف،

وبهذا جاء الحثُّ على إقامة الدين؛ وعدمّ التفرّق فيه وعنه، فقد قال تعالى: {أن أقيموا الدين ولا تتفرَّقوا فيه}.

ومن أكبر المعضلات التي تمرٌّ بأمّتنا اليوم، مشابهتها للأمم السابقة في التفرٌّق فيما بينها بعد مجيء الآيات والبينات !!

هذا مع أنّ الآيات والحجَج والعلميات ؛ ما أتت إلاَّ لتكون سبيلاً للتوحد والالتئام والالتحام ورص الصفوف وعدم تفرقتها حيث تفترق القلوب..!!

ها نحنُ نقرأ عن الأمم السابقة من قبلنا وهي أمم كتابيَّة؛

إذ آتاها الله الكتاب للهداية؛ لكنَّها تفرَّقت وتشظَّت وافترقت؛ وليت ذلك التفرق نَجَمَ عن الجهل؛

لهذا الخطب؛ لكنَّه نشأ بعد العلم ومجيء البينة؛ وهذه المصيبة!!

لعلّك تلحظ ذلك في قوله تعالى:

{وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} البينة: 4 ، 5

وقوله تعالى: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} الروم: 31-32

لهذا نهانا تعالى عن مشابهتهم في التفرق، فقال:

{وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105 – 108].

الأمة وقعت فيما وقعت بها الأمم السابقة

إلاَّ أنَّ أمّتنا اليوم مع كل هذا التنبيه القرآني؛ قد وقعت فيما وقعت بها الأمم السابقة فتفرّقت في دينها بعد أن عَهِدَ الله -عزَّ وجل- إليها آياته وحججه وبيّناته..

من خطورة التّفرُّق أنّه يؤدّي في بعض حالاته لمُفارقة الدين؛ أو أخذ شيء منه دون شيء؛ وهاكَ إشارة على :

{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثمَّ ينَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ}

وقد قرأ حمزة والكسائي آية {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ}={فَارَقُوا} بِالْأَلِفِ ، وَهِيَ قِرَاءَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛ مِنَ الْمفَارَقَةِ وَالْفِرَاق!

لقد تفرّقت أمّتنا كثيراً كثيراً وكان جلُّ تفرقها وأغلبه لأمر خطير نغفل عنه وقلَّ أن نتدارسه لهذا الخصوص وهو: البغي…!!

نعم إنَّه البغي الذي نتج عنه = الظلم، والكبر، والحسد ، والحقد، والتعدي.

مآلات التفرّق والاختلاف

تأمَّل في مآلات التفرّق والاختلاف بعد العلم والبيّنة والآيات تجد أنّ أغلبها بسبب البغي!

قال تعالى:

{وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [آل عمران: 19]

قال تعالى: {وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [الجاثية: 16 ، 17]

{وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [البقرة: 213]

وقال تعالى: {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}[الشورى: 13 – 15]

أَلَم تلحظ البغي في اختلافهم؟!

والآن أخي المسلم :

ماذا يُمكن أن تفعل لإصلاح ذلك؟

المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى