التّفاؤل والأمل بفرج مولانا عزّ وجلّ (٢)
بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)
قال اللّه عزّ وجلّ: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ إنّ الأمل هو أمان ونور وثقة وحبور أمّا اليأس فهو خوف وفجور بل قنوط من رحمة العزيز الغفور! وقال اللّه تعالی في سورة النّور: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ وهذا وعد حقّ من ربّ العالمين لنبيّه الصّادق الأمين ﷺ بأنّه سيجعل عباده الصّالحين المحتسبين رعاة للنّاس أجمعين تصلح بهم سائر البلاد وتخضع لهم كلّ العباد!
ويقول اللّه تبارك وتعالی: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ لقد حاول أعداء اللّه الأوغاد من أرباب الفساد أن يردّوا الحقّ بالباطل فكان مثلهم في ذلك كمثل معتوه يسعی لإطفاء شعاع الشّمس بنفخه عليها مرّة بعد مرّة؟! وكما أنّ تحقيق هذا الحلم من رابع المستحيل فالقضاء علی الإسلام أشدّ استحالة؟! وحينما مرّ الرّسول ﷺ بآل ياسر رضوان اللّه عليهم وهم يعذّبون على أيدي الكافرين في البلد الأمين زرع خاتم النّبيّين ﷺ في نفوسهم الأمل بفرج اللّه عزّ وجلّ! فعن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما: أنّ رسول اللّه ﷺ مرّ بعمّار وأهله وهم يعذّبون فقال: {أبشروا آل عمّار وآل ياسر فإنّ موعدكم الجنّة} فقد زرع نبيّنا خير البشر ﷺ في نفوسهم الأمل وأعلمهم أنّ العذاب مهما كان لا يحتمل فهو مؤقّت إلی أجل.. وأنّ الفوز العظيم هو في جنّات النّعيم!
وللّه درّ الإمام ابن القيّم رحمه اللّه حيث يقول: ((فحيّ على جنّات عدن فإنّها : منازلنا الأولى وفيها المخيّم ! ولكنّنا سبي العدوّ فهل ترى : نعود إلى أوطاننا ونسلّم))؟!
اقرأ أيضا: التّفاؤل والأمل بفرج مولانا عزّ وجلّ (١)