مقالاتمقالات المنتدى

التوكّل علی الله (١)

التوكّل علی الله (١)

 

بقلم أ.د. محمّد حافظ الشريدة (خاص بالمنتدى)

 

ينبغي أن تعلم أيّها الأخ المسلم أنّ المتديّن الملتزم لا يمكن أن ييأس أو يقنط من رحمة العزيز الوهّاب ولا أن يكون نظره مقصورا علی الأسباب بل ينبغي أن يكون فؤاده متعلّقا بمسبّب الأسباب مولانا ربّ العباد الذي لا يخلف الميعاد القائل في محكم الكتاب: ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ فكن يا عبد اللّه في جميع أحوالك داعيا مستغفرا وحامدا ذاكرا ومحتسبا صابرا

ولا جرم أيّها اللّبيب الحبيب أنّ الباب الوحيد الذي قد لا تجد عنده ازدحام البشر: باب الصّبر والاحتساب المؤدّي للنّجاة من أهوال يوم الحساب والفوز بأعلی الجنان والنّجاة من النّيران فيا للّه ما أعظم باب الصّبر من باب أيّها الإخوة الأحباب يقف عنده المبتلون والمظلومون والمحزونون فيستجيب لهم الحيّ القيّوم قال يوسف ﷺ لأخيه: (لا تبتئس) وقال شعيب ﷺ لموسى ﷺ: (لا تخف) وقال الصّادق المؤتمن ﷺ لأبي بكر الصّدّيق رضي اللّه عنه: (لا تحزن)

ما دام ذلك كذلك فاجعلوا أيّها المسلمون والمسلمات من هذه الكلمات الرّائعات نبراس حياتكم في جميع أوقاتكم ونؤكّد في هذا المقام علی ضرورة قيام الزّملاء من الدّعاة والعلماء والأئمّة الألبّاء برفع معنويّات المنكوبين في أوقات الشّدّة والبأس ونشر الطّمأنينة في نفوس النّاس في ساعات الكرب واليأس قال تعالی: ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ هذه آية عظيمة ينبغي على أصحاب الإيمان أن يستحضروها في جميع شؤون حياتهم إذا ما وقعت الكوارث العظام وحلّت المصائب الجسام إنّنا نقول قبل الختام: ردّدوا معنا إخوة الإسلام: اللّهمّ ربّنا إنّا نسألك إيمانا يباشر قلوبنا ويقينا صادقا حتّى نوقن أنّه لن يصيبنا إلا ما كتبته لنا والرّضا بما قسمته لنا ولا تجعل ربّنا مصيبتنا في ديننا ووحّد كلمتنا واجعل ثأرنا علی من ظلمنا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى