التكوير على التحرير والتنوير (11)
الشيخ محمد خير رمضان يوسف
الجزء الحادي عشر
(تكملة سورة التوبة)
93- {وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}.
ذكرَ في الآيةِ (87) من السورة أن الطبعَ مرادفُ الخَتْم.
97- {الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا}.
ذكرَ عند تفسيرِ الآيةِ (90) من السورة، أن الأعرابَ هم سكانُ البادية.
99- {وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ}.
أشارَ إلى تقدُّمِ معناهُ في الآيةِ السابقة، قال: ومعنى {يَتَّخِذُ}: يَعُدُّ ويَجعل؛ لأن (اتَّخذ َ) من أخواتِ جعل. والجعلُ يطلقُ بمعنى التغييرِ من حالةٍ إلى حالة، نحو: جعلت الشقة برداً. ويطلقُ بمعنى العدِّ والحسبان، نحو: {وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا} [سورة النحل: 91]، فكذلك {يَتَّخِذُ} هنا.
100- {وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}.
ذكرَ في الآيةِ (25) من سورةِ البقرة، أن الجنةَ هي المكانُ الذي تكاثرتْ أشجاره، والتفَّ بعضُها ببعضٍ حتى كثرَ ظلُّها، وذلك من وسائلِ التنعمِ والترفهِ عند البشرِ قاطبة. والجريُ يطلقُ مجازًا على سيلِ الماءِ سيلًا متكررًا متعاقبًا، وأحسنُ الماءِ ما كان جاريًا غيرَ قارّ؛ لأنه يكونُ بذلك… {وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}: احتراسٌ مِن تَوهُّمِ الانقطاعِ بما تعوَّدوا من انقطاعِ اللذَّاتِ في الدنيا؛ لأن جميعَ اللذَّاتِ في الدنيا معرَّضةٌ للزوال، وذلك ينغِّصُها عند المنعَمِ عليه. اهـ.
{ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم} الذي لا فوزَ وراءه. (روح البيان).
102- {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
إنَّ اللهَ ذو صفحٍ وعفوٍ لمن تابَ عن ذنوبه، وساترٌ له عليها، رحيمٌ أنْ يعذِّبَهُ بها. (الطبري).
105- {وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.
وستُرَدُّونَ يومَ القيامةِ إلى مَن يعلمُ سرائرَكم وعلانيتَكم, فلا يخفَى عليه شيءٌ من باطنِ أموركم وظواهِرها، فيخبركم بما كنتُم تعملون, وما منه خالصًا وما منه رياء، وما منه طاعةً وما منه للهِ معصية, فيجازيكم على ذلك كلِّه جزاءكم, المحسنَ بإحسانه، والمسيءَ بإساءته. (الطبري).
109- {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
أي: لا يُصلِحُ عملَ المفسدين. (ابن كثير).
111- {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
{أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ}: المرادُ بالأنفسِ هنا أنفسُ المجاهدين، وبالأموال: ما ينفقونَهُ في الجهاد.
{وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}: الإشارةُ بقوله: {ذٰلِكَ} إلى الجنة، أو إلى نفسِ البيعِ الذي ربحوا فيه الجنة، ووصفُ الفوزِ – وهو الظفرُ بالمطلوبِ – بالعِظَم، يدلُّ على أنه فوزٌ لا فوزَ مثله. (فتح القدير).
113- {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}.
{أُولِي قُرْبَى} أي: ذوي قرابةٍ لهم.
{مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ} أي: ظهرَ للنبيِّ عليه السلامُ والمؤمنين {أَنَّهُمْ} أي: المشركين {أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} أي: أهلُ النار، بأن ماتوا على الكفر، أو نزلَ الوحيُ بأنهم يموتون على ذلك. (روح البيان).
116- {وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}.
ذكرَ أنه تقدَّمَ الكلامُ على (الوليّ) في الآيةِ (14) من سورةِ الأنعام. قالَ هناك: الوليّ: الناصرُ المدبِّر، ففيه معنى العلمِ والقدرة. يقال: تولَّى فلاناً، أي: اتَّخذَهُ ناصراً. وسُمِّيَ الحليفُ وليًّا لأن المقصودَ من الحلفِ النصرة. ولمّا كان الإلهُ هو الذي يَرجعُ إليه عابدهُ سُمِّيَ وليًّا لذلك. ومن أسمائهِ تعالى: الوليّ.
كما ذكرَ أنه تقدَّمَ معنى النصر في سورةِ البقرة (الآية 48)، ومما قالَهُ هناك، أن النصرَ هو إعانةُ الخصمِ في الحربِ وغيرهِ بقوةِ الناصرِ وغلبته.
117- {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}.
إن ربَّكم بالذين خالطَ قلوبَهم ذلكَ لما نالهم في سفرهم من الشدَّةِ والمشقَّة, رؤوفٌ بهم, رحيمٌ أنْ يهلكهم فينزعَ منهم الإيمانَ بعد ما قد أبلَوا في اللهِ ما أبلَو مع رسولهِ، وصبروا عليه من البأساءِ والضرّاء. (الطبري).
118- {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.
إن اللهَ هو الوهَّابُ لعبادهِ الإنابةَ إلى طاعته، الموفِّقُ مَن أحبَّ توفيقَهُ منهم لما يُرضيهِ عنه, الرحيمُ بهم أنْ يعاقبَهم بعدَ التوبة, أو يخذلَ مَن أرادَ منهم التوبةَ والإنابةَ ولا يتوبَ عليه. (الطبري).
125- {وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ}.
{الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}: ذكرَ أن (المرضَ في القلوب) تقدَّمَ في الآيةِ (10) من سورةِ البقرة، وهو طويل، من ذلك قوله: المرادُ بالمرضِ في هاتهِ الآيةِ هو معناهُ المجازيُّ لا محالة؛ لأنه هو الذي اتصفَ به المنافقون، وهو المقصودُ من مذمَّتهم، وبيانُ منشأ مساوي أعمالهم. اهـ.
{وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ}: يعني هؤلاءِ المنافقينَ، أنهم هلكوا وهم كافرونَ باللهِ وآياته. (الطبري).
أي: استحكمَ ذلك فيهم إلى أنْ يموتوا عليه. (روح المعاني).
سورة يونس
2- {أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ}.
{أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ} أي: أعلِمْهم مع التخويف. (البغوي).
3- {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}.
ذكرَ أنه مضى القولُ في نظيرهِ بسورةِ الأعراف (الآية 54)، ومختصرُ تفسيرهِ لها: الصِّلةُ {الَّذِي} مؤذنةٌ بالإيماءِ إلى وجهِ بناءِ الخبر المتقدِّم، وهو {إِنَّ رَبَّكُمُ}؛ لأن خلقَ السّماواتِ والأرضَ يكفيهم دليلاً على انفرادهِ سبحانهُ بالإلهية. وقوله: {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} تعليمٌ بعظيمِ قدرته، ويحصلُ منه للمشركين زيادةُ شعورٍ بضلالهم في تشريكِ غيرهِ في الإلهية. وقد اقتضتْ حكمةُ الله تعالى أن يكونَ خلقُ السّماواتِ والأرضِ مدرجاً، وأن لا يكونَ دفعة… وأيًّا ما كان، فالأيامُ مرادٌ بها مقادير، لا الأيامُ التي واحدها يوم، الذي هو من طلوعِ الشمسِ إلى غروبها، إذ لم تكنْ شمسٌ في بعضِ تلك المدة. والتعمُّقُ في البحثِ في هذا خروجٌ عن غرضِ القرآن.
والاستواءُ له معانٍ متفرِّعةٌ عن حقيقته، أشهرها: القصدُ والاعتلاء، وقد التُزِمَ هذا اللَّفظُ في القرآنِ مسنداً إلى ضميرِ الجلالةِ عند الإخبارِ عن أحوالٍ سماوية، كما في هذه الآية. ونظائرُها سبعُ آيات من القرآن…
4- {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ}.
ذكرَ أنه تقدَّمَ في سورةِ الأنعام (الآية 70)، ومما قالَهُ هناك: الحميم: الماءُ الشديدُ الحرارة… وخُصَّ الشرابُ من الحميمِ من بين بقيةِ أنواعِ العذابِ المذكورِ من بعد، للإشارةِ إلى أنَّهم يعطشون فلا يشربون إلاّ ماءً يزيدُهم حرارةً على حرارةِ العطش.
7- {وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُون}.
عن آياتِ القرآن، فيكونُ المرادُ الآياتِ التشريعية، أو عن دلائلِ الصنع، فيكونُ المرادُ الآياتِ التكوينية. (روح البيان).
9- {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}.
{وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}: وذلك العملُ بطاعةِ الله، والانتهاءُ إلى أمره.
{فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ}: في بساتينِ النعيم، الذي نعَّمَ اللهُ به أهلَ طاعتهِ والإيمانِ به. (الطبري).
10- {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِين}.
قالَ عند تفسيرِ سورةِ الفاتحة، ما مختصره: يخبرُ أن المستحقَّ للحمدِ هو الله عزَّ وجلّ، وفيه تعليمُ الخلق، تقديره: قولوا: الحمدُ لله. والحمدُ يكونُ بمعنى الشكرِ على النعمة، ويكونُ بمعنى الثناءِ عليه بما فيه من الخصالِ الحميدة. والربُّ يكونُ بمعنى المالك، كما يقالُ لمالكِ الدار: ربُّ الدار. ويقال: ربُّ الشيءِ إذا ملكه، ويكونُ بمعنى التربيةِ والإِصلاح، يقال: ربَّ فلانٌ الضيعةَ يَرُبُّها إذا أتمَّها وأصلحها، فهو ربّ، مثلُ طبَّ، وبَرَّ. فالله تعالى مالكُ العالمين ومربِّيهم، ولا يقالُ للمخلوقِ هو الربُّ معرَّفاً، إنما يقال: ربُّ كذا، مضافاً، لأن الألفَ واللامَ للتعميم، وهو لا يملكُ الكلّ. و{الْعَالَمِين} جمعُ عالَم، لا واحدَ له من لفظه. قالَ ابنُ عباس: هم الجنُّ والإِنس؛ لأنهم المكلَّفون بالخطاب.
12- {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَآئِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون}.
{الضُّرُّ}: ذكرَ أن (الضرَّ) تقدَّمَ في سورةِ الأنعام (الآية 17). قالَ هناك: الضُرُّ – بضمِّ الضادِ – هو الحالُ الذي يؤلمُ الإنسان، وهو من الشرّ، وهو المنافرُ للإنسان. ويقابلهُ النفع، وهو من الخير، وهو الملائم.
{زُيِّنَ}: ذكرَ أنه تقدَّمَ عند تفسيرِ الآيةِ (108) من سورةِ الأنعامِ أيضًا. قال: التزيين: تفعيلٌ من الزَّيْن، وهو الحُسن، أو من الزِّينة، وهي ما يَتحسَّنُ به الشّيء. فالتَّزيين: جعلُ الشيءِ ذا زينة، أو إظهارهُ زَيْناً، أو نسبتهُ إلى الزَّين. وهو هنا بمعنى إظهارهِ في صورةِ الزَّين، وإن لم يكنْ كذلك.
15- {إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}
عذابَ يومٍ عظيمٍ هَوْلُه. (الطبري). هو يومُ القيامة. (روح البيان).
17- {إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُون}.
ذكرَ أن (الفلاح) تقدَّمَ في سورةِ البقرة (الآية 5)، ومما قالَهُ هناك: الفلاح: الفوزُ وصلاحُ الحال، فيكونُ في أحوالِ الدنيا وأحوالِ الآخرة، والمرادُ به في اصطلاحِ الدين: الفوزُ بالنجاةِ من العذابِ في الآخرة. والفعلُ منه: أفلح، أي: صارَ ذا فلاح.
27- {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
{وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ}: وتَغشاهُم ذلَّةٌ وهوانٌ بعقابِ اللهِ إيّاهم.
{أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}: هؤلاءِ الذين وصفتُ لكَ صفتَهم، أهلُ النارِ الذين هم أهلُها, هم فيها ماكثون. (الطبري).
31- {وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ}.
ذكرَ أنه تقدَّمَ نظيرهُ في أوائلِ هذه السورة (الآية 3)، وفيها قوله: … خالقُ العوالمِ بغايةِ الإتقانِ والمقدرة، ومالكُ أمرها، ومدبِّرُ شؤونها، والمتصرِّفُ المطلق..
36- {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ}.
إن الله ذو علمٍ بما يفعلُ هؤلاء المشركون، من اتِّباعِهم الظنّ، وتكذيبِهم الحقَّ اليقين، وهو لهم بالمرصاد، حيث لا يغني عنهم ظنُّهم من الله شيئاً. (الطبري).
37- {لَا رَيْبَ فِيهِ}.
لا شكَّ فيه. (الطبري).
38- {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ}.
ذكرَ عند تفسيرِ الآيةِ (94) من سورةِ آلِ عمران، أن الافتراءَ هو الكذب، وهو مرادفُ الاختلاق، وكأن أصلَهُ كنايةٌ عن الكذبِ وتلميح، وشاعَ ذلك حتى صارَ مرادفًا للكذب.
40- {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ}.
بالمعاندين أو المصرِّين. (البيضاوي).
45- {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}.
وما كانوا موفَّقين لإصابةِ الرشدِ ممَّا فعلوا مِن تكذيبِهم بلقاءِ الله؛ لأنه أكسبَهم ذلكَ ما لا قِبَلَ لهم به مِن عذابِ الله. (الطبري).
54- {وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}
{وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} مِن جزاءِ أعمالِهم شيئًا, ولكنْ يجازي المحسنَ بإحسانه، والمسيءُ مِن أهلِ الإيمانِ إمّا أنْ يعاقبَهُ الله، وإمّا أنْ يعفوَ عنه, والكافرُ يخلدُ في النار. فذلكَ قضاءُ اللهِ بينهم بالعدل, وذلكَ لا شكَّ عدلٌ لا ظلم. (الطبري).
57- {وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}.
ذكرَ أنها تقدَّمت في تفسيرِ البسملة، ولكنه هناك أحالَ إلى سورةِ الفاتحة، ومما قالَه: اسمُ الرحمةِ موضوعٌ في اللغةِ العربيةِ لرقةِ الخاطرِ وانعطافه…
وقالَ الإمامُ الطبري: جعلهُ تباركَ وتعالى رحمةً للمؤمنين به دون الكافرين به، لأن من كفرَ به فهو عليه عمى، وفي الآخرةِ جزاؤهُ على الكفرِ به الخلودُ في لَظى.
59- {قُلْ آَللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ}.
ذكرَ عند تفسيرِ الآيةِ (94) من سورةِ آلِ عمران، أن الافتراءَ هو الكذب، وهو مرادفُ الاختلاق، وكأن أصلَهُ كنايةٌ عن الكذبِ وتلميح، وشاعَ ذلك حتى صارَ مرادفًا للكذب. اهـ.
يعني: بل أنتم كاذبون على الله في ادِّعائكم أن الله أمرنا بهذا. (الخازن).
63- {ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم}.
الذي لا يقادَرُ قدره، ولا يماثلهُ غيره. (فتح القدير).
65- {إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}.
أي: الغلبةُ والقهر. (فتح القدير وغيره).
72- {فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ}.
أعرضتُم عن قولي وقبولِ نصحي. (البغوي).
73- {فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلَائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا}.
{وَمَنْ مَعَهُ}: ممَّن حملَ معه في الفُلك. (الطبري). والمرادُ بمن معه مَن قد أجابَهُ وصارَ على دينه. (فتح القدير).
{بِآَيَاتِنَا}: يعني حُجَجِنا وأدلَّتِنا على توحيدِنا, ورسالةِ رسولِنا نوح. (الطبري).
83- {عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ}.
ذكرَ أنه تقدَّمَ آنفًا، وهو في الآيةِ (75) من السورة، قال: المرادُ بالملأ خاصَّةُ الناسِ وسادتُه.
85- {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِين}.
ذكرَ أنه تقدَّمَ تفسيرها آنفًا، وهي في الآية (83)، قال: الفتنة: إدخالُ الروعُ والاضطرابِ على العقل، بسببِ تسليطِ ما لا تستطيعُ النفسُ تحمُّلَه.
92- {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ}.
حُجَجِنا وأدلَّتِنا. (الطبري).
97- {وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}.
دلالة. (البغوي).
106- {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}.
{مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ}: … لا ينفعُكَ في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يضرُّكَ في دينٍ ولا دنيا, يعني بذلك الآلهةَ والأصنام, يقول: لا تعبدها راجيًا نفعَها أو خائفًا ضرَّها, فإنها لا تنفعُ ولا تضرّ، {مِنَ الظَّالِمِينَ} يقول: مِن المشركينَ بالله, الظالمِ لنفسه. (الطبري).
سورة هود
3- {وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِير}.
أعرَضوا. (البغوي).