مقالاتمقالات مختارة

التغريب والليبرالية والبعد التاريخي والاجتماعي

التغريب والليبرالية والبعد التاريخي والاجتماعي

بقلم عبد المنعم إسماعيل

مدرسة التغريب ونشر الليبرالية في المجتمع العربي والخليجي خاصة والسعودي أشد خصوصية مدرسة قديمة جداً تقترب من الثلاث عقود ويزيد.

تهدف مدرسة التغريب في بلاد الخليج إلى الخلاص من المدرسة السلفية التي جدد رؤيتها ونشر منهجها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ومن تبعه من رموز السلفية في بلاد الخليج ومصر والأمة بأسرها.

العالم في ضيق من السلفية بجميع أشكالها خاصة السلفية الإصلاحية التي تعيش التاريخ والواقع وتمتلك رؤية للمستقبل ترفض الغلو ولا تعيش الإرجاء والانتكاسة.

العالم لا يرحب إلا بمنهج الجرح والتجريح والغلو والتكفير والطائفية الاستهلاكية للطاقات كأداة يمكن توظيفها لتشويه السلفية بأحد الجناحين جناح الإرجاء أو جناح الغلو والتكفير ومن ثم يسهل الطعن تحت مزاعم مقاومة أحد المصيبتين.

التغريب والليبرالية يحرص على هدم وتغيير بوصلة الأجيال المعاصرة حتى تجهل التاريخ لتفقد الجغرافيا ومن ثم التبعية والهلاك.

التغريب في غالبه أخلاقيات حاكمة لطبيعة العقل والسلوك البشري العربي في الواقع المعاصر خاصة عند ما يطلق عليهم النخبة وما هم إلا جيل النكبة بجميع أشكالها.

التحاكم للعادات والتقاليد المخالفة للشريعة درب من دروب التغريب مثله كمثل التحاكم للقوانيين الغربية.

الطعن في العلماء بمزاعم الرد على المخالف يعتبر منهج خادم للتغريبيين الجدد والليبراليين المعاصرين.

التمكين للربا وتذويب الثوابت داخل المجتمع وصناعة مجتمع مصاب بالهشاشة بشموليتها يمثل أخطر مظاهر التغريب.

تجريف العقل العربي واللسان العربي من الاستقامة اللغوية يمثل أهم وأخطر آليات التغريب ونشر الليبرالية.

ترسيخ العشوائية والفوضى الإعلامية في المنطقة العربية يمثل طوق النجاة للعلمانيين العرب في الخليج ومصر خاصة.

عشوائية الإدارة للتاريخ والواقع والمستقبل من أخطر عوامل التمكين لليبرالية العربية والخليجية خصوصاً.

فالاختلاط بأشكاله صورة من صور التغريب وهجر السنة صورة من صور التغريب، ومشابهة العلمانيين في حلاقة الشعر وحلق اللحية من أهم مظاهر التغريب.

والانغلاق وهجر الوسطية لا يكون طريق ناجح في معالجة التغريب والليبرالية.

وقطيعة الأرحام ونشر الطائفية الرأسمالية وظلم العمال بقوانين خادمة لطبقة داخل المجتمع ولو كانوا تحت مسمى التوطين درب من دروب التغريب لأنه لا يحتكم للشريعة بل يحتكم للأهواء البشرية.

محاولة دمج المرأة في مجتمعات الرجال مع وجود إمكانيات الفصل درب من دروب التغريب.

محاولة استدراج الشباب لآليات التشبه بالمخالفين للمسلمين في العقيدة والفكر درب من دروب التغريب.

التحاكم داخل الهيئات العلمية والاجتماعية لقانون أسبقية الانتماء لا لحقيقة الجودة والصواب درب من دروب الانتكاسة التي تهيئ الواقع لقبول التغريب كعلاج للوقع الذي نعيش فيه.

التسويق لمبدأ الهزيمة النفسية داخل المجتمعات العربية خاصة الخليجية ومصر يمثل طوق النجاة لليبراليين العرب الذين يسعون لضرب السلفية في مهبطها ومهبط الإسلام ثم في مصر كبلد رائد في مواجهة التحديات متى أحسنت الأمة الاستفادة منها….

التسويق لمبدأ الهزيمة النفسية داخل المجتمعات العربية خاصة الخليجية ومصر يمثل طوق النجاة لليبراليين العرب الذين يسعون لضرب السلفية في مهبطها ومهبط الإسلام ثم في مصر كبلد رائد في مواجهة التحديات متى أحسنت الأمة الاستفادة منها..

العلمانية والليبرالية بين النقد والمعايشة

تمر الأمة الإسلامية منذ قرنين من الزمان بأخطار وجودية منها ما هو قائم ومنها ما هو قادم تمثل ظاهرة الليبرالية أو العلمانية أو التغريب أخطر الأمراض التي تهدد المكون العام للأمة بشكله القائم أو الحالي.

فالليبرالية خطر داهم يناقض حقيقة لا إله إلا  الله محمد رسول الله لأن العقل العلماني بطبيعته عقل جاحد لمراد الله من خلال هجر وجحود النصوص الشرعية سواء الكتاب الكريم أو السنة المطهرة.

خصومة الليبراليين للأمة فرع عن خصوم العلمانية للدين الحق الإسلام أو المنهج السلفي الصحيح الذي ورث منهج خيرية الأمة وخير القرون ثم حقق المواكبة أو المعاصرة في آلية العمل والمعايشة لمتغيرات الواقع أو مستجدات الأمور ومحدثات المفاهيم المادية التي يقبلها العقل لأنها لا تخاصم الثوابت أو النقل.

البعض ربما يجحد العلمانية ويطعن في منهجيتها غير أنه في حقيقة الأمر يعيش زخم المعايشة لها والتطبيق لها في واقع حياته العامة أو الخاصة في مشهد من مشاهد الازدواجية في التفكير أو معايشة أخلاقيات قول ما لم نفعل أو فعل مالا نقول به وهي أخطر مظاهر الانتكاسة العلمية أو العقلية أو الأخلاقية.

هل يستقيم الدعوة لنصرة الشريعة بأخلاقيات الخصومة لها كم يدعوا للاعتصام وهو رمز من رموز التفرق والتنازع على رايات محدثة تسعى لاختزال الدين في منهج عقلي معاصر أو آليات سياسية معاصرة؟

هل من الإنصاف لمز بعض الخصوم ثم التشبه بهم في آليات التفكير والمعايشة للواقع أو أزمات الواقع؟

هل من النصرة للشريعة اختزالها في جوهر دون مظهر موازي أو مظهر دون عبودية الباطن التي هي من أدوات اليقين والاستقرار في عالم اليوم ودنيا الغد بعد الاستفادة من ذكريات التاريخ؟

هل من الوعي لمز الهدي الظاهر في العبادات أو العلاقات الاجتماعية بدعوى تحقيق الولاء والبراء وما هو إلا ولاء على رؤية العقل المحدث أو المفاهيم التي تتغير أو يمكن أن تتغير؟

أخطر مظاهرة العلمانية هي الجهل بحقيقة الاهتداء والإقتداء في الواقع المعاصر.

أليس من العلمانية والنصرة للفكرة الليبرالية والتغريبية لمز دعاة السنة أو هدم من سقط في بعض الذنوب وجعله صيداً ثميناً في دنيا الواقع لغربان التغريب أو النسور الجارحة من الليبراليين القدامى أو الجدد؟

العلمانية في العلاقات الاجتماعية والليبرالية في التجمعات والهيئات الرسمية والتحرر المطلق في الأفراح والصراعات الاجتماعية أمر من الخطورة لأنه يمثل توفير المحضن لتمدد ظاهرة التغريب أو انكماش دعاة السلفية بدعوى عدم وجود توافق مجتمعي على قبول الفكرة السلفية والتي تتأثر في غالبها بعقول القائمين على حق الدعوة والبلاغ الرباني.

هجر رموز المنهج السلفي أو دعاة الالتزام بشمولية لا بفكر انتقائي يمثل أخطر المنحدرات العقلية التي تعيشها الأمة في دنيا الواقع وعالم الآمال.

التمهيد لفكرة الأحادية تمثل انقلاب واضح على آليات الاعتصام والنصوص الجامعة للمكون العام للأمة الإسلامية الرشيدة من خلال رعاية علل التفرق والانهيار المجتمعي أمام أهواء البعض من المعاصرين.

الهشاشة المجتمعية بشكلها العقلي والاجتماعي والاقتصادي والأدبي والفكري تمثل أقوى مستقبلات خلايا الجحود للنصوص الشرعية بشكله الصريح أو الغير صريح كمن يزعم الولاء ويعيش الهجر بصوره.

(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى