التطبيع والتهريج الفقهي
هناك نوع من التهريج الفقهي يمارسه دعاة التطبيع هذه الأيام وخاصة في السودان بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم هادن وصالح اليهود ومات ودرعه مرهونة ليهودي:
ولكن هناك فرق هائل في الحكم الشرعي بين الهدنة والصلح والتطبيع فعلى أي شي يخرج ما فعلته الحكومة السودانية هل هو هدنة محارب يعني توقف الحرب مع بقاء العداء أم هو صلح بين طرفين وما هو الشيء الذي كان بين السودان والكيان الصهيوني محل نزاع فتم التصالح عليه أم هو التطبيع الذي هو بيع الدين والمقدسات والحرمات وقطع أواصر الإخوة مع الشعب الفلسطيني وتخلي عن نصرة الأقصى أو أقل شي عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال مع العجز عن التحرير ثم جعل العلاقات تتحول مع وجود كل ذلك إلى علاقات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وأمنية وكل ذلك بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم هادن وصالح ومات ودرعه مرهونة ليهودي مستوطن داخل المدينة المنورة بعد جلاء اليهود عنها وكسر شوكتهم وهدم كياناتهم
ولو أنهم فعلوا فعلتهم بعيدا عن التعلق بالشريعة والفقه والسيرة لكان أمرهم أهون لأنه سيكون الأمر مخالفة شرعية بعيدا عن تلبيسها ثوب الشرعية الدينية زورا وبهتانا مع العلم بأن العسكر وحلفاءهم من الحرية والتغيير لا يعنيهم أمر الحلال والحرام في شي ولو كان يعنيهم فقد أخرج مجمع الفقه الإسلامي بالسودان فتواه بالإجماع رافضا للتطبيع ومبينا مخالفته لأصول الشريعة ومقاصدها وأحكامها وعليه فزج الشريعة في السجال القائم لا معنى له بل هو توظيف للدين في خدمة الطغاة لأن الأصل في من يهمه أمر الحكم الشرعي هو تحريه قبل الإقدام على الفعل لا بعده أي يأخذ الدليل مأخذ الافتقار لا مأخذ الاستظهار كما قال الفقيه المالكي الأخضري( ولا يجوز لمسلم أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه)
اللهم ردنا إليك ردا جميلا
(المصدر: صحيفة الأمة الالكترونية)